أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - معاقبة شعب على انتفاضته !














المزيد.....

معاقبة شعب على انتفاضته !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما ألصقت قوى الفساد والأرهاب وضيع صفاتها وشائن سلوكها بشباب انتفاضة تشرين المجيدة, تراها تتساقط كما قشرة صبغ قديم, ولا يبقى سوى معدنهم الوطني الأصيل.
يتعزز يوماً بعد يوم تقدير الشعب لتضحيات شبابها وسمو مبادئها, بينما تتصدع سمعة اعدائهم وينالون الاحتقار العام.
بدأت دائرة عقابهم للشعب بتجاهلهم لإرادته وتوقه للحرية منذ اليوم الأول لجلوسهم مع بول بريمر ممثل سلطة الاحتلال في العراق بعد اسقاط نظام الدكتاتور المقبور2003, وتكرّمه عليهم بتقسيم الكعكة على اساس محاصصي تقسيمي, شيعة سنة أكراد, وتسليمهم مقاليد السلطة.

ولأن الشعب لم يكن همهم يوماً, فقد انبروا على التكالب على ثرواته والتحكم برقابه, الذي أنتج اصطفافاً مريضاً, دفعوا لتأجيجه وتغذيته ليتحول إلى صراع طائفي وتخندق مذهبي مقيت, قاد إلى
عقاب متعدد الأطراف للشعب المغلوب على أمره, تمثل بحرب طائفية همجية, تكأكأت فيها القاعدة وداعش والميليشيات الطائفية عليه, تتبارى في ابتداع طرق إيلامه وتعميق مآسيه, وخرج منها خاسراً, مثقلاً بالجراح والضغائن, منهكاً من سرقاتهم لثرواته وأمواله, حتى بزغ فجر انتفاضة تشرين / اكتوبر 2019 المجيدة الذي فاجأ الجميع بسطوع نوره ونقاء ووعي شبابه, وقلب الامور, وأوقفها على قدميها بعد أن كانت تقف على رأسها, بمبادئها الوطنية وأهدافها السامية في بناء وطن حر ونظام مدني ديمقراطي, وكشفت عوراتهم وفضحت زيف ادعاءاتهم ونزعت القدسية عن رموزهم, ثم عززت التلاحم الوطني وحب الوطن والولاء له وحده لا شريك له.
ورغم وحشية قناصيهم وهمجية ميليشياتهم وحقد متنفذيهم الأسود وقنواتهم الفضائية المأجورة الصفراء, صمد الثائر العراقي بصدرٍ عارٍ, أمامهم, مقدماً قوافل من شباب الوطن قرابين فداء لتحريره من قبضة القتلة والحرامية.

لقد أسقط المنتفضون العُزّل, كل مراهنات احزاب الفساد وميليشياتها واطاحوا بكل مناورات سياسييها المتربعين على دست الحكم, لأركاعهم أو الالتفاف على مطالبهم : بإنهاء نظام المحاصصة النهبوي ومحاسبة قتلة رفاقهم وسارقي ثروات شعبهم, وإرساء أسس نظام سياسي مدني عادل.

ببساطة, فرضت الأنتفاضة نفسها كرقم صعب فاعل في المعادلة السياسية في البلاد, بعد أن أسقطت وزارة القناصين وقمعت رغبة القتلة في ترشيح ممثلين جدداً عنهم.

وبعد أن هشمت الأنتفاضة صورة قيادات ميليشياوية قبيحة غارقة في طائفيتها وولاءاتها الخارجية تتبجح بقتالها يوماً, بسلاح الدولة, وحشاً طائفياً أجنبياً, ثم تفتخر بإستدارتها لتوجه فوهات هذا السلاح نحو أبناء الوطن الثائر لقمع انتفاضة الشعب بوحشية مفرطة.
تاجروا بدماء شباب العراق المتطوعين لصد همجية الدواعش, وتسلموا المكافأة وزارات ونواب وجيوش وأموال واراضي… على حساب شهداء, لم تجنْ عوائلهم الفقيرة شيئاً سوى الترحم عليهم , والثناء على تضحياتهم, واكتفوا برفع صورهم على أعمدة الكهرباء.

يبدو أن فرض الانتفاضة واقعها كرقم صعب في المعادلة السياسية, رغم استمرار الاغتيالات ضد ناشطيها وعمى السلطات الأمنية عن مرتكبي هذه الجرائم, جعل طغمة الفساد تتوجه لاعتماد أساليب جديدة لقمع المطامح الشعبية بحزمة عقوبات سياسية جديدة, تتمظهر بمظهر قانوني برلماني موازية لعُسفها المسلح... بصياغة قانون الانتخابات العامة يخدم تأبيد وجودهم في مجلس النواب وفي السلطة التنفيذية بالتالي, ويغلق الأبواب أمام أي إمكانية لمجيء بدائل شبابية عنهم. أو سحب مشاريع قوانين سابقة من الدُرج, كانت مخبأة لاستثمارها بالوقت الذي يناسبهم وإعادتها للحياة, مثل" جرائم المعلوماتية العراقي " السيء الصيت والذي وصفته منظمة أمنستي انترناشونال بأنه : " بمثابة صفعة قاسية للحريات ". والذي يعاقب على ابداء الرأي الآخر على وسائل الاتصال الجماهيري والتواصل الاجتماعي الالكتروني, وعلى انتقاد القتلة والفاسدين, وابقاء المواطنين, بالتالي, تحت سطوة أكاذيب الإعلام الميليشياوي الأجير.

او اعلان مبادرات للعودة الى مستنقع المحاصصة السابق, والبقاء على ذات الطغمة في السلطة, والتي تجاوزها الزمن.

ولا يخرج عن حزمة العقوبات ضد الشعب, برامج التقشف الاقتصادي المقترحة في ميزانية العام القادم, وتحديد أسعار جديدة للدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي, ستؤثر سلباً على القدرة المعاشية للمواطن البسيط بينما حيتان فساد السلطة وقططها السمان, ستبقى تتمرغ بنعيم الامتيازات وسرقات المال العام.

تحاصصكم ممهور بالدم العراقي !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة شرف أطلال البيت الشيعي!
- ذكريات بغدادية - بائع الفستق السوداني على ناصية جامع مرجان
- بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !
- تزييفكم للحقائق لعبة مفضوحة !
- يسار الحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- اليونان :- حزب اليمين القومي - الفجر الذهبي Golden Dawn - كم ...
- الكشف عن قتلة شباب الإنتفاضة قبل أية انتخابات !
- - عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !
- الإستخذاء امام تهديد الخارج وقمع تطلعات الداخل
- أولها قضم الأظافر... آخرها عض الأصابع
- هذيان المهزومين !
- قراءة اولية لسياسات ومواقف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي !
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق / تجربة البيع المباشر لجري ...
- هل افتتحت ثورة 14 تموز 1958 حقاً عهد الأنقلابات العسكرية ؟
- الأول من تشرين الأول / اكتوبر عيداً وطنياً للعراق !
- صواريخ الكاتيوشا... إستجداء ميليشياوي للصدام المسلح !
- طيور السايلو وجلد الفاسدين فكاهياً
- الأهم من ادعاء الفضيلة, العمل بها !
- تدمير ابراج نقل الطاقة الكهربائية - المستفيدون كُثر والخاسر ...
- ما أحوجنا الى شخص كالأيطالي -جيوفاني فالكوني - !


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - معاقبة شعب على انتفاضته !