أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان محمد السعيد - بين شرع .. وقانون .. ضاعت حقوقها














المزيد.....

بين شرع .. وقانون .. ضاعت حقوقها


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 14:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في أحد البرامج الفضائية سأل المحاور ضيفه عالم الدين "هل الشريعة الإسلامية تظلم المرأة" فكان الرد – كما هو الحال في مثل هذه الحالات – أن هذا القول مجافي للحقيقة، وأن الشرع يجعل المرأة ترث في بعض الحالات أكثر مما يرثه الرجل!
قياس غير صحيح

إن مقارنة ميراث الأم بميراث الإبن، أو ميراث الأب بميراث الأخت، قياس غير صحيح ولا منطقي، فنحن لا نقول على سبيل المثال أن هذه الشركة لا تظلم النساء والدليل أن راتب المديرة يفوق راتب عامل النظافة!

فالقياس الصحيح يكون على نفس الحالة، والبحث العلمي يفرض علينا أن نثبّت ظروف التجربة عدا العامل الذي نقوم بدراسته، ولذلك يجب أن نقارن راتب المديرة بالمدير الذي يقوم بنفس المهام في الشركة ذاتها أو في شركات متماثلة، وكذلك الحال في الميراث يجب أن تكون المقارنة بين الأخ والأخت، أو الأب والأم، أو الإبن والإبنة، وإلا يكون القياس فاسدًا.
الحق الشرعي

لقد لفت نظري منذ الصغر هذا التفاوت بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في الميراث، فسألت والدي وصديقي الأزهري عن ذلك، فقال لي أن الشرع يجعل المرأة في رعاية وقوامة رجال العائلة طوال حياتها، فالأب يرعاها، ويتكفل بكل مصاريفها، ثم الزوج، أو الإبن، أو الأخ، أو العم، أو الخال، فهناك دائمًا من يجب عليه رعايتها والوفاء بما تحتاج إليه من مسكن وطعام وملبس، ولذلك كان للرجل نصيب أكبر من الميراث ليمكنه أداء هذه المهمة.

ولأن أفعال أبي كانت تتسق مع أقواله، كان ردّه في ذلك الحين مقنعًا بالنسبة لي، فهو كبير العائلة يراعي بيتنا ويراعي والديه وإخوته، وكان مقصدًا لكل من يحتاج إلى العون، ولم يكن يردّ صاحب حاجة.
القوانين

ولكن هل بقي من هذا الجيل أحد؟ إن نظرة صغيرة فيما حولنا ستخبرك بالإجابة المؤسفة على هذا السؤال، فالرجال الذين يتحملون المسؤولية أصبحوا عملة نادرة الوجود أو منقرضة لا وجود لها على الإطلاق.

وليس أدل على ذلك من ارتفاع نسب الأسر التي تعيلها النساء في المجتمع، وارتفاع نسب الطلاق، وهروب الرجل من مسؤولياته تجاه زوجته وأولاده، واضطرارها للجوء إلى المحاكم التي لا تصدر حكمها إلا بعد سنوات طويلة، تجد المرأة خلالها نفسها مفتقرة إلى أي دعم مادي أو إنساني.

هنا تتواري تمامًا الشريعة الإسلامية، فلا أحد يضطلع بمسؤوليته أو يلتزم بما جاء في الشرع من القوامة على النساء في شؤونهن!

فعندما يأتي الأمر إلى الأمور التي لا تساوي فيها الشريعة بين الرجل والمرأة يفرض المجتمع على النساء القبول بما يفرضه الشرع وعندما يأتي الأمر الشرعي بتحميل الرجال المسؤولية يقولون لكِ إذهبي إلى المحاكم، أي منطق هذا!!
نفاق مجتمعي

إن النفاق المجتمعي يجعل الناس تستمريء إهدار حقوق الضعيف ولوم الضحية، وإخراس الطرف الأقل حظًا، هكذا يفعلون في كافة شؤونهم، فإذا كان هناك نص ديني هنا أو هناك يبرر ذلك فأهلًا به، وإذا كان النص في صالح الطرف الأكثر ضعفًا فعليه أن ينال حقه بالقانون ويتكبد في سبيل ذلك الوقت والجهد والمال! عن اي شرع تتحدثون؟

إن رفع لافتة "الإسلام أنصف المرأة" في وجه كل من يطالب بسن قوانين تحفظ حقوق النساء لهو أمر يسير للغاية أما تطبيق التعاليم الإسلامية حرفيًا فيخضع للمزاج الشخصي والأهواء والرغبات الفردية.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجينة بين عالمين
- عملية تفكيك المعارض السلبي zersetzung
- انتصار الخير .. كذبة يروج لها الأشرار
- جمعية كارهو الأحياء والأموات
- معايير الرجولة والشرف والنخوة في عربستان
- التعذيب السيبراني .. جريمة العصر المسكوت عنها
- ما لن يقوله لك أحد عن شريحة إيلون ماسك
- عندما ساد الفساد
- الوهم 2
- الوهم
- شهوة منفلتة .. أم وسيلة إخضاع؟
- حراس على باب جهنم
- اللعوب ومهيضة الجناح
- فيروس كورونا ونظرية المؤامرة
- عزل ترامب
- المواطن الصوفيا
- في دعم الحراكين اللبناني والعراقي
- شعب بدون كتالوج
- ثورة لا تحكم .. تكسر
- تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان محمد السعيد - بين شرع .. وقانون .. ضاعت حقوقها