أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عراق الوطن/كونيه والماركسوابراهيميه أ؟/11















المزيد.....

عراق الوطن/كونيه والماركسوابراهيميه أ؟/11


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انشأ الغرب في العصر الحديث رؤيته الكونيه الارضوية "الطبقية" كمفهوم للوجود والكون مقابل لمنظور كوني اسبق، ارض رافديني، شرق متوسطي، المنظور الماركسي الطبقي يقول ان المجتمعات خاضعة لقانون،وحتميه تاريخيه صارمه، ذاهبة من "الشيوعيه" الى "الشيوعيه"، وان هذا القانون ارضوي لا يخضع للتساؤل عن الغرض الموجب الذي جعله على ماهو، ولا يجوز التفكير بمن وضعه وباية غاية، وانه "هكذا" كما هو، ومع هذا فهو بالأحرى العلم المتصل بالطبيعة وديالكتيكها، وماتقدم يقابله تصور عراقي شرق متوسطي تاريخي اقدم بكثير، وارسخ في الوجدان البشري، وابقى، يقول بان البشر يوجدون مؤقتا على كوكب الأرض، وان لهم مهمه يؤدونها على الكوكب الأرضي، يذهبون بعدها الى الاكوان، والى عالم اخر، توصل بينهما "الروح"، وان نهاية الوجود الأرضي هي "الكارثة القياميه"، وانتهاء الأمد، او "الزمان" المقرر للكائن البشري على كوكب الأرض.
الرؤية الأولى الكونية "الابراهيميه" تستعيض عن "القانون" ب "الله"، وتجعل من الياتها منوطة بقوة عليا منظمه، تعطيها صفات "ارضوية" متعالية وخارقه،ترفع بموجبها السلطة من الأرض الى السماء، وتتيح للكائن البشري ان يدرك بالمقابله بين صيغة الملموس المعاش والغائب الأعلى، عالمه الآخر السماوي، في وقت وساعة لم يكن من المتاح ابانهما، ولا كان مطروحأ ان يجري البحث عن الأسباب الملموسة والارضوية المجتمعية "العلمية"، الدالة وضعيا على صحة التصور الانتقالي المؤقتي، بين الأرض والاكوان العليا، بما يعني الاضطرار الى بناء "مملكة الله" على الأرض، بالمتوفر وقتها حدسيا، لا ادراكيا، بعكس الماركسه التي تبدا ب"الادراكية" والملموسية المبهمه الأصل والمصدر، والقائمه على اكثر من جانب مقارب للاعتباط، من نوع فرضية " الطبقية" وتعميمها على انها الحقيقة المطلقة، من دون أي منفذ، ناهيك عن بداهة ترك الباب مفتوحا على احتمالات مجتمعية ارضوية أخرى، يمكن ان تكون هي المنطوية على الحقيقة المجتمعية.
اول واكبر مناحي القصور في المنظور الكوني الارضوي، استبعاده، لابل اسقاطة الكلي لاحتمالية ان تكون الرؤية الأولى "الابراهيمه" صادرة عن كينونة مجتمعية، وان سعة انتشارها وعمقها، وديمومتها قد لاتكون، او هي بالاحرى ليست نتاج ايه دوافع بشرية قصورية، من نوع الضعف إزاء الظواهر الطبيعيه، بقدر ماهي تعبير مجتمعي تحولي اولي، بنيوي تكويني، يناظر ذلك "المشاعي البدائي"، يوم يكون مفتقرا للأسباب المادية الضرورية لجعله يصير"مشاعيا علميا"، هذا عدا عن كون الأساس المجتمعي للرؤية الابراهيمه، يوجد ككينونه دائمه الحضور، وممنوعه من التحقق، رغم وجودها المحكوم الى اللاتجسد ارضويا، وباعتباره ذاتيه، لها شكل تعبير اولي، بعكس "المشاعية البدائية"، في حال وجدت كما يتصور ماركس، والتي هي حالة مؤقته، محالة الى نهاية المراحل التاريخيه الخمسه، فالمجتمعية السماوية الرافدينيه ومواكباتها الشرق متوسطية، حالة وجود دائم متعذر على التحقق العياني الملموس ارضويا، تجد حضورها في تجسدها المفهومي المخترق للاارضوية.
يتيح لنا ذلك ان ننظر للماركسية من زاوية قصورها الأساس، بما انها لم تذهب الى البحث عن الغائب غير المنظور، ولا المجسد وراء الرؤية الابراهيمه، بما هو نوع وشكل "مجتمعية" أساس، وسابق على المجتمعية الطبقية تبلورا، مايجعل مهمة العلم التي لم يذهب ماركس لاسباب وعوامل موضوعيه وتاريخيه، ونمط مجتمعية، لجعلها مهمته برغم نشاته "الابراهيميه" وانتمائة للقراءة الأولى الموسوية، ماقد ترك لنا عالما يمكن تخيله باسم "ماركسية مابعد ماركس" التي هي أيضا وفي الوقت ذاته، "ابراهيمة مابعد إبراهيم"، او ابراهيم العائد الى ارضه بعد المنفى وزمن " الوعد حارج ارضه"، وبدء زمن "التحقق" وانتهاء "الانتظار"، بما يعنى انتظار العالم لماركسية ابراهيميه متجاوزه لكليهما، نحو مابعدهما من مطابقات زمن الراسمالية الالية المصنعية الأوربي الانتقالي، وزمن اللاتحقق المقابل.
نعم المجتمعات وجدت وهي خاضعه لقانون حاكم وناظم لحركة واليات وجودها، هو قانون " التحولية" المفضي بالظاهرة المجتمعية الى الانتهاء من على كوكب الأرض، بعد استنفادها مهمتها الموكلة اليها، والمودعه بين تضاعيفها، ابتداء منذ وجدت مجتمعية سومر اللاارضوية، والخارجه عن نطاق التجسد الارضوي. وصولا الى تجلي الازدواج المجتمعي الامبراطوري، بحضور البنى السلطوية النازله الى ارض سومر من شمالها، قبل ان تندمج تفاعليا مع التكوين الأصل الأسفل، غير القابل للاخضاع، او لفقد كينونته وخاصياته، مايضطرها لان تكتسب صفات الازدواج بالتعايش الاصطراعي، مغادرة الأحادية العادية، لتصير طرفا ضمن "وحدة تفاعل كياني" أساس كينونته وتحققه في ازدواجه التفاعلي الصعودي الى الإمبراطورية الثنائية الاليات، مع مايترتب على تفاعليه من هذا النوع من اشكال تجسد وتعبير ذاتي ثنائي، اول اشكاله ونوع تمايزه "الابراهيمي/ البابلي الشرائعي الحاموراني". كما في الدورة الأولى، ثم العباسي القرمطي الانتظاري في الدورة الثانيه.
تبدا الرؤية المجتمعية الكونيه باللاارضوية غير الممكنه التجسيد والتعريف عليّا للتعذر العقلي، مايوجب الكيانيه السماوية المتطابقة حسا مع القانون المضمر الخفي المودع داخل الظاهرة المجتمعية، لتنتهي أخيرا وراهنا بالطور الابراهيمي "العلّي" المعتاد التعبير عن صنفه ب "العلمي"، حين يعود موضع التجلي الكوني الحديث الأوربي ليصير مشمولا بالرؤية الكونيه الأصل / الابراهيمه الثانيه، بعد برهة من التوهميه المؤقتة، ونزعة الاختصاص التعبيري عن الحقيقة المجتمعية "علمويا"، قبل ان يذهب داعي المعرفة والعلم، الى كشف النقاب عن الحقيقة المجتمعية البنيويه التكوينيه التحولية، القابعة وراء شكل التعبيريه الكونيه الأولى.
تعنى ماركسية ماركس بالقول ان الظواهر التعبيرية الفوقية، لها أساس مادي مجتمعي، وهو ماتطلق عليه البنيه التحتيه، والبنيه الفوقية، لكنها تتوقف دون البحث في اصل واساس وخلفية الابراهيمية، ارسخ واكثر اشكال التعبيرية حضورا في البنيه العقلية الوجدانيه المجتمعية على مستوى المعمورة وتاريخها المجتمعي، لتحيلها اعتباطا الى السماء، كما اضطر لان يفعل إبراهيم نفسه ومن جاءوا على اثره وبحسب مدرسته من أصحاب القراءات الثلات، مايضع علموية ماركس في باب اعتماد الاستثنائوية والاعتباطية إزاء مايدخل من الظاهرة المجتمعية ساحة "العلم"، ومالايدخل، مع التفضيل والتخصيص القصدي، المطلق للطبقوية الأحادية الاوربية.
هذا ويتوقف ماركس دون ملاحظة ظاهرة استثنائيه من الاطراد الطويل، والتمسك بخط متناسق، سعيا وراء هدف غاية في الغموض والابهام بعينه عبر القرون، مقرونا بالجهد الاستثنائي، والاصرارالمتواصل الخارق، المتراكم وصولا للاكتمال من ناحية، وكون بنية "مملكة الله على الأرض" هي نتاج موضع جغرافي محدد بعينه، فلا توزع، ولا تمظهرات مبعثرة ومتناثرة على ارجاء المعمورة، بل اختصاص حصري شرق متوسطي بمنطلق رافديني سومري، هو اصل المجتمعية الذي كان المفترض ان يثير شيئا من التوقف،كما كان المفترض للتعبيرية النبوية ان تلفت الانتباه، باعتبارها منتج موضع من العالم، هو منطقة "الاحتشاد الانماطي المجتمعي"، حيث لا نبي في اوربا، او أمريكا اللاتينيه، ولا في استراليا، ولا اسيا، مما من شانه جعل شخص كماركس، معني عناية خاصة بالاسس المادية، والبنى التحتيه المجتمعية، ان لايغفل عن احتمالية ومنطوى حالة بهذا المستوى غير الهادي من أسباب جلب الانتباه.
تقع الماركسية على عكس مايتصورها هو ومن سلموا بنظريته وتبنوها، في الحقبة الأخيرة ماقبل التحولية، هي والالة، والغرب ونهضته، ومايتولد عنه ماديا على اعتبارها، ضرورات لازمة للتحول التاريخي النهائي المنتظر منذ سبعة الاف عام، وكما تكون التكنولوجيا القوة المادية الضرورية لاجل الانتقال التحولي البنيوي، تلعب الماركسية ونظرية المادية التاريخيه دورا لايمكن تجاهل اثره ولزومه للعقل التحولي، المهيأ للانتقال من "النبوية الحدسية"، الى الطور الابراهيمي "العلّي" الموافق لعملية الانتقال، والذي لاانتقال بدونه، عبر التمازج التفاعلي، بين الرؤية والوسيلة المادية المطبقة على واقع التحولية المجتمعية، والمجتمعية التي لاتتجسد ارضويا.
غير ان الماركسية مثلها مثل منجز الغرب المفهومي والنموذجي اجمالا، تأخذ قبل الانقلاب التحولي صفة، وتضطلع بدور ضمن منظومة الافناء النمطي، باعتبارها صيغة فرض لنمط بعينه، يجري تبنيه كما هو في ارضه، مع توهماته وقصور بنيته الاساس حيث رؤية التاريخ مراحل سائرة الى النهاية الحتميه الاشتراكية كمخطط اقصى احادي، في وقت تكون فيه الاله منذ وجودها وانبثاقها قد وجدت كعنصر تدخل ارادي بشري في العملية الصراعيه المجتمعية، محورة لاسسها، لاتفتقر لاسباب إيقاف الالياتها الصراعية، في حين يشرع النمط الأحادي الغربي الانشطاري الطبقي من وقتها، الى الاندراج ضمن اليات التحولية التاريخيه، فاقدا خاصياته الانشطارية الطبقية، ليدخل رحابها، في الوقت الذي تذهب الالة الى افراز التكنولوجيا، وتفقد الماركسية بالتجربة الكثير من وجاهتها ومصداقيتها العملية بماهي نظرية موافقة للفصل الأول المصنعي من الراسمالية، ولا يبقى من حيويتها والضرورة التي توجبها الا جانب الأسباب المادية اللازمه للتحول، بينما تبدا بالنمو اشتراطات "الوطن كونية" الرافدينيه الشرق متوسطية الثانيه مابعد النبوية، ووقتها تلعب الماركسية عبربعض من عناصرها الجوهريه، وبنيتها، دورا مساعدا في توفر أسباب انتقال "الابراهيميه" الى الطور الثاني "العلّي"، مكان النبوي الحدسي، وقت ان بحضرالتجلي الأسمى من "الغائية الكونيه العليا" كتطورارفع لصورة "الله"الراهنة، بما هي عنوان لماض كان مطابقا لنوع الاشتراطات التحولية ابان طور الأحادية وهيمنتها.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق بلا -وطنيه- والاستعمار الافنائي ب؟/10
- عراق بلا -وطنيه- والاستعمار الافنائي؟/9
- عراق بلا -وطنيه- واكذوبة الغرب؟/8
- عراق بلا -وطنيه- وعراق -التحوليّه-؟/7
- عراق-اللاوطنيه-والثورة -التشروكورونيه-؟/6
- وعراق الوطنية النافية للوطنيه؟/5
- عراق بلا -وطنيه- ولاعقل فعّال؟/4
- عراق بلا -وطنيه- ولا عقل فعّال؟/3
- عراق بلا -وطنيه- ولاعقل فعّال؟/2
- عراق بلا -وطنيه- ولا عقل فعال؟/1
- النبوة وفهاهة المتنطعين؟/3
- النبوة وفهاهة المتنطعين؟/2
- النبوه وفهاهة المتنطعين؟/1
- -الكتاب الرابع- واختفاء الانهار والصحراء*؟/9
- ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/8
- ثاثة انهار وصحراء وشرفه؟/7
- ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/6
- ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/5
- ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/4
- ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/3


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عراق الوطن/كونيه والماركسوابراهيميه أ؟/11