أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - الثورة وكلماتها















المزيد.....

الثورة وكلماتها


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 15:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الشعلة التي أضاءها شباب تشرين مازالت هناك، لكنها معرضة الان للانطفاء والتنكيل والبيع والشراء ورشوة الشبية، على يد القتلة الاوباش الإيرانيون وحرسهم الفاشي، والخونة العراقيون والمرتزقة الإسلاميون وميليشياتهم وعموم رجال الدين

لقد قام العراقيون بعدة انتفاضات وثورات على مدى تاريخهم الحديث في سبيل بناء دولة موحدة متحضرة تنسجم مع التطور العالمي العصري، لكن الطغاة استطاعوا تدميرها وتحطيمها لانهم استعملوا اشد الأساليب وحشية وفتكاً، وثورة الشبيبة الجديدة الحالية ليست استثناءاً من هذه الوحشية، فاستشهد ابنائها مثل الأجيال التي سبقتهم، فقدوا لحد الان قرابة الالف شهيد، وثلاثين الف جريح ومئات السجناء مجهولين المصير
ولهذا فلا ادري كيف يمكن ان يقف الانسان العراقي الحر على الحياد من هذا الإرهاب والتعسف الذي يقوده ويؤججه ويشعله رجال الدين وظلمهم واستهتارهم وبتوجيه وتدريب واشراف مباشر من الحرس الفاشي الإيراني واستبداد التقاليد المتعفنة التي يتسلحون بها؟

الثورة كما يعرفها العالم هي انتفاض طبقة ناشئة على طبقة أخرى قديمة ومتعفنة، لا يمكنها العمل بما هو جديد وضروري لتطوير المجتمع نتيجة لاظطهاد قديم مستمر، وتأخذ الطبقة الناشئة شرح وتعريف قضيتها للناس وتجميع العامة حولها للإطاحة بالنظام القديم الذي لم يعد يطاق، مع التركيز على الوضع الاقتصادي والفقر الفاحش والثراء الفاحش، او كما يقال إشاعة وتعميم (السخط المقدس) وعندما يؤمن الناس بقضيتهم وتنتشر الأفكار الجديدة، سيؤدي الى انفجارها وانتشارها في كل مفاصل المجتمع، وبدون هذا السخط والقناعة الشعبية فلن تكون هناك ثورة

والميزة العامة للثورات دائماً هي إيجاد وصياغة حقوق جديدة ومكافحة القديم، واللجو دائماً الى مخاطبة الفقراء واستعطافهم والتعبير عن مآسيهم وتبيان فقرهم ووضعهم المزري، لانهم يشكلون الأغلبية بالمجتمعات المضطَهَدة والقوة المادية الجاهزة للانتفاض والتضحية اذا تمكن دعاة التجديد من كسبها الى جانبهم واقناعهم بالمُثل والاهداف الجديدة

ولكل ثورة لغتها البصرية من رموز وشعارات، ولغة كلام وكتابة وخطابة ويتولى صياغة لغة الثورة متعلمين ناضجين لهم باع في استعمال اللغة المتداولة وتأثير الكلمات والرموز على الجمهور، وغالباً ما يتولى هذه المهام أدباء او شعراء او فصحاء او سياسيين ذو احاسيس أدبية وفنية، لهذا فنجد دائماً ان للثورات شعراء وكتاب ومثقفين وفنانين متمردين ضد التقاليد الوحشية، يهيئون المزاج والغضب الشعبي العام ويعملون بالخفاء والعلن في سبيل قضية عامة

والتغيير دائماً بحاجة الى كوادر جديدة ذات عقليات منفتحة على الجديد وراسخة في قناعتها ضد القديم، تهيء معنوياً وتنور الجماهير بأوضاعها المزرية وخاصة الاقتصادية، لتخلق ما يطلق عليه مصطلح: وضع ثوري على حافة الانفجار، بحيث يتفجر مع اصغر شرارة عندما يحين الوقت

والثورات والانتفاضات دائماً تجذب الأنظار وتشحذ الخيال الإنساني والإعلامي، فهي تكوّن الزعماء والمفكرين وتخلق البطولة والابطال، الذين سيدكون اعناق الطغاة، وتلهم الفنون وتنتج الافلام والملاحم والتراجيديا وتخلق العقل الجديد

وبالمقابل هناك الثورات المضادة، التي تسعى الى المحافظة على النظام القديم بكل الوسائل القديمة المعروفة لديها، فمثلاً هناك حقيقة معروفة عالمياً تعرفها الشعوب التي ثارت على الطغاة، وهي ان رجال الدين ورجال القانون يقفون دائماً الى صف الطغاة والأنظمة القديمة اذا اشتعلت ثورة او انتفاضة، او حتى مجرد احتجاج ضدهم، لانهم اكثر الفئات المستفيدة من الوضع القائم، والتي يعتمد عليهم السلطان الغاشم ويعتمدون عليه، يعني بما انهم حماية للنظام فان هذا النظام حماية لهم أيضاً ضد المتنورين والكفاءات الجديدة الطامحة للسلطة، لهذا فهم يستعملون الدين ببراعة خاصة، لانه انجح وسيلة لاخافة وإرهاب الناس، فهو تقاليد قديمة متوارثة مقدسة عند العامة وراسخة في عقول الاميين وقليلين التعليم والفلاحين عامة، وليس صعباً على رجال الدين ان يضموا الى صفوفهم الفقراء والمسحوقين وتأليب الغوغاء بواسطة الكلام المعسول ووعد الجنة والنار والعذاب الأليم، خدمة لاسيادهم السلاطين

ويعلمنا التاريخ بان رجال الدين دائماً محافظين تافهين ضد التغيير، ولا يمكن ان يكون بينهم ثائر يمكن ان يقارن بالثوار التقدميون، لان ثوراتهم هي سعيهم في سبيل التخلف والمال والسلطة وإيقاف الزمن وجره الى الوراء، ولا يهمهم الضيق الاقتصادي والفقر والفاقة، ويتركون الناس جائعة والمصانع مدمرة معطلة والبطالة والجرائم في كل مكان، وكما يحدث في بلدان الشرق منذ اكثر من أربعين سنة

ولهذا السبب فان الثوار التقدميون بالعالم يسعون دائماً الى تحييد رجال الدين منذ البداية ومنعهم من التدخل بالسياسة وتخريب الاحتجاجات، ولا يجري التعاون معهم اثناء الثورة الا بحدود قليلة جداً، لانهم رجعيون بطبيعتهم، يقضون اوقاتهم في بحث الغيبيات ومناقشة الطرهات، مرتشون وفاسدون بطبيعة مهنتهم لانهم طبقة طفيلية غير منتجة تستجدي مالها من السلاطين وأصحاب المال مقابل خداعهم وتخديرهم واسكاتهم للعامة من البسطاء والمساكين والغوغاء ونشر الجهل بينهم.

والنظام العراقي القائم الان هو تجسيد كامل لهذا التوصيف، نظام فاسد الرأس والقعر يُعلي السفلة ويطارد الاحرار، يتكون من رجال دين فاسدون منحلون يتكالبون على المال والزهو الفارغ، يعيثون بالعراق استبداداً وعنفاً وفسادا، ويريدون الان توريث نظامهم الفاسد هذا الى أبنائهم واقاربهم الأصغر سناً، على وفق ايدلوجيا فاشية جديدة تقوم على تأليه شخصيات قليلة قديمة اختاروها هم من بين الالاف لتكون قدوة مؤلهة لهم، يفرضونها بالسوط والتجويع على شعبنا وبلادنا اعتماداً على الاستعمار الإيراني وحرسه الفاشي ودعماً منه، نظام كهذا من المستحيل إصلاحه بالطرق الدستورية والقانونية، ولا تغرنكم الاشباح

ولا ادري من اين جاء بعض التقدميين والعلمانيين بالعراق بفكرة الاعتماد على رجال الدين لتحقيق أهدافهم التنويرية؟
وكيف ينخدع الناس بهؤلاء، ويصورونهم غباءاً او استغباءاً على انهم مصلحون ديمقراطيون، وهم يعلمون علم اليقين بانهم قتلة ارهابيون يأتمرون باوامر الاجنبي؟

وكلمة ديمقراطية ومضمونها لا يفهمها على حقيقتها في العراق غير العلمانيون، والدليل هو انه عندما ثار الشباب العراقي المتفتح على الديمقراطية والتواق اليها وللمطالبة بحقوقهم وبلاده المسلوبة، اندس بين صفوفهم القتلة من أعضاء حزب الدعوة والمجلس الأعلى وقوات بدر وحزب الله ومزقوهم بالسكاكين والقامات وحرقوا خيمهم واختطفوهم وعذبوهم، ثم دعى (المصلح) مقتدى الى اعدامهم (جر آذانهم) بالشوارع، وهكذا كان، فنزل قتلته المجرمون وقتلوا العشرات من الشباب الأبرياء الفقراء، وهتكوا اعراض الناس، بقيادة وتوجيه وتسليح مباشر من الحرس الفاشي الإيراني، وهذه حقائق لا ينكرها حتى هم المجرمون انفسم المرتكبين لها.

رجال دين كهؤلاء ضدكم أيها الشرفاء، فانتبهوا
انهم ذئاب فلا تكونوا خراف



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفخ الديني
- استعداداً لتشرينية جديدة
- المناضلة ماري محمد
- العلمي والعاطفي
- الاختيار والاضطرار
- ثوار تشرين في عيدهم الاول
- الفانوس غير السحري
- القلق وسادة الفنان
- فن للتسلية فن للترقية
- دين وفن
- ساحل البحر
- فن النافذة وفن المرآة
- بيروت
- كارل ماركس
- صوت الالوان
- تائهاً في حجرة
- مقبرة في الشتاء
- هل يعيش القتلة سعداء؟
- دولة الفساد الخضراء
- شعلة تشرين


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - الثورة وكلماتها