أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة














المزيد.....

حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 17:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وقع انفجار هائل عشية الرابع من آب أغسطس في ميناء بيروت الدولي راح ضحيته قرابة المائتي شخص وآلاف الجرحى وعدد غير محدد من المفقودين ودمار هائل خلـّف خسائر جسيمة قدّرت بعشرات المليارات من الدولارات في بلد أنهكه الإفلاس واللصوصية والمحسوبيات وانهيار اقتصادي وإداري وتعطيل للدستور غير مسبوق وعقب فترة من الاحتجاجات والاضطرابات والحراك الشعبي والثوري المطالب بالشفافية والنزاهية وتغيير النظام الطائفي والمذهبي الذي انبيث عن تفاهمات المحاصصة الطائفية في مدينة الطائف السعودية والتي أريد لها أن تكون أنموذجا لدول المنطقة في تعميم وصفة التحاصص القبلي والعشائري والعائلي والمذهبي والطائفي والإثني لتعميق النزعات والاتجاهات العنصرية، وهذا ما كان في النقلة والمرحلة التالية وفيما عرف لاحقا باسم الربيع العربي والثورات العربية التي نبشت كل العفن الطائفي والمذهبي والقبلي والعائلي من رقاده لتبدأ بعدها حروب البسوس العربية بنسختها الجديدة المستمرة لليوم في سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا والسودان والجزائر وحتى تونس( وإن بشكل مدني وسلمي لا عنفي).

فانفجار بيروت، لا يعكس، حقيقة، إلا مدى استشراء وتغلغل وتغول الفساد وانهيار وتفكك السلطة والغياب الكامل لما كانت تسمى "دولة" بلبنان قبل سيطرة الميليشيات والعصابات والمافيات والعائلات والطوائف وملوكها عليها والتسيب واللامبالاة والأفظع والأخطر هو الاستهتار بأرواح وكرامات وحياة البشر وعذاباتهم ومعاناتهم ولقمة عيشهم ومصائرهم ومستقبلهم حيث لا يساوون قشرة بصلة أمام شعار أجوف تافه طوباوي دونكيشوتي فارغ هو وأصحابه عند من يطرحون أنبل القيم الإنسانية ويرفعون أسمى الشعارات النضالية والحقوقية وحلـّت سلطة الأفراد والعائلات ورموز المافيات وزعماء الميليشيات محل سلطة الدولة والجيش، وصاروا هم القانون والدستور و"المرجعية" والشرعية والصراط المستقيم وعلى الجميع الاقتداء والاهتداء بهم واقتفاء أثرهم وإلا كانوا من الظالمين الملعونين والخاسرين في الدنيا وفي الآخرة لهم النار وسوء المصير والعقاب وصارت المؤسسات الوطنية سخرة ومطية لهؤلاء يتحاصصونها وفقاً لمعايير وحسابات الربح والخسارة ويتصرفون بالدولة كمزرعة لهم ولأولادهم ولورثتهم من بعدهم ويبسطون الرزق فيها لمن شاؤوا وتعالى من العباد وباتت كلها عبارة عن ملكية خاصة والبشر فيها من ضمن هذه الممتلكات فيما كان يعرف يوما بـ"سويسرا الشرق"، قبل الصحوة...يا ليتهم بقوا في سباتهم الأبدي والتاريخي ولم يصحوا أبدا وناموا نومة أهل الكهف ولم نر كل هذا البلاء والشقاء والعناء.....

لقد حدث تحول كبير وانقلاب واضح على مشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي صاغها الثنائي سايكس-بيكو للتخلص من تركة وإرث وكابوس دولة الخلافة الملكية "العائلية" الوراثية العضوض (أموية، عباسية، أيوبية، سلجوقية، فاطمية، عثمانية، حمدانية، مملوكية...إلخ)، التي جثمت على صدور ورقاب الشعوب لـ1300 عاماً تقريباً نلاحظ فيها طغيان أسماء القبائل والعائلات والأشخاص وغلبتها على الجعرافيا أو ما بات يعرف لاحقاً "الوطن" و"الدولة" التي لم يكن وجود لها، فحتى الشعوب صارت تكنى باسم القبيلة والعائلة والفرد صار "أموي، عباسي، فاطمي، عثماني،..إلخ، وحيث لا وجود ولا ذكر لاسم الجغرافيا. غير أن الحركات القومية والإسلامية والدينية في المنطقة، والتي تسلطت على رقاب الشعوب، كان لها رأي وقرار آخر في الانقلاب على مشروع الدولة الوطنية والعودة بـ"الدول" الناشئة الجديدة إلى حظيرة الدولة الدينية والقومية والعرقية والفاشية والمذهبية الملكية الوراثية فكانت هذه الكوارث وهذه المأساة وإعادة شعوب المنطقة إلى حظيرة الطاعة والاستبداد وفكر الجماعة إلى أنموذج الـ"دولة" المزرعة التي حاولت الخروج والإفلات منها في يوم ما عقب انهيار وتلاشي وتفكك خلافة بني عثمان....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟
- فيروز: رئيس جمهورية لبنان
- ما الذي يجمع بوتين بغازي كنعان؟
- إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم
- خرافة العلوية السياسية
- مناهضة الحداثة والإجهاز على الدولة الوطنية الحديثة
- جواز السفر الإماراتي والسوري
- أوقفوا عدوان أردوغان وبني أمية على التراث الإنساني:
- في عيد الإب: اية ذكريات
- الخطوة الألمانية والشيزوفرينيا القريشية
- خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية
- سوريا: فتوحات الأمن الجنائي وبطولاته الدونكيشوتية
- تقزيم ونسف الهوية الوطنية السورية
- يا سامعين الصوت: على أساس الإسلام هو الحل؟
- خرافات الاستقلال: شعوب المنطقة بين السيطرة والاستعباد
- وداعاً للمقاومة: انقعوها واشربوا ماءها
- مخاطر الاعتقاد بثقافة قريش
- بمناسبة عيد الدجل العالمي عند قريش: هل كرّم الإسلام المرأة؟
- ما هي الحكومة المثالية؟
- بنو أمية: إمبراطورية اللقطاء الأشرار


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة