أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - حسن عطا الرضيع - إرهاب شمعة














المزيد.....

إرهاب شمعة


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 16:20
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


تساءل الكثيرون في غزة هل يمكن اعتبار الشمعة إرهاباً, يُجيب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بنعم !
كيف لا ؛ وقد توفى ثلاثة أطفال وأعمارهم تتراوح ما بين 3 و5 سنوات بفعل احتراق شمعة في غرفة نومهم .
يبقى السؤال الأهم لماذا لا زالت بعض الأسر الفقيرة في قطاع غزة تستخدم الشمع للإنارة, لعل الإجابة , لأن أزمة الكهرباء قد تفاقمت كثيراً, وأخرها العمل بنظام جدول 4 ساعات وصل مقابل 16 ساعة قطع , ولأن الفقراء لا يمتلكون المال, فإنهم غير قادرين على شراء الكهرباء من تجار المولدات التجارية والذي يبيعون الكهرباء بسبعة أضعاف سعرها الحقيقي وبحجة أن مشروع توصيل الكهرباء ذات تكلفة مرُتفعة حيث يستخدمون السولار بكثرة .
أزمة الكهرباء هي الصورة الأكثر بشاعة لانقسام الفلسطيني , فأدنى الاحتياجات أضحت مستحيلة, فالوصول إلى الكهرباء واستخدامها أضحى يُشكل تحدي كبير للأسر في قطاع غزة وللقطاعات الاقتصادية والتجارية ككل .
النسبة الأكبر من سكان قطاع غزة تضرروا بفعل الكهرباء, لكن هناك من حقق ثروات باهظة بفعل هذه الأزمة, الأمر الذي يعني أن الأزمة ستستمر لأن هناك تجارة للمعاناة وتجاراً للأزمة.
وفي ضوء تفشي كورونا في قطاع غزة فيمكن طرح تساؤل أيهما أكثر ضرراً وباء كورونا أم وباء الانقسام وحكم الجوع !
آفتي الانقسام والإدارة غير السليمة للحكم أكثر ضرراً على المجتمع الفلسطيني من وباء كورونا , فكليهما وباء يستوطن في الجسد ويُعيق الحركة ويتسبب في كوارث .
عدد من توفى بفعل الانقسام وما رافقها من أزمات حادة أضعاف من توفى أو سيتوفى بفعل كورونا .
بالأمس توفى 3 أطفال بحريق سببه اشتعال شمعة , هذا الحادث لم يكن الأول ولن يكون الأخير هو حلقة جديدة من حلقات وباء الكهرباء , العشرات قد توفى بفعل الكهرباء خلال السنوات الماضية, حرقاً بالشمع , حرقاً بفعل مولدات الكهرباء , حرقاً بفعل ماس كهربائي سببه ضعف الكهرباء وغيرها .
من توفى منتحراً كذلك بالعشرات وأضعاف ذلك توفى بأمراض سببها أن الكثير يعيش في كبد وشقاء الحال .
الكثير توفوا بفعل الهجرة إلى بلاد النجاشي العادل طمعاً في قسط من التعليم والصحة المجانية والرفاهية واحترام آدامية وإنسانية الإنسان .
استمرار أزمة الكهرباء يعني أن سجل الوفيات بفعل الحرائق سيبقى قائماً وسيستمر بؤس وشقاء مليوني إنسان .
لقد أخفقت القيادة الفلسطينية والحكومات الكثيرة في الحكم وأسس لمجتمع بائس , ومع سقوط ضحايا بفعل كارثة كحرق شمعة سيُسرع الرئيس والحكومة ومن هم في سلك القيادة لتقديم واجب العزاء ويبقى التفكير في علاج الأزمة مستبعداً .
أرواح الشهداء الثلاثة ستطوف في سماء بيروت مساء الخميس لتلعن القيادات الفلسطينية بفعل تقاعسها وتسببها بإهدار أرواحهم لأنها سبباً في استخدامهم لشمعة للإنارة !
هل يقبل الأمناء العامون للفصائل والقيادات السياسية الحاكمة أن يُستخدم الشمع في قصورهم
للإنارة أم لحفلات أعياد الميلاد والاحتفال بتدشين مشروع تجاري جديد!
رحم الله الشهداء الثلاثة الذين سقطوا بفعل شمعة بفعل الفقر بفعل سوء الإدارة بفعل الإنقسام.
عافانا الله من وباء الجائحة ومن وباء الانقسام وسياسة التجويع والإفقار المنتهجة فلسطينياً.



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد في قطاع غزة
- دور البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي
- الأزمة الإنسانية في قطاع غزة : بين استغلال التجار ودور جهات ...
- تأثير انخفاض عدد ساعات الكهرباء على القطاعات الإنسانية والخد ...
- متى نُصبح أولاد كلب !
- الإعلام الرقمي وتعزيز قيم التعايش السلمي في قطاع غزة: جيش ال ...
- الأسراب الثلاثة للغول الاقتصادي
- ترامب وسياسة فرض الإتاوة بالعصا
- ترامب عتريس القرن الحادي والعشرين
- وهم العملات المُشفرة
- مدونة الطير نقد اقتصادي وسياسي
- مبادرة الخُنفشار لإنهاء الانقسام الفلسطيني
- حكومة الفدائيين في الأراضي الفلسطينية المُحتلة .
- نظرة عامة للوضع الاقتصادي في قطاع غزة خلال العام 2018.
- كرتونة بيض والتيه الفلسطيني !
- ماذا لو سألك الله عن تعثر مليوني فلسطيني!
- متى كانت العقوبات سياسات علاجية !
- التداعيات الاقتصادية والتنموية لإصدار عملة وطنية فلسطينية
- البطالة والفقر ( توأم السوء ) في قطاع غزة : الأسباب والتداعي ...
- ضريبة القيمة المضافة : هل بقي مُتسع لحلب النملة الفقيرة؟!


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - حسن عطا الرضيع - إرهاب شمعة