أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم














المزيد.....

إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 11:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


تبدو إسرائيل، اليوم، في واحدة من أقوى مراحلها الوجودية منذ إعلان "استقلالها" الرسمي وقيامها المعلن العام1948، فيما تتهارع وتتلاهث كوكبة مما تسمى الدول العربية للالتحاق بقطار ما يسمى بـ "المطبعين"، كسراً للإجماع والتوافق العربي على مقاطعة وعدم الاعتراق بها حتى العودة لحدود الرابع من حزيران وحل قضية اللاجئين وغيرها من المطالب العربية التي سقطت ولم يعد لها أي ثقل اليوم في ضوء توازنات القوى، والميزان الاستراتيجي مائل الكفة كلياً لصالح إسرائيل، فيما يتفاخر مسؤولون إسرائيليون كبار أن الاتصالات السرية مع العرب أكثر بكثير مما هو معلن وأن "طالبي القرب" من الدول العربية لا يمكن البوح بها لاعتبارات محض أدبية وبناء على طلب "طالبي القرب" أنفسهم.
في العام 1967، وعقب الهزيمة المنكرة والمذلة لما تسمى بـ"لجيوش العربية" القومية المدحورة وفرارها المهين أمام "جيش ألدفاع"، تهارع أعراب الهزيمة إلى "الخرطوم" ذاتها، وأصدروا لاءاتهم الثلاثة الشهيرة: "لا للصلح لا للتفاوض لا للاعتراف".
وبغض النظر عن تلك الشعارات البراقة الطنانة الرنانة، فلا أحد يعلم ما هي الأسس والمعايير والمعطيات اللوجستية والعسكرية التي بنيت عليها تلك اللاءات ولم يسأل أحد نفسه عن مدى القدرة على تحقيقها، ولذلك، ومن يومها لليوم، بقيت حبراً على ورق، وأصبحت مادة للسخرية في أحايين كثيرة، ومطية لرفعها، والاتجار بها، في أحيان أخر، لكل الطامعين والحالمين بالسلطة والثروة والجاه والحكم، للوثوب إلى القصور الجمهورية والتمترس بها للأبد مستمدين مشروعيتهم وشرعيتهم من شعار تحرير فلسطين، واستعادة الحقوق المسلوبة لـ"الشعب الفلسطيني".
ولا يمكن، اليوم، بحال، القفز فوق، وتجاوز الرمزية الكبرى، لهذا الاختراق الإسرائيلي الكبير من قلب معقل اللاءات الكاذبة الشهيرة، والعواصم العربية الكبرى تتهاوى، وتسقط دبلوماسياً، كما سقطت من ذي قبل عسكرياً، أمام المد التطبيعي الواحدة تلو الأخرى، فيما قبائل المقاومين منشغلة بالحروب الداخلية والأهلية فيما شعوبها المنكوبة تعاني الجوع والفقر والعوز والمهانة والإذلال والمشقات على طوابير الخبز والغاز لتأمين أدنى متطلبات العيش الآدمي مع تردي وانهيار تام للخدمات ً وانتشار مرعب ومريع لجائحة الفساد والنهب الرسمي المنظم لموارد وثروات ما تسمى منظومة المقاومة وعجزها، كلياً، عن تأمين الحاجات الأساسية لشعوبها.
ولقد كانت رحلة بومبيو المباشرة يوم أمس، من تل أبيب إلى الخرطوم عاصمة اللاءات الشهيرة إيذانا بسقوط نهائي لتلك الشعارات، ورسالة مباشرة في غير اتجاه على أن تلك اللاءات تدفن اليوم في مهدها ومن ذات المكان الذي انطلقت منه، وهذا، على الأقل، ما يفهم ويستشف من تلك الخطوة والحركة الدبلوماسية والإعلامية للحدث التطبيعي.
لقد، هيـّأت الممارسات الاستبدادية، لحكم الجنرال الفاسد المعزول عمر حسن البشير، والحكم الديكتاتوري المطلق كما الإجراءات القمعية واحتكار والاستئثار الكامل بالدولة الفاشلة مع نشر الفساد وقيم التخاذل والفجور السلطوي، الشعب السوداني للإذعان، بعدما ضاق ذرعاً، بسلطة البشير القمعيىة الإرهابية التي امتدت لثلاثة عقود بالتمام والكمال 1989-2019، ولطلب النجدة والهرب بأي اتجاه، والتعامل حتى مع الشيطان للهروب من غائلة وشبح الشيطان الإخواني والعروبي الذي جثم فوق رقاب السوادنين لثلاثة عقود كأداء كانت كافية لقبول أي شكل من أشكال التغيير حتى تطبيعاً غير مشروط وعلاقات كاملة مع إسرائيل التي تتقدم وتحرز انتصارات ونجاحات دبلوماسية على غير محور "عربي".
بالمحصلة، لا يمكن النظر للخطوة التطبيعية يوم أمس، سوى إقراراً بواقع جديد، واعترافاً بما كانوا يسمونه بـ"الكيان الإسرائيلي"، واقع أكبر من قدرة الجميع أفرزته جملة من التطورات والمتغيرات على الأرض في عموم الإقليم، لم قادرة على الالتزام، ومن ثم الوفاء بـ"لاءات الخرطوم"، التي كانت أكبر بكثير من حاجات هذه المنظومة المتردية المتهالكة وقدراتها المتواضعة، إذ أعلن عن وفاتها وبدء تشييعها الرسمي ودفنها لحظة تشغيل محركات وانطلاق طائرة بومبيو باتجاه الخرطوم مباشرة، ودون توقف، من تل أبيب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة العلوية السياسية
- مناهضة الحداثة والإجهاز على الدولة الوطنية الحديثة
- جواز السفر الإماراتي والسوري
- أوقفوا عدوان أردوغان وبني أمية على التراث الإنساني:
- في عيد الإب: اية ذكريات
- الخطوة الألمانية والشيزوفرينيا القريشية
- خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية
- سوريا: فتوحات الأمن الجنائي وبطولاته الدونكيشوتية
- تقزيم ونسف الهوية الوطنية السورية
- يا سامعين الصوت: على أساس الإسلام هو الحل؟
- خرافات الاستقلال: شعوب المنطقة بين السيطرة والاستعباد
- وداعاً للمقاومة: انقعوها واشربوا ماءها
- مخاطر الاعتقاد بثقافة قريش
- بمناسبة عيد الدجل العالمي عند قريش: هل كرّم الإسلام المرأة؟
- ما هي الحكومة المثالية؟
- بنو أمية: إمبراطورية اللقطاء الأشرار
- لماذا يجب رفض وتجريم الدولة القومية العربية؟
- السادة أعضاء مجلس الشعب/ المحترمون
- لماذا سوريا ليست عربية؟
- يوم اللغة العربية: يوم عار أسود


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم