أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - قراءة جديدة للثنائى نجم وإمام















المزيد.....

قراءة جديدة للثنائى نجم وإمام


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هى جديدة لأنه كان قد استقرّ فى ذائقتى موقف رافض لبعض أشعار نجم منها بعض أشعاره التى أعتبرها أشعار مناسبات كتلك التى كتبت بمناسبة زيارة نيكسون أو ديستان وذلك باعتبارها وقتية أو بنت لحظتها، النوع الثانى من كتاباته التى بها الفاظ خادشة للحياء البرجوازى الذى أتحلى به، وتلك الأشعار الهجائية لرموز أكنّ لها إحتراما كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وصلاح جاهين ومحمد حسنين هيكل كقصائد الفوازير وكلب الست ويويو وغيرها،
آخرها ماكتبه ساخرا من عبد الناصر أو من الجيش المصرى وأهمها ” الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا”، بالإضافة لبعض مواقفه العملية من الآخر المختلف عنه كعداؤه للشاعر عبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب وغيرهم.
فى نشأة نجم وطفولته تقاطعات كثيرة مع الفنان عبد الحليم حافظ، فكلاهما ولدا وعاشا طفولتهم المبكرة فى إحدى قرى محافظة الشرقية المتجاورة بحيث لا يفصل القريتين الاّ حوالى 4 كيلومترات، وعانى كلاهما من اليتم مبكرا، ولا يفصل بين عمريهما الاّ شهر واحد، وأدخلا فى طفولتهما نفس ملجأ الأيتام بمدينة الزقازيق، وكما يحكى نجم فقد كان حليم طفلا ضعيف البنية، خافت الصوت، خجولا، بين مراهقين متنمرين ومشاغبين عاليي الصوت، وحين سؤل نجم عن عبد الحليم فى ذلك المكان الذى جمعهما "الملجأ" قال أنه وجد فيه طفلا موهوبا صوتيا، بينما لم يذكر عبد الحليم أى تفصيلة عن نجم، سوى أنه هاجم بشدة وانفعال فى مقابلة إذاعية هؤلاء الشعراء الحقودين الممرورين الذين يحولون جميع الأشياء الجميلة فى حياتنا الى سواد وشؤم، فى إعتقادى أنه كان يقصد نجم.
كانت الهزيمة الفاجعة فى 1967 (التى لم تمح آثارها حتى الآن) نقطة فارقة فى حياة نجم والشيخ إمام، حولت الهزيمة نجم من صعلوك يقوم بعمليات نصب صغيرة وأشعارساذجة عن الأهلى والزمالك الى شاعر الغضب، وكما قالها نزار قبانى عن نفسه “يا وطنى الحزين .. حولتنى بلحظة من شاعر الحب والأنين.. لشاعر يكتب بالسكين” واصفا حاله، وهو ما ينطبق على حال الثنائى نجم وإمام، بينما ألهمت الهزيمة الشاعر “عبد الرحمن الأبنودى” أن يكتب لعبد الحليم حافظ قصيدة طويلة يلحنها “بليغ حمدى”، جاءت أغنية عدى النهار تتكلم عن الهزيمة بلغة رمزية، عن مغربية وظلام يبتلعان النهار وأي بصيص للضوء، فيما البلد المهزوم فتاة تغسل شعرها على الترعة وتنتظر النهار حبيبًا لا يقوى على مهرها الغالي. كان التهويم واللجوء إلى ظواهر كونية كالظلام والليل والنهار صيغة مناسبة للبكاء أكثر من أي شيء آخر، ولمقاربة الموضوع المؤلم دون إشارة لطرف بعينه ترجع له أسباب الهزيمة، وعلى النقيض من الإنتاج الدولتي الضخم في استوديوهات ماسبيرو
وبصحبة أوركسترا الإذاعة؛ أطلق الثنائي نجم وإمام من حجرتهما المتواضعة بحارة خوش قدم في الغورية بالقاهرة المملوكية وبمصاحبة نغمات العود وحده أغنيتهما: الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا، في كلمات شديدة الحدّة والتهكم والمرارة
بلا مواربة تعري النظام المهزوم وتحمله المسؤولية كاملة عمّا حدث، تغنى بها الشيخ إمام صارخا: يا أهل مصر المحمية بالحرامية الفول كتير والطعمية والبر عمار / إيه يعني في العقبة جرينا ولا في سينا هي الهزيمة تنسينا إننا أحرار / إيه يعني شعب في ليل ذلّه ضايع كلّه ده كفاية بس اما تقول له: احنا الثوار / الحمد لله ولا حولَه مصر الدولة غرقانة في الكذب علاولة والشعب احتار / وكفاية أسيادنا البُعدا عايشين سعدا بفضل ناس تملا المعدة وتقول أشعار / أشعار تمجد وتماين حتى الخاين وانشالله يخربها مداين عبد الجبار / الحمد لله خبطنا تحت باطاطنا يا محلى رجعة ظُباطنا من خط النار، طبعا علمنا أن المقصود بعبد الجبار هو الزعيم "جمال عبد الناصر"، وهو ما حدا به أن يؤمر باعتقالهما طيلة حياته، وهو ما حدث بالفعل.
جاء لحن إمام عيسى المصاحب لهذا الكلام أشبه بعويل مكتوم في مأتم شعبي بالمقابر، ينعى الجنود الذين ماتوا غدرا على رمال سيناء، في السياق تجدر المقارنة شعريًا بين عبد الرحمن الأبنودي القابع في معسكر النظام و”نجم” شاعر الشوارع الفاجومي الصعلوك المتشرد. فالاثنان، وإن كتبا بالعامية المصرية بتنوع لهجاتهما، فإنهما ينتميان لمدرستين أو بالأحرى لمفهومين مختلفين تمامًا عن الشعر، فالأبنودي هو ابن شرعي لحركة الشعر الحديث التي ظهرت في العالم العربي أعقاب الحرب العالمية الثانية بالتزامن مع حركات التحرر الوطني وان كان قد بدئها رببب السيف والقلم "محمود سامى البارودى"، وما استخدامه للتيمات الشعبية إلا توظيف حداثوي لها، أما نجم فهو شاعر شعبي بالمفهوم البسيط والعميق للكلمة، مجال شعريته شفوي وثقافته سمعية لا تحيل إلى أي مؤثرات مقروءة أجنبية كانت أو من التراث القريب لحركة تحديث الشعر العربي، فاق فى تعبيراته أساتذته العظام كفؤاد حداد وبيرم التونسى وبديع خيرى، أمّا الثالث فهو "صلاح جاهين" فكان وقع الهزيمة فاجعا له، فقد شكّل مع حليم الحلم الكبير عن الإشتراكية والسد والتصنيع التقيل، وصنعوا لنا عرسا وهميا فى أعياد الثورة، وبعد الهزيمة فانه اتجه الى كتابة أغانى تجارية تدغدغ الغرائز الشعبية وتمنعها من التفكير فى ” النكسة بتعبير السلطة” الى أغانى عن زوزو وكاس الفتاة المثالية، ولا شك أن صلاح جاهين لم يبرأ أبدًا من كرب الصدمة ولا من عقدة الذنب المتعلقة بالهزيمة وقد يكون ذلك ما قاده ذات صباح من ربيع عام ١٩٨٦ للانتحار في سريره بالمستشفى بابتلاع كمٍّ هائل من الأدوية والأقراص المنومة، حتى نجم نفسه فبعد أن إبتعدت رياح التمرد الطلابى فى الجامعة، واضمحلت كثيرا الحركة الشيوعية، وفى تسعينات القرن الماضى إنتقل رويدا الى معسكر الأغنياء، صادق المليالدير “نجيب سويرس” الذى احتفل بعيد ميلاد نجم فى فندق الفورسيزون وأنشأ جائزة للشعر العامى باسمه، كما انتقل ليقدم برنامجا تلفزيونيا فى قناة يملكها ملياردير آخر هو “أحمد بهجت”، وباع أغنياته لمحمد الحلو وغيره من المطربين.
بعد وفاة نجم وفي عام ٢٠١٣، في فترة الحكم الانتقالي للمستشار عدلي منصور، تم منح أحمد فؤاد نجم وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولى. جاء في بيان رئاسة الجمهورية أن “نجم يعد أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة واسما أجيالًا من الشباب للدفع من أجل التغيير”، إنه رد اعتبار جاء متأخرا لعدد من الشخصيات العامة التي طالها الظلم والعنت السياسي زمنًا طويلًا. وفي هذا السياق حصل المخرج محمد خان على الجنسية المصري بعد أن عاش سبعين عاما بأوراق أجنبية في القاهرة التي ولِد بها وصاغ عنها أفضل سردياتها البصرية، كما تم منح قلادة النيل أعلى أوسمة الدولة لاسم اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية والقائد الرمزي لتنظيم الضباط الأحرار، وأخيرا تم منح إسم البطل “يوسف صديق” القائد الفعلى للثورة وسام الإستحقاق، لكنها تظل مجرد أوراق وحبة فلوس، وشكرالله سعيكم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات المصرية القطرية..الى أين؟
- دور الجمهور في ترشيد الخطاب الدينى
- الإخوان وجذور الإرهاب الدينى
- مرّة ثانية.. عن العسكرتاريا والسلطة
- هل تتحول الولايات المتحدة الأمريكية يوما ما الى الإشتراكية؟
- ترامب ليس مجرد مرحلة عابرة
- تتجذّرتنظيمات الآسلام اللاسلام السياسى فى الهند .. مهمة مستح ...
- مستقبل الإسلام السياسى فى مصر
- الشعبوية فى مصر .. تاريخ قديم متجدد
- الدعوات المشبوهة للتظاهر ضد النظام
- موقف الأستاذ هيكل الملتبس من عبد الناصر والناصرية
- واقعة الشيخ أحمد المحلاوى والحازمون بالأسكندرية
- المصالحة المستحيلة .. بين السلطة وحماس
- عن -محمود عزت- القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين.. ...
- سبب عدم اتبّاع المصريين لشريعة موسى
- -صاحب المقام- أفكار مكررة وممجوجة
- حمزة البسيوني .. السادية فى أجلى معانيها
- أيام العجب والموت .. رعشة فؤاد حداد الأخيرة
- التجربة الشيوعية الأولى فى مصر -الحزب الشيوعى المصرى 1922 -
- هزيمة 1967.. مفترق طريقين


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - قراءة جديدة للثنائى نجم وإمام