أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - روبةُ عَرَب














المزيد.....

روبةُ عَرَب


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 03:20
المحور: كتابات ساخرة
    


روَّبَ يُروِّب، تَرْويبًا، فهو مُرَوِّب، والمفعول مُرَوَّب، وروَّب اللَّبنَ: جعلهُ رائبًا، مخضَهُ فخرجَ زُبْدُه.
وفي الحديث الشريف “لا شوْبَ ولا روْبَ في البيع والشراء”. هذا هو معنى “روبة” بيننا نحن أهلُ الحيِّ.
يَمَّمتُ وجهيَ وصغيرتيَّ صُبحاً شطرَ “مَصرِفَ” أختُصَّ بأهلِ الحيِّ ، وإذ كانَ لزاماً علينا أن نَخترقَ خنادقَ زحمةٍ في سوقٍ مُسقّفٍ يتبضّعُ منه أهلُ الحيِّ،
وإذ كنتُ بلبوسِ دشداشةٍ ويشماغٍ وعقالٍ، وهكذا زيُّ تجواليَ في دروب أهلِ الحيِّ ،
وإذ كان ببطنِ زحمةِ السوقِ رجلاً واقفاً على إستحياءٍ كحياءِ فتياتِنا في أزقةِ أهلِ الحيِّ .
عُمُره أدنى من عمريَ بعقدينِ من سنينَ ولا أحسبُهُ من أهلِ الحيِّ، وإذ به يهتفُ دونَ الجهرِ -لمّا أصبحَت خطايَ أمامَهُ- منادياً :
(عَرَب، عَرَب، عَرَب)! وَيْ! أوليسَ كلّهم عربٌ قاطني أهلِ هذا الحيِّ!
أكملتُ مسيري بضعةَ أذرعٍ، ثم كررتُ إليهِ مهاجماً بحنقٍ وبلا حياءٍ من أهل الحيِّ ،
لأقتصَّ من سخريةِ وإستهجانِ هذا (البغلِ) لزيٍّ أرتديه أنا وغالبُ أهل الحيِّ،
ولأسألهُ من علوٍّ إن كان هو من أصلٍ إسكندنافيّ، أو لعل جينِ نطفته من “باليرمو” صافي، أو لعلّهُ لقيطٌ بينَ أهلِ الحيِّ ؟
لن أباليَ إن كان سيلكُمُني ويَغلبُني بقوّتهِ، فأزدادُ خزياً على غمٍّ بين معارفي من أهلِ الحيِّ.
بيدَ أنيَ لن أنسى أنَّ سلاحيَ “عقالٌ لاسعٌ” ، وذاك سلاحٌنا الفتاكٌ نحنُ أهلُ الحيِّ.
ولكن…
ما إن دنوتُ منهُ حتى برزَت ليَ الكلمةُ التي غُمَّ علي فهمُها حين هتافهِ على رؤوسِ أشهادِ أهلِ الحيِّ،
إذ بدا جلياً أن الرّجلَ كان يُروّجُ لأكياسٍ تحت رجليهِ مَلائ ب (روبة عرب، روبة عرب، روبة عرب) قد جاءَ بها يسعى من الأطرافِ لأهلِ الحيِّ.
وكانَ ينطقُ عبارتهُ بسرعٍ ضوئيةٍ ليروّجَ لها في سوقِ أهلِ الحيِّ .
حمداً للهِ أن مسمعيَ قد طَنَّ ففطنَ للأمرِ عندَ آخرِ لحظةٍ قبيلَ إندلاعِ حربٍ قد تطولُ أربعينَ سنة وتتعدى ديارَ أهلِ الحيِّ ،
حربُ الولدِ وأبيهِ وتلكَ حربٌ يعشقُها وهي مغرمُ أهلِ الحيِّ ،
فما كان منيَ إلا أن أشتريَ كيسينِ من روبةٍ ريفية غير مجففةٍ وبدُهنِ بقراتٍ أنصتُ لخوارٍ منهنَّ آتٍ من خارج ديارِ أهلِ الحيِّ.
لكنِ الرجلَ تَنَبَّه لوجهيَ الحانقِ إذ كان مقبلاً عليه رغمَ زحامِ الأنامِ في سوقِ أهلِ الحيِّ.
باعَنيَ الرجلُ روبتَهُ تحتَ نظراتِ إستغرابٍ منه، وغادرتُهُ ومايزالُ هو لايعلمُ الأسباب فمارآنيَ وما لمحتهُ من قبلُ وماظننتهُ من أهلِ الحيِّ.
فيا إبن الروميّ..
قد حمُضت روبتنا في بغداد برجسِ الأذنابِ، وإحمضّت برجزِ الأغراب ، وتحمَّضت بنجسِ الخطاب، ولا من رشيدٍ يعذرُ ، ولا من نشيدٍ يحذّرُ:
(فاعذر وإن حَمُض الجوابُ فرُبَّ منتفعٍ بحامض
ودعِ المَضَامِضَ بالفضولِ فإنها شرُّ المضامِضْ)



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
- تَفصيلٌ‮ لرحلَتي‮ حَجٍّ‮ غَيرِ مبرورٍ
- طُرفةُ صَديقتي الخَالة
- * إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
- القُدسُ!
- أَفَحقاً يَتَعامَلُ الإلهُ بالآجل؟
- ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )
- (نصف سي سي)
- *القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
- أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
- *وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
- كيلا تَخلُوَ الأكمامُ مِن ثَمَراتِها
- (وَكُلٌّ مُغرَمٌ بِلَيلَاهُ يَاحَمدَانَ)!
- *حقائق الخطى*
- ** حدقة السعادة **


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - روبةُ عَرَب