أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - يوسف حمك - انجاز المصالحة الوطنية أولى من المهرجانات الصاخبة .














المزيد.....

انجاز المصالحة الوطنية أولى من المهرجانات الصاخبة .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 02:25
المحور: القضية الكردية
    


المآسي و المواجع في أغوار نفوس الكرد – مكتملٌ نضجها – لعنتها تلاحقهم منذ الأزل .
و الزمن صادقٌ بوعده ، للحرص على إيذائهم في كل العصور .
و الغدر قطع على ذمته عهداً ، بعد إبرام عقدٍ مع الطواغيت و الأشرار في كل الأصقاع ، ألا يهجرهم في قضاياهم الجوهرية ، كما نقل الشجون إلى قلوبهم .
و صفعة الخذلان على وجوههم في تتابعٍ بلا انقطاعٍ . و كلما لاح لهم بريق أملٍ مختمرٍ ، أوشك بالانفلاق في عقر انتظارهم الطويل ، بادروا لضرب عنقه بمقصلة وأد الأحلام ، فينحدر المبتغى صوب الفناء .

و لأن الوجوه المندثرة بملاءة المكر تسقط أقنعتها ، فور إلحاح المصالح ، فإن الآمال المنتظرة قدومها تطير في مهب الريح ، كلحظةٍ عابرةٍ تمر بعجالةٍ ، و في المسائل الحاسمة تتراجع خلفك متنصلةً بوعودها . فيبقى حق الكرد الراسخ في قلب التاريخ رجوعه مؤجلاً .

أزمة وعيٍّ - غير قادرةٍ على تجاوز نرجسية رموزهم - مجبولةٌ بثقافةٍ ماضويةٍ ، مشحونةٌ بقوةٍ خارجيةٍ . و وجوه سياسييهم تتوارى خلف قناع الوطنية متاجرةً بالقضية و بيعها بدمٍ باردٍ ، مع استعدادها لارتكاب أبشع الجرائم تجاه شعوبها ، و الإفراط في القسوة ، و استبدال الضمير بالخسة و الدناءة .

انقسامٌ حادٌ بين الأطراف السياسية أثقل كاهل الشعب ، و خلافاتٌ عميقةٌ بين القادة استنفدت صبر أبناء الوطن . فكان التشرذم القاتل ، و التشتت المميت ، و التباعد الهالك .
و ناهيك عن الصراع بين أعضاء الحزب الواحد . فحدوث انشقاقاتٍ لهشاشة الترابط الداخليِّ ، و رخاوة الحس المشترك ، و انعدام الديموقراطية ، و هيمنة الرجل الأول في الحزب .
إضافةً للاقتتال بين الأجنحة العسكرية المتناحرة على السلطة و المال و توسيع النفوذ ، كما النظرة الأحادية للقضايا ، و تقديس رؤية الذات ، فتهميش كل ماهو مخالفٌ و اجتثاث الآخر .

ففي خضم الملمات هذه ، و التصدعات بين أطراف الحركة الكردية ، مبادراتٌ دوليةٌ غير جادةٍ تجري للتقارب بين أحزابها ، و التوافق على الثوابت منذ أمدٍ طويلٍ ، و في مناخٍ متوترٍ للغاية .
المباحثات تسير بخطى السلحفاة ، مردودها بعكس النتائج المرجوة .

( الثقة غائبةٌ … و النوايا للمكيدة ناصبةٌ و للطرف المقابل مبتزةٌ … المحاصصة الحزبية أعظم عائقٍ … الدافع الوطنيُّ في قلوبهم ليس له حضورٌ …. و الإملاءات الخارجية لها حصة الأسد … )
بعض المتضررين من التحقيق الوحدة يعقدون العزم على تدمير الثقة و اختلاق العوائق و القلاقل .
و كلما لاح في الأفق شعاع أملٍ ، سارعوا إلى إخماده و الإطاحة بأيِّ تقاربٍ .

تناحر الأطراف المتحاورة سموم خلافاتها تكتم أنفاس الجماهير ، و فشل ممثليها في التفاوض تعصر انفوسهم ، تشنجاتها التقليدية استهتارٌ بالوطن و تقويضٌ لجدية المباحثات ، و الصراع على الموارد المادية و الثروات يدك بنيان العملية التفاوضية ، و إرضاء بعض القوى الإقليمية و الدولية للمفاوضين أولى من بذل المساعي الفعلية لتوحيد الصف الكرديِّ و تحقيق رغبات الجماهير و إيجاد مخرجٍ من الانقسام المقيت .

فجوةٌ عميقةٌ بين مصالح الشعب التي تندرج في لائحة الوفاق و التضامن ، و بين مصالح القادة التي تكمن في التنافر و التشرذم و كبح نفوذ الطرف الآخر ، فالتركيز على الفئوية و الحزبية .

لذا فخيار أبناء الشعب هو تنظيم مسيراتٍ شعبيةٍ حاشدةٍ ، و اعتصاماتٍ ضاغطةٍ على المسؤولين و الرجوع من خلفهم . فصرخات الاحتجاج و التمرد على قادتهم أولى من الاحتفالات الصاخبة ، كما رفع الأصوات الغاضبة عالياً أفضل من الأغاني و حلقات الرقص و التصفيق لأصحاب الشعارات الطنانة .
فتصريحاتهم الخلبية ضاق عليها الوقت ، و لم تعد لجرعات الأمل ذي التركيز العالي أي مفعولٍ .
و الوحدة المنشودة مازالت في دائرة الشعارات تراوح مكانها .
و الجماهير تريد من قادتها أفعالاً ، و لا ترغب سماع عقم خطاباتهم أو القفز فوق خلافاتهم دون تسويتها .

و الطامة الكبرى تكمن في أن الكثيرين من المطبلين غائبون عن الوعي لإفراط حديثم عن المنجزات المزعومة ، و بعض المعجبين مأجورون يقبضون ثمن تصفيقهم . و البعض الآخر يقفون في المنتصف لا يخرجون من صمتهم .
ولا أحد من هؤلاء أو قادتهم يتحمل المسؤولية الفعلية ، أو يأخذ أقواله على محمل الجد .
فكل نوروزٍ و أنتم مطالبون بعدم الجري خلف القادة بعيونٍ مغمضةٍ .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالقراءة تُبنى الأوطان ، و ترتقي الأمم .
- كذبة شعار تحرر المرأة .
- الافتخار بتقليد المشاهير ، فقدانٌ لهوية الذات .
- كل لحظات الحب للعاشقين عيدٌ .
- رحيل الثلج ، بالنسبة للصغار طعمه مرٌ كالعلقم .
- الاعلام المرتزق ، متآمرٌ على الوطن و رخيصٌ .
- المنظومة الاستخباراتية الشرقية ، هدفها ترسيخ سلطة المستبدين ...
- شهداء الوطن فداءٌ لخاطفيه .
- سلوكيات أباطرة المال ، مدعاةٌ للاحتجاجات .
- حينما يتطوع المثقف برتبة بيدقٍ في إعلام السلطة .
- لا تغيير على ملامح العام المقبل .
- للمبادرين بالدخول إلى القفص الزوجيِّ .
- و مازلنا نبحث عن ذواتنا التائهة
- حينما يكذبون جهاراً و علانيةً .
- العبرة بالخواتيم .
- من تمنطق فقد تزندق !!!
- نعمة مواقع التواصل مصدرٌ للإزعاج .
- كانت راية الرسول سوداء ، و لواؤه أبيض .
- مكر السياسيين و تجار الدين بات فاضحاً .
- و يبقى الاشتياق للغائبين جارفاً .


المزيد.....




- روسيا تدعو مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة ...
- نيبينزيا لمجلس الأمن: أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به هو ...
- حملة مكافحة الفساد في الصين تطال النائب السابق لمحافظ البنك ...
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال يعاقب الأسرى الفلسطينيين بقانون - ...
- الجزائر: حان الوقت لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
- أكسيونوف يؤكد اعتقال كافة المجموعات التخريبية التي تم كشفها ...
- فاقمت معاناة النازحين.. مغردون يتفاعلون مع السيول التي ضربت ...
- ليكن صمود الأسرى وصمود الشعب الفلسطيني نموذجنا في معارك شعبن ...
- ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة: كيف يضر الاعتراف بدولت ...
- إسرائيل أمام مجلس الأمن: إذا اعتُمد قرار بمنح فلسطين عضوية ك ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - يوسف حمك - انجاز المصالحة الوطنية أولى من المهرجانات الصاخبة .