فوائد لاثيوبيا ومصائب لمصر والسودان


عدلي محمد احمد
2020 / 7 / 27 - 13:43     

يواجه حكم البرهان المستمر بتواطؤ المخلوع البشير علي بناء سد الموت, مصيبه لم تكن علي بال احد, مضمونها تعريض هيدروجية النهر للعبث الاثيوبي, مما فرض علي الشعب السوداني منذ اكثر من اسبوع توقف محطات تنقية المياه بسبب هبوط المنسوب المعتاد مع حجز اثيوبيا لمياه الملء الاول ,والذي ما ان انتهي في 7|22 حتي عرض مآخذ المحطات لعكاره فائقه صارالتشغيل معها مستحيلا , مع نهر تبلغ رواسبه الطمييه حوالي 140مليون متر مكعب, فلقد اجل الاستهتار الاناني العدواني الاثيوبي مع حجزه للمياه , فترة مستويات التصريف المحدوده خلال الفتره من منتصف يونيو الي منتصف يوليو) الي فترة مستوي اندفاع ارتفاع الفيضان من منتصف يوليو, ووصلهما معا كما هو حادث الآن , محملين بالعكاره الاكبر للفتره الاولي التي يبدأ معها النهر في كنس ما امامه من اعشاب وطحالب وقشور ارضيه بركانيه ,وهي العمليه التاريخيه المعتاده التي تبدو معها هيدروجية النهر وكأنها تمهد الاجواء امام تخفيض عكارة الفيضان الكبير في الفتره الثانيه, الامر الذي يسمح بسحب المياه من مآخذ المحطات دون اي اضرار بالمرشحات.
وهو امر لا يعني الا استمرار اضطراب تشغيل محطات الشرب ومعها محطات الكهرباء- حيث يدفع الروصيرص بالطمي اكثر مما يدفع بالمياه , لفتره قد تمتد حتي الارتفاع بجسم السد ال 12 متر المستهدفه حاليا وباسرع ما يمكن من جانب الاثيوبيين , حتي يحجزوا ال 13 مليار اخري ليبدأ توليد الكهرباء, وهو امر يصعب تحقيقه قبل مرور الثلاثة اشهر المقبله.
ولا جدال في ان مزارعي الجزيره قد تضررت محاصيلهم ومواعيد ريها بسبب هذا الحجز ,كما يتعرضون الآن لاختلاف ظروف انبات الزراعات الجديده عن الوضع المعتاد.
كما انه لا جدال في ان مخزون الروصيرص ومروي سيتعرض لزيادة الاطماء لا انخفاضه كما كانت تتوقع التقديرات, التي لم تنتبه للطبيعه المضطربه للاطماء التي لا يمكن تقديرها بسهوله ويسر الا بالمراقبه اليقظه في بدايات مع تشغيل السدود ,للعمل علي تحاشي ما يمكن تحاشيه من اضرار,فلا اطماء بحيرة ناصر كان يتوقع طبوغرافيته المقلوبه احد من الخبراء, حيث لا يتراكم الطمي خلف جسم السد ثم يتعرض تدريجيا ومع مرور السنين للهبوط, ولم يتوقع الخبراء ان بحيرة سد هوفر الامريكي ستبلغ ضعف ما كان مطلوبا كحد تخزين ميت.
مصر بعيده عن تفاصيل المصيبه بفضل وجود السد العالي وبحيرة ناصر والا لاصبحنا مع السودان في الهم شرق, ولكنها ستتعرض للوصول المتأخر للفيضان ثلاثة اسابيع كما حدد خبراء, وهو ما لن يؤثر نظرا لمخزون البحيره الذي يسمح بتزويد مصر بالمياه لما هو اطول من هذه الاسابيع الثلاثه.
ويبدو امر البحيره الآن, وكأنه تحذير لحكم السيسي من التفريط في نقطه واحده من مخزوننا المائي القرني الذي وفرناه خلال سنين , مهما كان الاغراء , فغير ذلك يعني مضاعفة الكارثه المائيه, وتعريض مصر للجدب التام.
ولكن الخبره الهامه التي يطرحها هذا الوضع الهيدرولجي الجديد لجريان النهر وفقا لمتطلبات سد الموت وحتي يتم هدمه علي رؤوس البناه والمتواطئين , هي خطورة استعجال اثيوبيا في حجز ما هو معلن حجزه العام القادم - ال 13 مليار ونصف - هذا العام.
حيث يجب الاطمئنان التام ان الطمي الذي يتراكم الآن امام السد المشئوم قد جري تصريف معظمه الي السودان في سياق ذروة الفيضان التي يشكلها الشهرين المقبلين اغسطس وسبتمبر.
فالاستعجال في حجز ال 13 مليار ونصف بمجرد الانتهاء الاثيوبي من الارتفاع بالسد 12 متر كما هو مزمع الآن لحجز هذه الكميه التي تسمح بتوليد الكهرباء, قبل توفير هذا الاطمئنان الضروري , يعني ان قرابة نصف الفيضان قد جري حجزه, وان المتبقي للتصريف شمالا في اتجاه السودان عليه ان يحمل تراكم كميه هائله من الطمي المترسب في قاع البحيره امام السد المشئوم, خصوصا وان الحجز سيسبقه اغلاق للفتحات السفليه الاربع حتي تتمكن اثيوبيا من تحقيق رفع المياه وفق هذا الاستعجال الذي نحذر منه, ان عدم الانتباه الكافي لذلك او التواطئ علي حدوثه, قد يعرض السودان لما هو افظع بكثير من الاضرار اللاحق الآن بمحطات الكهرباء والماء التي قد تتعرض مأخذها للغمر بالطمي لا مجرد تعرضها لرواسب , وقد تتعرض اقسام من ارض الجزيره للدفن تحت هذا الطمي, وقد يتعرض خزان الروصيرص للامتلاء التام بالطمي ,ان السودان ومصر سيكونان امام ما يقارب ال 80 مليون متر مكعب من الطمي, والذي قد يصل منه لبحيرة ناصر ما هو اكثر من المعتاد.
ومهما يكن من امر, فان التوجه المصري السوداني المشترك لمجلس الامن , بهذه الجديده الدامغه الناجمه عن السلوك الاثيوبي المنفرد, قد يكون له تأثير مختلف , بما يتيح اخضاع اثيوبيا لمضمون واشنطن, وتأجيل حجز ال 13 مليار ونصف الي العام المقبل, فنكون قد عطلنا الكارثه عاما اضافيا يسمح بجودة التقديرات المتعلقه بالخلاص من هذا الكابوس, ان اهدار هذه الفرضه الثمينه لا يقل عن تواطؤ اعلان المبادئ, التي يجب من اجل موقف اقوي, الغائها علي الفور جراء هذه الحيثيات التي لا تعني الا الضرر الجسيم, بمصر والسودان.