أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي فريح عيد ابو صعيليك - ما لهذا خلقنا !














المزيد.....

ما لهذا خلقنا !


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 6619 - 2020 / 7 / 15 - 13:03
المحور: المجتمع المدني
    


في لقاء تلفزيوني مؤخرا، خرج علينا أحد "مشايخ الفضائيات" بكلام غريب لا يمت لدين الإسلام بصلة عندما قال "العرب عندما جاءهم الإسلام جعل فكرهم أنهم أساتذة العالم" وأضاف "بعض الناس يريدنا أن نصنع الطائرات والسيارات، ثم ننافس أميركا وأوروبا، ما لهذا خلقنا، لأن الله لما خلقنا شعوبا وقبائل جعل منا أصحاب فكر وهداه، وهم العرب، وجعل من الأخرين تلامذة يهتدون بهدانا وعليهم العمل فيحصل التكامل ما بين فكرنا وعملهم فيعمر الكون بشكل عام، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ذكر في القرأن الكريم عندما قال: ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات، فنحن امة الهداية نعمل للموعود فيأتي المشهود" وختم " لا نقول هذا من باب الإدعاء أو الفوقيه، بل هو من باب ترتيب الأشياء".


لم تكن تلك كلمات عابره أو تصريح مجزوء ويحتاج للتوضيح من احد المشايخ الذين إعتادوا الظهور الإعلامي، فقد إستمعت للقاء كاملا غير منقوصا وكان حديثه واضحا مباشرا ولا يتحاج تفسيرات وهذا الحديث سبقه العديد من التصريحات المتناقضة والتي عاد لاحقا لكي يحاول تجميل ما قاله من كلام لا يمت لدين الإسلام بصلة ولم يكن هو الوحيد من "مشايخ الفضائيات" الذين يخرجون علينا بين الحين والأخر بكلام من عقولهم لا أساس له في الدين لا نصا ولا حتى قياسا، فالنصوص في دين الإسلام التي تدعوا للعمل واضحة ومباشرة وموجهة لجميع الملسمين وليس لغير العربي فقط كما يدعي "فضيلته"، قال تعالى {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} وقال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام {لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم ياتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه} وفيما يتعلق بأن العرب هم اهل الهداية والقيادة وغيرهم عليه العمل والصناعه كما أدعى فإن التاريخ يقول عكس ذلك فقد تشارك العرب وغيرهم من القوميات بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والعمل والإختراعات أيضا ولا نحتاج هنا لسرد الأسماء ولا يوجد أي نص في القرأن الكريم أو في السنة النبوية يعطي ميزات لعربي على غيره إلا بالتقوى {لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى}


ومنذ أن ظهرت القنوات الفضائية وما تقدمه من أموال في برامج التوك-شو وغيرها وظهرت معها العديد من الأمور الحديثة المواكبة للتطور الإلكتروني ومنها وجود الدعوة الإسلامية في هذه الفضائيات ورافق ذلك ظهور العديد من الدعاة بعضهم قدم الفائدة وكان أمينا في رسالته ولم يتاجر في الدين وبعضهم الأخر وصل به الحال أن يعمل دعايات لبعض الماركات وأصناف الدجاج وربط اكل نوع من الدجاج بالهدايه والخشوع وكان يدعوا عند الكعبة لمن يعمل لايك أو متابعة لصفحتة على مواقع التواصل، وهكذا فإن الأمر لا يزيد عن كونه مصدر رزق لهم والأيام كفيلة بتوضيح كل شيء والقنوات الفضائية تبحث أساسا عن المشاهد لأنه مصدر رزقها ولا يمكن لقناة فضائية أن تستمر بدون وجود مشاهدين ولذلك فإن إستخدام بعض "المشايخ" المثيرين للجدل هو مصدر رزق لهم بغض النظر عن المحتوى بل إن المثير للجدل منهم هو ما يجلب المتابعين أكثر.


وفي الختام لا يصح إلا الصحيح وما ردة الفعل الشعبية المستنكرة لما تحدث به "فضيلته" إلا دليل على وجود وعي عند شريحه كبيره من المجتمع ترفض المتاجرة بالدين من أجل التكسب المادي، وتؤكد أن العربي والعجمي وغيرهم حالهم واحد أمام الخالق والعبادة والعمل عليهم جميعا وفقا لنصوص شرعية عديدة كما تمت الإشارة، ولغة المنطق التي يحاول أن يظهر بها ويتكسب من خلالها شعبية زائفة لن تستمر كثيرا.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هنالك إصلاح إقتصادي حقيقي؟
- هل للواسطة حاضنة شعبية؟
- متى ستفرز الإنتخابات البرلمانية الأردنية مجلسا مفيداَ للوطن ...
- الوطن مابين مطرقة الإقتصاد وسندان السياسية
- مايسترو الكورونا والمظاهرات
- مقتل جورج فلويد والعنصرية ضد الفلسطينيين والأيغور !
- وتستمر الهرولة نحو المجهول
- عيد باهت بقرار رسمي !
- في الإقتصاد قوة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي فريح عيد ابو صعيليك - ما لهذا خلقنا !