مجتمعنا المتخلف وغير الخلوق


محمد فاتح حامد
2020 / 10 / 12 - 13:16     

ناداه وقال له : "عماه لقد رأيت بنتك مع ولد اخر واياديهما متشابكة" ، كان هذا حديث طفل مابين 14 – 15 سنة وهو يوجه كلامه الى والد الطفلة التي تبلغ من العمر 14 عاما!.
الطفل وجه كلامه الى والد الطفلة في احدى ازقات المحافظات العراقية ، وتبين ان كلامه غير صحيح وملفق ، وان الطفلة تدرس في التربية الخاصة ويسمونها بين صديقاتها بالاحمق !.
لنفرض ان كلامه كان صحيحا ، ولكن ماهذه الوقاحة ، وا اسفاه على تربيتنا ، طفل يعترض طريقك في احدى الازقات ويحاورك بهذا الكلام البذيء ! .
في مجتمعنا ، الاختلاف في الاراء تسبب مشاكل جمة ، الشباب يتحارشون بالفتيات ولايحترمون المجتمع ، الاطفال يتشاجرون يوميا وابائهم وامهاتهم يشاركون في هذه المشاجرات!
شخصية ثقافية معروفة يتدخل في شؤونك الشخصية ، فنان ولايحمل صفات الفن ، رجل دين ... داعية وهو يهين الانسان ويقلل من شأنه ، يعمل في مجال حقوق الانسان وينتهك حقوق الانسان ! .
عدم الخلق داهمنا جميعا ، الحكومة والمسؤولون والمعارضة والنواب غير خلوقين مع الشعب والشعب ايضا ليس خلوقا مع الحكومة والمسؤولين والمعارضة والنواب ، المعلمون والاساتذة غير خلوقين مع الطلبة والطلبة غير خلوقين مع المعلمين والاساتذة ، المدراء غير خلوقين مع الموظفين والموظفون غير خلوقين مع المدراء ، الاباء والامهات غير خلوقين مع اطفالهم والاطفال غير خلوقين مع امهاتهم وابائهم ، عدم الخلق شمل كل من الحكومة والمسؤولين والفنانين والمثقفين والكتاب والصحفيين والاعلاميين والنواب والمعلمين والموظفين والمدراء ورجال الدين والعلمانيين والمؤمنين والكفار والتجار والفتيات والشباب والنساء والرجال والشيخ والطفل ، عدم الخلق تسرب الى جميع افراد مجتمعنا !
واغرب مافي الامر ، عندما تلجأ الى الجهات المسؤولة والمؤوسسات والاشخاص المعنيين بحل المشاكل المجتمعية تجدهم يعانون من عدم الخلق مثلنا وهم ايضا بحاجة الى الحلول !
اية مأساة هذه ، مجتمعنا كان اكثر ثقافة ووعيا في الستينات وماقبلها ! ، اية مأساة هذه لانحترم حتى الاموات ! ، اعتقد اننا بحاجة الى درس الاخلاق اكثر من اي وقت مضى ! .
لقد اثبتنا للعالم نحن لسنا اكثر من مجتمع متخلف من مجتمعات الشرق الاوسط المتخلفة !.