أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - غزو الثقافة الجديدة!














المزيد.....

غزو الثقافة الجديدة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 19:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مع تراجع دور المثقف على ساحة التواصل الاجتماعي حلَّ محَلـَّهم تواصليون جُدُد، مُسلحون بموبايلاتهم المزودة بكاميرات، واقتحموا الأسواق الشعبية، وأسواق السمك والخضروات؛ وبمعيتهم لغة ركيكة، ومعلومات لا تحتاج لمعلومات.
مجهود لا بأس به لتصوير أي شيء في أي مكان، وسيجدون أعدادا هائلة من المشاهدين، وهو مصدر جديد لأكل العيش!
البداية كانت من إعادة تسجيل مقتطفات من أفلام ومسرحيات ووثائقيات كوميدية أو عن عالم الحيوانات، وتلك لا تحتاج لأي لغة باستثناء عنوان جذّاب بأخطاء لغوية فادحة.
فلما زاد الاقبال في وقت فرّغته الكورونا من الناس، وتراجع الكتاب والمجلة؛ لم يعد هناك إلا أفلام نتفليكس للمهتمين بالفن السابع، أو قطــْـع ولصق القديم بعد التعرف عما يبحث عنه الناس، وغالبا تحتل الكوميديا المركز الأول.
في الوقت الراهن ومع موبايل به كاميرا يجلس صاحبنا في الأتوبيس أو في سيارة أو في تكتوك ويُصور لك شوارع وعمارات تدغدغ مشاعر الماكثين في بيوتهم أو المغتربين المشتاقين لشوارع وأزقة وحواري مُدُنهم ولو بدون رائحة أو لمس أو تسكُّع مثير للذة الكسل.
إنها الثقافة الجديدة التي لا يحاسب أحدٌ صانعيها على المعلومة أو سلامة اللغة أو ضوضاء أو تصوير غير احترافي.
ونجحت التجربة وما عليك إلا أنْ تشترك في القناة وتــُــفعّل زِرَّ الاعجاب حتى يتجمع حول الفيلم الشوارعي مثقفون ومتعلمون ومسؤولون فضلا عن الفرحين بظهور بيتهم أو محل يعرفونه أو شارع يحمل لهم ذكريات فيختلط الحنين بالكسل، والماضي بمن هجرهم هذا الزمن.
الشارعُ قادر أن يستخرج من أحشائه ما يبحث عنه ابن الشارعِ في ثقافته الجديدة أو هجرته أو غُربته أو ربة الأسرة التي ضاقتْ بأفلام قديمة ضحكتْ عليها مئات المرات، ولم يعُدْ لديها ما تقدّمه!
لست مع اليوتيوبيات الجديدة أو ضدها؛ لكن لا شك في أنها سدّتْ فراغا كان الناس مشتاقين لحشْوِه، ولو فعلتَ نفس الشيء مع شوارع وأسواق وأزقة عربية وأوروبية، فستجد المهتمين يتكاثرون ويعثرون على أحاديث جانبية تقتل الوقت.. أو تُحيي الذاكرة.
الزمن يأتيك حتى لو هربت منه، ويُخرجُكَ من جلسة الكسل للتنزه في أي مكان تريد، وباللغة السقيمة التي تفهمها، ولن تحتاج لمثقف أو مؤرخ أو حفيد لنجيب محفوظ يقص عليك حكاية بين القصرين أو ميرامار.
إنه العالــَــمُ الجديد الذي لا يسألك عن اللغة والشهادة والثقافة ومصوّر محترف وسيناريو مترابط وحوار عقلاني، ومع ذلك فستجلس أمامه فاغرا فاك وتتابعه بشغف.
نفس الأمر ينسحب على كل المُدُن والقرى والنجوع والجبال وأماكن الهجرة والحروب واستقبالات الملوك والرؤساء والملابس في زمن غابر في العالم العربي أو في مواطن الهجرة!
طائر الشمال
أوسلو في 18 مارس 2021



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا أيها الصادق الأمين!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء السادس
- السقوط المصري و.. التطبيع العربي!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الخامس
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الرابع
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الثالث
- مقطع من يومياتي بعد موتي! (الجزء الثاني)
- مقطع من يومياتي بعد موتي!
- ستة أيام في المستشفى!
- لماذا لا يتعلم المصريون من الجزائريين؟
- أكملت اليوم 74 عامًا؛ وماذا بعد؟
- صورة الله في عقل الإسلامي الحديث!
- للمرة المئة.. تغطية وجه المرأة معصية لله!
- اكتشاف لقاح مضاد لإبليس!
- لهذه الأسباب أكره التيارات الدينية!
- أبناؤنا المتآمرون.. ولاد الكلب!
- لهذا لن تتكرر ثورة 25 يناير!
- هل المسلمون مرضىَ بالدينِ أمْ الدينُ مريضٌ بالمسلمين!
- الشعبُ على دينِ رئيسِه!
- جرائم هذا الرجل!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - غزو الثقافة الجديدة!