ميناء الإسكندرية أقدم موانئ العالم البحرية يحترق


أحمد موسى قريعي
2020 / 12 / 15 - 21:13     

تمكنت الحماية المدنية بمحافظة الإسكندرية في السيطرة التامة على الحريق الذي طال مخزن "روما" بميناء الإسكندرية بعد "7" ساعات من نشوب الحريق.
مخزن روما هو مخزن مخصص لتخزين البضائع تابع لمصلحة الجمارك مكون من دور أرضي و(5) طوابق ويقع بالمنطقة الثانية بميناء الإسكندرية، ويمتد على مساحة (1300) كيلو متر مربع.
اندلع الحريق في حوالي الساعة الرابعة من مساء يوم أمس، فتمت الاستعانة بـ (18) سيارة حماية مدنية تابعة للقوات البحرية ومحافظة الإسكندرية، وبعد مرور (7) ساعات كاملة تمت السيطرة على الحريق بدون وقوع أية إصابات بشرية، إلا أنه تم انهيار "طابقين" من مبنى المخزن.
تاريخ تأسيس ميناء الإسكندرية
حركة لا تهدأ ولا تنقطع على مدار ساعات اليوم، سفن تقلع وتغادر، وغيرها ترسو وتستقر، أوناش ومعدات وبضائع لا تنتهي، وعمال وموظفين كلها تشكل ميناء الإسكندرية أهم وأقدم ميناء في تاريخ مصر المحروسة، فهو صاحب الريادة في حجم تداول حركة التجارة الخارجية في مصر بنسبة تقدر بحوالي (60%)، وذلك لموقعه وأهميته الاستراتيجية ضمن قائمة موانئ العالم المهمة.
يعمل بميناء الإسكندرية حوالي (156) شركة متخصصة في الأعمال البحرية، وتداول الحاويات، وتمويل السفن وصيانتها وبنائها، بالإضافة إلى التوكيلات الملاحية، والشحن والتفريغ، وكل مل له صلة بالملاحة البحرية، ويعمل بهذه الشركات أكثر من (50) ألف عامل وموظف.
في الحقيقة يوجد بمدينة الإسكندرية "ميناءان" أحدهما الميناء الشرقي، والأخر الميناء الغربي، بينهما شبه جزيرة على هيئة حرف "تي"، لا يستخدم الميناء الشرقي الآن في الملاحة لضحالة المياه فيه، على الرغم بأنه كان في السابق أكثر فاعلية إذ يستحوذ على غالبية الأنشطة التجارية والبحرية. أما الميناء الغربي فهو ما أُصطلح على تسميته بـ (ميناء الإسكندرية).
يرجع تقسيم الميناء إلى "شرقي وغربي" إلى عصر "الإسكندر الأكبر الذي أسس ميناء الإسكندرية عام (331) قبل الميلاد، عندما قام بغزو مصر سنة (322) قبل الميلاد، حيث أمر الإسكندر بربط قرية "راقودة" بجزيرة فاروس عن طريق إقامة جسر أرضي بطول (1300) مترا، الأمر الذي أدى إلى تقسيم الميناء إلى "ميناءين" أحدهما الشرقي الكبير، والثاني الغربي الذي أُطلق عليه ميناء "العودة الحميدة".
أما الآن فقد تم ربط جزيرة فاروس بالشاطئ عن طريق جسر بطول (1200) مترا تقريبا.
قرية راقودة أصل مدينة الإسكندرية
راقودة أو "راكوتيس" هي قرية صغيرة للصيادين كانت تقع على شاطئ بحر الإسكندرية عند موقع حي "كرموز" الحالي، وتعتبر أصل الإسكندرية حينما أسسها الإسكندر الأكبر سنة (322) قبل الميلاد.
التطور التاريخي لميناء الإسكندرية
ميناء الإسكندرية عبر تاريخه الطويل مر بعدة مراحل تهدف جميعها إلى تطويره.
كانت أول مرحلة في تطويره قام بها محمد علي باشا، عندما قام ببناء الترسانة الخديوية سنة (1835) والتي تعتبر نواة ميناء الإسكندرية الحالي.
الترسانة الخديوية كانت عبارة عن حوض محاط بحواجز أمواج بعمق (12) مترا، وبوابة لدخول وخروج السفن بعرض (18) مترا، وبداخلها حوض لتنظيف وترميم ودهان السفن على مساحة (9) هكتارا.
فنار رأس التين
كانت أخر أعمال محمد علي باشا بغرض تطوير ميناء الإسكندرية هي فنار رأس التين الذي تم بنائه سنة (1842)، وفي سنة (1882) حاول جيش الاحتلال الإنجليزي هدمه عندما قصفوا مدينة الإسكندرية لكنه فشل لقوة وصلابة الفنار.
ثم جاءت المرحلة المهمة في تطوير الميناء عندما قامت الحكومة المصرية بإنشاء المؤسسة المصرية العامة لميناء الإسكندرية سنة (1963) بموجب القرار رقم (2110)، ثم القرار الجمهوري رقم (3293) لسنة (1966) الذي حدد اختصاصات ومسؤوليات الهيئة العامة لميناء الإسكندرية.
وأخيرا القرار الجمهوري رقم (494) لسنة (1986) بإنشاء ميناء الدخيلة كامتداد طبيعي لميناء الإسكندرية.
ميناء الدخيلة
هو الامتداد الطبيعي لميناء الإسكندرية، بدأ العمل به سنة (1980)، وفي سنة (1986) بدأ استخدامه مرحليا حيث تم تشغيل مرسى المعادن.
يتميز موقع ميناء الدخيلة بمجموعة من الخصائص من ضمنها أن يتمتع بخليج له أعماق كبيرة من جهة البحر، الأمر الذي يقلل تكلفة التطهير، كما أن الجهة الشمالية منه تمثل موقع ضحل به عدة جزر ساهمت في انخفاض تكلفة الحاجز عند إنشاء الميناء.
كما أن المنطقة المقام عليها الميناء شبه رملية فشكلت وفرة في تكلفة الردم والمباني، بالإضافة إلى ربطه بالطرق القومية مثل طريق (الإسكندرية – القاهرة) الصحراوي، وخطوط السكك الحديدية، وقربه من مجمع صلب الدخيلة والمنطقة الحرة ومشروع محطة توليد كهرباء غرب الإسكندرية، مما يوفر في تكلفة نقل الخدمات المطلوبة.