أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة في تدويل أن - الأنجيل - محرف !















المزيد.....

قراءة في تدويل أن - الأنجيل - محرف !


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 19:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدمة :
يدعي رجال الأسلام من شيوخ ودعاة من أن الأنجيل محرف ! ، وفي هذا البحث المختصر سنبحث في هذا الموضوع ، بشكل حيادي ، بعيدا عن العواطف والأنتماءآت الدينية ! . وأن النصوص القرآنية تتطرق أيضا للتوراة أنه محرف ! ، ولكني سأتحدد بالأنجيل فقط .
الموضوع :
أولا وفق النص القرآني هناك أقرار كامل وتام بالتوراة والأنجيل ككتابين سماويين ، وذلك وفق ما جاء في سورة آل عمران/3-4 ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ . مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) ، وجاء في نفس السياق في سورة المائدة/48 ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) .
ولكن شيوخ الأسلام يستندون على بعض النصوص ، ومنها ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة/75. و ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) المائدة/13. ويؤكدون على أن هذين النصين تفيدان بتحريف الأنجيل .

* وللمثقف المطلع ، أقول أن قراءة معمقة للنصين الأخيرين ، نلاحظ أنهما لم يذكرا أي دلالة واضحة على أن المقصود هو الأنجيل . ثم يضيف بعضهم النصين التاليين ، على أنهما دليلين آخرين على تحريف الأنجيل ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/78. ولكن هذا النص المقصود به القرآن وليس الأنجيل ، وذلك لتعدد قراءآت القرآن لذا ، أختلفت الألفاظ والمعاني ( لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ ) ، أما النص ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة/79. فالمقصود به هو تعدد المصاحف ، وهذا لا ينطبق على الأنجيل بل ينطبق على القرآن ، حيث جاء ب "موجز دائرة المعارف الإسلامية" (ج26 ص 8175) ، ما يلي : ـ " كان النص القرآني الذي اعتمده عثمان بن عفان مجرد نص واحد بين نصوص أخرى وجدت خلال القرون الأربعة الأولى للهجرة " وأضافت: " وثمة مصاحف أخرى ارتبطت بعدد من الصحابة يقال أنها انتعشت في الكوفة والبصرة والشام . " / نقل من da3wat-mahabbah.blogspot.com .

* أي أن النص الأخير من سورة البقرة يدلل على كتابة نسخ مختلفة للمصحف ، وهو أمر غير متفق على عددها ، فقد جاء في موقع / نداء الأيمان ، التالي ( وقد اختلف في عدد المصاحف التي كتبت في عهد عثمان ، ووجّه بها إلى الأمصار فقيل ستة ، وقيل أكثر من ذلك ، وقال القرطبي في تفسيره : قيل سبعة ، وقيل أربعة .. ) ، كذلك أمر الخليفة عثمان ، بحرق باق نسخ المصاحف التي تخالف المصحف الذي أعتمده ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي ( فقد روى البخاري في صحيحه أن الصحابة لما كتبوا المصاحف أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ، وفي رواية للطبراني وابن أبي داود : وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به. ) ، هذا الأمر كان في عهد الخليفة عثمان ، فكيف الحال بعدد المصاحف التي كتبت بالعهود اللاحقة ! .
القراءة :
1 . ليس من خيار أمام رجال الأسلام - من أجل البقاء ، سوى " تسويق " فكرة أن " الأنجيل محرف " ، وذلك لأن هذا الموضوع يجذب الأنظار للأسلام كمعتقد أوحد ، ولكنهم يفشلون في كل مرة بتمرير الفكرة ، ويبقون دوما يقاومون الرفض من أجل الأستمرار بدعواهم ، وأيضا من أجل مصالحهم - أي تكريس التجارة الدينية التي ينشط بها الشيوخ والدعاة ! .

2 . المشكلة عند شيوخ الأسلام واحدة لا غير ! ، وهي أن الأنجيل المتداول بين المسيحيين لا يعترف بمحمد كرسول أو كنبي ، ولا يبشر به / أي في الأنجيل ، كرسول سيأتي بعد المسيح ! ، ولو تضمن الأنجيل الحالي ولو ب " أشارة " لمحمد لكان الأنجيل المتداول هو الأنجيل الحق الغير محرف .

3 . السؤال الأهم : أين الأنجيل الأصلي / غير محرف – هل يملك المسلمون نسخة منه ! ، بالطبع الجواب : كلا ، وبما أن الأنجيل هو أنجيل يسوع المسيح ، فأتباعه هم الذين يعرفون المحرف من غير محرف ، ولذا الكنيسة حيدت عددا من الأناجيل غير معترف بها كنسيا ، فقد جاء في الموقع التالي https://st-takla.org ما يلي : ( هناك أناجيل غير قانونية منها أنجيل يعقوب ، انجيل العبرانيين ، أنجيل المصريين وأنجيل بطرس .. ) .

4 . أكثر من ستة قرون تفصل بين المسيحية والأسلام ، فكيف لمعتقد جاء بعد حقب تعد بمئات السنين أن يحكم على كتاب - لمعتقد ديني أخر ، بأنه محرف أو لا ! . من جانب أخر أن رجال الأسلام لا بد لهم أن يحكموا على باقي المعتقدات بأنها محرفة ، وذلك حتى يسوقوا لنص قرآني أخر وهو : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ! .
الختام :
أن الأسلام سوف لم ولن ينتصر لا " بموضوعة تحريف الأنجيل " ، ولا بمفهوم " أن الأسلام هو الدين الأوحد عند الله " ، ولا بشعار أن " الأسلام هو الحل " ، وسيبقى مادة للأخذ والرد والقبول والرفض والأعتراف والنكران للمسلمين ولغير المسلمين على مدى الدهر !! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة الراشدة بين الوهم و الحقيقة
- أضاءة أستباقية ل - زيارة البابا للعراق -
- أزمة التراث الأسلامي والتعايش الأنساني
- قراءة لتقاطع القرآن لظرفي الزمان والمكان الجزء الثاني
- قراءة لتقاطع القرآن لظرفي الزمان والمكان - الجزء الثاني
- قراءة لتقاطع القرآن لظرفي الزمان والمكان - الجزء الأول ...
- قراءة لتقاطع القرآن لظرفي الزمان والمكان - الجزء الأول
- المخفي والمعلن في صناعة الأحاديث
- قراءة في العلم والعلماء والأسلام
- ومضة للتعبئة القسرية للعقلية الأسلامية
- أضاءة نقدية لأحاديث عبدالله بن عباس
- قراءة للآية 24 من سورة النساء
- محمد بن عبدالله .. نبي أم قائد أم نبي وقائد
- البيت الشيعي .. أضاءة في جلد الذات
- الفتوحات الأسلامية .. بين المعلن والمخفي
- الأسلام بين الوطن والخلافة
- أضاءة بين الداعية والمفكر
- أضاءة في - تحديد عدد الصلوات في الأسلام -
- حكام العراق - بعد 2003 / أضاءة في جلد الذات
- الصراع الدموي على السلطة في الأسلام – واقعة الحرة 63 هجرية / ...


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة في تدويل أن - الأنجيل - محرف !