أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمون الواليدي - المقامة الأمزازية














المزيد.....

المقامة الأمزازية


ميمون الواليدي

الحوار المتمدن-العدد: 6730 - 2020 / 11 / 12 - 03:29
المحور: الادب والفن
    


#سلسلة_مقامات_ميمون_الواليدي
المقامة 9 : #المقامة_الأمزازية
حدثنا علال بن قادوس قال:
"بعد سنوات من البطالة والفقر، والاستعانة على الكآبة بالصبر، وربط الأحزمة على البطن قبل الخصر، استجاب القدر لأنين أمي عند الفجر، ودعواتها عند صلاتي العشاء والعصر، فاجتزت مكرها اختبارات التعاقد رغم كورونا والحجر، وصرت معلما يشعر بالاعتزاز والفخر.
بدأت عملي بدفع ثمن الوزرة والحبر، وكل أدوات الهندسة والجبر، وصباغة الطاولات ودهن الحجر، وتنظيف المدرسة من الأزبال والحجر، رغم أنني مفلس يعمل بلا أجر، فأوشك عمودي الفقري على الكسر، وعرضت نفسي بسبب الديون للخطر، آملا أن توقع الوزارة سريعا على الأمر، فأحصل على مستحقاتي بلا تأخر.
كان وزير التعليم حينها "سعدون بن الأمزازي"، من قبيلة "أيت أومزاز" الشهيرة بالنوادر والدرر، والمسببة للملل والغثيان والضجر، الجاهلة بسبويه ولغة النعمان والمنذر، ومدرسة أبنائها في مدارس ديكارت والغجر. وأمزاز في لغة الأمازيغ خرير الماء في النهر، وتقال كناية للثرثار كاره المختصر، لهذا عين ناطقا باسم النفر، المشرف على المتاجرة بالأسماك والخضر، وتصدير الفضة والنحاس والتبر، والتسبب للشعب في كل أنواع الضرر.
بينما كنت في الفصل كعالم فوق المنبر، أطوف بين المتعلمين بسرعة الببر، وأتنقل جيئة وذهابا بين السبورة والدفتر، أنتقي غير المنتحل من الشعر، وأقرأ بصوتي الجهوري العذب من النثر، كان ابن الأمزازي ينصب الفاعل وينهي المفعول بالجر، ويأتي بجموع غير سالمة للأنثى والذكر، أما جموع القلة والكثرة فقد طعنها بالخنجر !
رغبة في إسقاط التعاقد وجبر الضرر، قصدت وزملائي شوارع الرباط عند الظهر، فقابلتنا العصي وكأننا حمير في البيدر. وبينما كان ابن الأمزازي يلتقط الصور مع التحف والجواهر، مرتديا ثيابا من الحرير وغطاء من الوبر، وقد رش على رقبته العريضة الفواح والغالي من العطر، كانت دمائنا تنهمر كالمطر، وآهاتنا تنفجر من الرئة والصدر.
باستعارة سياسة العصى والجزر، صعد سعادة الوزير مساء على المنبر، ليخبر العامة أن التعاقد سقط بلا محضر، وأن الشباب هجر المقاهي بفضل المشاريع النيرة لأولي الأمر. وردد أمامه نائب من هواة الغدر : حتى الاحتجاجات غادرت رباط الخير !
صرخت ملء فاهي: كيف ذلك سيادة النائب والدماء لم تجف بعد عن القميص والمئزر ؟ كيف ذلك سيادة الوزير والبطالة تضرب في الأعماق بالساق والجذر ؟ أتكذب على الناس بوجه "محمر"؟ ما تفعله ليس له من عذر !
أعذر سيادتك سلاطة لساني، لكني سأخبرك في العلن بما يقوله الجميع في السر. إن "جبهتك العريضة" تكاد تغادر شاشة التلفاز إلى البر، أما أنف بينوكيو خاصتك فقد تجاوز أسوار الوزارة إلى البحر".



#ميمون_الواليدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات الأمريكية والصراع حول لقب -أفضل قاتل- !
- حمار للبيع، أو حمار أغبالة مرة أخرى !
- قصيدة من يدري ؟
- عن قضية الرعاة والمزارعين !
- لقد قاطعنا فرنسا الحقيقية من زمان !
- إسلامي، إسلام تيغسالين !
- إنكشارية الأتراك ولاليجو فرانسيس، أو حرب اللقطاء !
- سلسلة شاهد على زمن الحسن الثاني: الحلقة 2 -وكان كرشه على الن ...
- شاهد على زمن الحسن الثاني. الحلقة 1: عيد العرش أحسن من العيد ...
- فيروز ليست ألكسندرا كولونتاي !
- تعليم في الحضيض ومستشفيات كالمسالخ !
- المقامة الرمضانية
- المقامة الدافقرية
- عن بوتين وأردوغان !
- الجميع مطبع مع الصهيونية
- هيئة ضبط
- كوفيد 19، كاترينا والآخرون !
- تحليل ملموس، لا سفسطة برجوازية !
- لا أعرف عمر الراضي لكنني أعرف الدولة المغربية !
- عن الحكومة والعيد والعطلة وأشياء أخرى !


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمون الواليدي - المقامة الأمزازية