|
السلطة في ميزان الكورونا... لا لما يسمى قانون الاعتداء على القوات الحاملة للسلاح...
عمران مختار حاضري
الحوار المتمدن-العدد: 6698 - 2020 / 10 / 9 - 17:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دولة البوليس لن تعود... !!!
... وراء كل سلطة غبية فاشلة ، رجلا يرتدي عباءة الدين أو عباءة الحداثة الشكلانية الاداتية الزائفة و اعلاما مضللا و تعليما فاسدا و اعوانا طيعين و شعبا مغيبا و بديلا ديمقراطيا حداثيا هشا ... و يتصدر مشهد الغباء السياسي "الغباء الأمني" الذي لا يعرف الا لغة القمع و التهديد و الملاحقة و فبركة القضايا .. ! فالسلطة المستبدة عادة تجمع بين الغباء و التسلط و الميل الى العنف و ترى في القمع منقذا لها و ضامنا لاستمرارها ... ! * و في الحالة التونسية هذه العوامل كلها، إضافة الى الاوضاع المعيشية المتدهورة التي لم يعد بمقدور الشعب التعايش معها تعد الأسباب الرئيسية التي فجرت الثورة و افضت الى رحيل بن علي و مع ذلك ظلت الحكومات المتعاقبة حتى الآن و المدعومة خليجيا و غربيا والتي تبدت معادية للشعب و استحقاقاته و للثورة و مطالبها ... محافظة على نفس الخيارات و السياسات اللاشعبيه القديمة ، بما فيها الميل الى العنف و الإعتداء على المحتجين و محاكمة النشطاء السياسيين و حتى المدونين تعزيزا لأحلام العودة إلى مربع الاستبداد و نوايا تحجيم حضور المعارضة في المؤسسات التمثيلية عبر اعتزامها مراجعة القانون الانتخابي ( الترفيع في العتبة الإنتخابية) تمهيدا للتراجع في النظام السياسي الحالي باتجاه العودة إلى النظام الرئاسوي و الحكم الفردي و اعتزامها تمرير قوانين زجرية تمس بحرية التعبير و التظاهر و هي الحريات المضمونة بالدستور الجديد و المنجز الوحيد تقريبا للثورة و حصيلة تضحيات أجيال، فضلا عن الامعان في سياسة التداين الخارجي و عدم الرغبة في مقاومة التهريب و التهرب الضريبي و الرفض القطعي للمقترحات الجادة في بناء أسس اقتصاد وطني منتج يركز على القطاعات الإنتاجية فلاحة و صناعة ، يوفر الشغل و قادر على إنتاج الثروة... و إعتماد منوال تنموي بديل لا يرتكز على القطاعات الهشة، و الانصياع الطوعي لاملاءات صندوق النقد الدولي الكارثية المدمرة و الإتحاد الأوروبي و باقي الاتفاقيات المهينة و المشينة، المبرمجة مع الإتحاد الأوروبي و قطر و تركيا و غيرها ... ها هي الحكومة الحالية كما سابقاتها، تستعد عن طريق تمثلاتها الاسلاموية و الحداثوية الزائفة في البرلمان، لتمرير قانون زجر الاحتجاجات و التضييق على الحريات بتعنت رافضة لمقترحات المعارضة الوطنية للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعانيها البلاد و الإصغاء الى صوت العقل و التعامل الايجابي المنفتح على المتغيرات التي انتجتها الثورة و منجزاتها و التي يمكن اختزالها في هامش الحرية المضمونه في الدستور الجديد التي لا زالت بحاجة الى التفعيل تشريعيا و مؤسساتيا و ضرورة توفير شرطها الإجتماعي حيث يكون النضال من اجل الحرية جنبا الى جنب مع الديموقراطية الاجتماعية و ما تعنيه من تكافؤ الفرص و المساواة و عدالة اجتماعية منشودة... و ما لا تريد استيعابه هذه الحكومات المتعاقبة، الغبية الفاشلة أنه لن يكون هناك إستقرارا يذكر إلا بتحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية أساساً و أن الشعب لن يهدأ رغم حالات السكون الوقتية فهو لا يملك ترف النزول إلى الشارع بل تحركه أوضاعه المزرية التي لم يعد يحتمل التعايش معها... !
* دولة البوليس لن تعود لأن الشعب الذي كسر اغلال الخوف و تلذذ طعم الحرية لن يسمح بعودة الاستبداد و لن تثنيه، على مواصلة المشوار الاحتجاجي و النضالي مهما تعثر المسار حتى تحقيق المطالب ، لا أحلام العودة إلى مربع القمع ولا مواصلة السياسات العدوانية ولا الإستثمار في الخوف و التخويف من وباء الكورونا ولا لغة التهديد و الوعيد ولا قانون زجر الاحتجاجات و التضييق على الحريات، الذي لاقى معارضة منذ2015 و الذي تم إدراجه من لجنة التشريع العام لعرضه على الجلسة العامة والذي تريد تمريره الحكومة الحالية كما الحكومات المتعاقبة عن طريق تمثلاتها الاسلاموية و الحداثوية الزائفة في البرلمان ... ! * على الأطياف التقدمية الناهضة المنتصرة للشعب و انتظاراته وعي اللحظة و تحدياتها و العمل الجاد على التوحد و رص الصفوف و التصدي بكافة الأشكال النضالية المتاحة و في مقدمتها النزول إلى الشارع ، للسياسات العدوانية للسلطات الحاكمة و الاستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي لتوجيه طاقة الاحتجاجات الشعبية التي ستفجرها ميزانية الدولة التقشفية و تداعيات أزمة الكورونا في ظل اقتصاد مشلول على شفير الهاوية و منظومة اجتماعية و صحية جرى تدميرها و تفكيكها قصديا لفائدة لوبيات الاستثمار الخاص و شعب يواجه مصيره لوحده، يحاصره الموت الوبائي الزاحف في غياب الدولة و استراتيجية محددة و أبسط مستلزمات و شروط الوقاية و العلاج الضروري... فالوضع أخطر من أن يترك لهذه العصابات الحاكمة المستثمرة في الأزمة و الخوف و المحاولة عبثا لفرض سياسة الأمر الواقع و ما يستدعيه من انتهاك بعض مكتسبات الهامش النسبي للحرية... و المكرسة بكل صلافة لأسبقية الأرباح على الأرواح ... !
لمعرفة اخر تطورات فيروس كرونا في بلدك وفي
العالم كله انقر على هذا الرابط
https://ahewar.org/Corona.asp
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,241,293,100
|
-
حول ما يسمى ب صفقة القرن و مساعي انعاشها... !
-
تونس بين فكي الإرهاب الغذائي و إرهاب الإسلام السياسي بمختلف
...
-
كسر الاستقطاب النيوليبرالي بشقيه الاسلاموي و الحداثوي الزائف
...
-
تونس أخرى ممكنة...
-
أين نحن من التنصيص الدستوري على الطابع المدني للدولة!؟ حركة
...
-
بعد فشلها في تمرير قانون صندوق للزكاة في البرلمان هاهي حركة
...
-
بمناسبة 17 دييمبرغ : عن الثورة و فوبيا الثورة
-
قول حول الانتخابات الأخيرة في تونس: الصدمة و الحقيقة التي تأ
...
-
مسار التطبيع يتفاقم في تونس ... !
-
الشعب يريد... !
-
على هامش الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية في تونس...
المزيد.....
-
بسبب -حمولة خضراوت-.. وزارة الهجرة المصرية: مقتل مصري وإصابة
...
-
بسبب -حمولة خضراوت-.. وزارة الهجرة المصرية: مقتل مصري وإصابة
...
-
ميشوستين: يجب إنهاء التطعيم بحلول الخريف
-
هجمات الحوثيين على السعودية تفشل خطة بايدن؟
-
وفد روسي يبحث استخدام لقاح -سبوتنيك V- في النمسا
-
إيران.. فيديو لأشخاص يتدافعون للحصول على زيت الطهي
-
البيت الأبيض: بايدن يرى ضرورة لتحديث آلية الموافقة على استخد
...
-
السعودية.. إصابة طفل ومدني بسقوط شظايا درون حوثي في عسير (صو
...
-
ارتفاع أكبر من المتوقع لعدد الوظائف الجديدة في الولايات الم
...
-
لقاح كورونا: لماذا لا يقبل معظم المصريين على أخذه؟
المزيد.....
-
مقالات ودراسات ومحاضرات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع
...
/ غازي الصوراني
-
استفحال الأزمة في تونس/ جائحة كورونا وجائحة التّرويكا
/ الطايع الهراغي
-
مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء 2 / ترجم
...
/ جوزيف ستالين
-
ستّ مجموعات شِعرية- الجزء الأول
/ مبارك وساط
-
مسودات مدينة
/ عبداللطيف الحسيني
-
اطفال الفلوجة: اللغز الطبي في خضم الحرب على العراق
/ قصي الصافي
-
صفقة ترامب وضم الاراضى الفلسطينية لاسرائيل
/ جمال ابو لاشين
-
“الرأسمالية التقليدية تحتضر”: كوفيد-19 والركود وعودة الدولة
...
/ سيد صديق
-
المسار- العدد 48
/ الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
-
العلاقات العربية الأفريقية
/ ابراهيم محمد
المزيد.....
|