أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - رأيتُ رام اللَّه- للراحل مريد البرغوثي














المزيد.....

رأيتُ رام اللَّه- للراحل مريد البرغوثي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6822 - 2021 / 2 / 23 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


"رأيتُ رام اللَّـه" للراحل مريد البرغوثي
"رأيتُ رام اللَّـه" هو عنوان كتاب للشاعر والروائي الفلسطيني المبدع مريد البرغوثي، الذي غادر عالمنا قبل وقت قصير، وكان قد صدرت نسخته الأولى في العام 1998. وهو سردية ذاتية، ونص أدبي مشحون بغنائية مكثفة يحكي عن المنفى والمنفيين والبعد عن المكان الذي ولد وترعرع ونشأ فيه، ويسجل فيه انطباعاته بعد عودته إلى وطنه فلسطين، وتخصيصًا رام اللَّـه، بعد سنوات طويلة امتدت ثلاثة عقود، قضاها في الغربة والمنافي القسرية.
ويعتبر الكتاب من أصدق وأجمل الكتابات الأدبية السردية عن التجربة الوجودية للشتات الفلسطيني. وهو يجمع بين الأدب والسياسة، وبين الرومانسية والواقعية، بسردية متوهجة بالبساطة والعفوية وحرارة التجربة والتوقف عند التفاصيل الصغيرة الدقيقة.
ولعلني أتفق مع ما قاله وكتبه الراحل د. ادوارد سعيد في تقديمه للكتاب: " أن عظمة وقوة وطزاجة كتاب مريد البرغوثي تكمن في أنه يسجل بشكل دقيق موجع هذا المزيج العاطفي كاملًا، وفي قدرته على ان يمنح وضوحًا وصفاءً لدوامة من الأحاسيس والأفكار التي تسيطر على المرء في مثل هذه الحالات".
مريد البرغوثي ابن بلدة دير غسانة قضاء رام اللَّـه، التي غادرها إلى القاهرة لإكمال دراسته، ولم يتمكن من العودة إليها، وتم تسجيله في أعداد اللاجئين الفلسطينيين، يحدثنا في كتابه عن أوجاع الغربة، ويحملنا معه في خوفه وقلقه، ويدلنا على مكامن الجرح الفلسطيني باقتدار، ويجعلنا نتسلق معه أسوار الشوق والحنين الدائم للوطن الغالي. وتتوالى عناوين الكتاب "الجسر، هنا رام اللَّـه، دير غسَّانة، الساحة، الإقامة في الوقت، عمّو بابا، غُربات، لمّ الشمل، يوم القيامة اليوميّ". ونراه يصف رام اللَّـه قائلًا :"عجيبة رام اللَّـه، متعددة الثقافات، متعددة الأمزجة، لم تكن مدينة ذكورية ولا متجهمة، دائمًا سباقة للحاق بكل ترف جديد".
ولا ينسى أن يصور طبيعة المدينة قائلًا:" رام اللَّـه السرو والصنوبر، أراجيح المهابط والمصاعد الجبلية، اخضرارها الذي يتحدث بعشرين لغة من لغة الجمال".
ويواصل مريد سرده كاشفًا وفاضحًا مخططات الاحتلال في منع تطور المدن الفلسطينية وسعيها لجعلها غير قادرة على مواكبة روح العصر".
هذا الكتاب/الرواية/ السيرة الذاتية هو صورة حقيقية عن رحلة العذاب الفلسطيني في الغربة بكل ما فيها من أحاسيس ومشاعر وآلام، ويعرّيها لمن يطمح إليها، ويستحضر الوطن بعاطفة مشبوبه دون مرارة، وكل ذلك يعبّر عنه بحس شاعري، ولغة بالغة الروعة والجمال.
أخيرًا يمكننا القول، أن كتاب "رأيتُ رام اللَّـه" هو رواية الغربة والمنفى والعودة، بعد أن طال الشتات، ونص إنساني إلى أبعد الحدود، يتداخل فيه النثري والشعري، والخيال، والمجاز. وهو كتاب مشوق بتفاصيله، وعفويته الجميلة، وصدقه، ويصدر عن روح شفافة فريدة، هي روح الراحل مريد البرغوثي، الصوت الشعري الرقيق العذب والجميل.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء شاعر الوطن المرحوم زياد المبسلط
- لأجل تنظيم مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل
- نزيه أبو نضال وحال المثقف الثوري ..؟!
- لِمَاذَا تَرَكْتَ رَام الله حَزِينَةَ؟!.. إلى الْمُرْتَحِلِ ...
- -حياة جديدة-: مجموعة قصص من واقع الحياة للكاتبة حوا بطواش
- في عيدِ مِيلَاد ابْنَتِي -آلاء-
- حاجتنا إلى التسامح
- مع قصة -أزهارُ البنفسج- للأطفال للكاتبة د. روز اليوسف شعبان
- ترجل الفارس، رجل المواقف البروفيسور عبد الستار قاسم
- المسافرُ في ضوءِ القمرِ
- الباحث والناقد الأردني من أصل فلسطيني، الراحل د. حسني محمود ...
- هموم ثقافية .. في حال الأدباء والمثقفين
- العراق والمستقبل
- عن -مبادرة إبراهيم-
- حرب البيانات
- الأحزاب الصهيوينة والصوت العربي..!!
- أين نحن من مجتمع المعرفة..؟!
- ترامب لغير رجعة ..!!
- هل تنجح الجهود لرأب الصدع في المشتركة؟!
- الضرورة الموضوعية .. اعادة اللحمة للقائمة المشتركة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - رأيتُ رام اللَّه- للراحل مريد البرغوثي