كفاكم انتهاكا لحرمة القلم


محمد فاتح حامد
2020 / 4 / 22 - 19:00     

سميت الصحافة بالسلطة الرابعة ولديها مكانة خاصة في الدول المتقدمة وتقوم بتغطية جميع الاحداث والمواضيع ونشر جميع الملعومات دون خوف وقلق.
ولدينا في كوردستان يتم استذكار الصحافة الكوردية باصدار التهنئات فقط دون الاكثرات لحقوق الصحفيين وتلبيتها ، بل نحن مقيدون في كثير من الامور وليس بامكاننا الكشف عن ابسط فساد المسؤولين ، فاما يحالوننا الى القضاء او نواجه الاهانة والضرب او تتعرض حياتنا الى الخطر ويقلوننا في احد الازقة الضيقة !
وهناك امثلة كثيرة ومنها ، عندما تجرأ عدد من الصحافيين الكورد برفع الغطاء عن جزء من الحقائق تم اسكاتهم للابد !
ولم تصل الجهات المعنية والمسؤولة لحد الان الى الجناة ويقولون : انهم لايعرفون قتلتهم ، في حين معلوم لدينا القتلة ، الا اننا اذا اتهمنا احدا دون تقديم الوثائق سيتهموننا ويلاحقوننا !
يهنؤننا بمناسبة يوم الصحافة الكوردية وان كشفنا الحقائق سيقطعون السنتنا !
لا استطيع ان أقول نحن لسنا احرارا ، ولكن حريتنا تعتمد على عدم المساس بالمسؤولين ودون التطرق الى اسماء المسؤولين المتورطين في الفساد او عمليات القتل او المواضيع المشينة !
لاتهنؤننا بذكرى الـ 122 للصحافة الكوردية وانما فكوا قيودنا وادعموننا وهيئوا لنا الارضية للوصول الى المعلومات ونشرها !
في ذكرى الـ 122 للصحافة الكوردية نقول لكم : كفاكم لاتجعلوا اقلامنا مملوكا لكم ولاتسجنوا اقلامنا ولا تلطخوها بالدماء ! ، علما انه يتم لغاية الان سجن الصحفيين واهانتهم في اقليم كوردستان دون اصدار اوامر قضائية !
وبالنسبة الى حقوقنا الاخرى مثل الحصول على قطعة ارض وتخصيص الرواتب وافتتاح الدورات وغيرها ، هي الاخرى منتهكة ايضا والاولوية تكون دائما للصحافيين التابعين لهم !
وماهو دور النقابات والمنظمات ياترى التي تدعي الدفاع عن حقوقنا ؟ ، وحتى الجهات البرلمانية المعنية لم تقم بدورها الصحيح ولم تستطع لغاية الان تقديم او اقرار مشروع يكون لصالح الصحافيين .
والنقابات والمنظمات ان لم تستطع الكشف عن المجرمين الذي قتلوا الصحافيين الذين ضحوا بانفسهم من اجل ان يعيش الانسان الكردي بحرية وكرامة ، وحتى تجاه ابسط حقوقنا مثل توزيع قطع الاراضي ، تقف مكتوفة الايدي وامام انظارها تحرم الاف الصحافيين من حقوقهم وتمنح للصحافيين المقربين من احزاب السلطة !
كما واعلن مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين في اقليم كوردستان ان الانتهاكات التي طالت الصحافيين في اقليم كوردستان في عام 2019، بلغت 231 انتهاكا.
واوضح نائب رئيس المركز ديار الحاج محمد في تصريح لراديو نوا "سجلنا مجموعة من الانتهاكات خلال عام 2019 من خلال الشكاوى التي قدمت الينا وكان اكثرها بشأن منع وسائل الاعلام من التغطية والتمييز والتفرقة بينها، اضافة الى اعتقال الصحافيين دون امر قضائي ومحاكمة الصحافيين خارج قانون 35 لعام 2007 القانون الخاص بالصحافيين، واغلاق القنوات وايقاف بث القنوات والتهديد والتهريب والاعتداء بالضرب ضد الصحافيين"، واصفا "اوضاع الصحافيين في اقليم كوردستان بغير الجيدة"، مبينا ان "التقارير الدولية تصف بيئة العراق بالخطيرة للعمل الصحافي".
واضاف محمد ان "هناك من تعرض الى التهديد والمحاكمة بسبب التعبير عن حرية رأيه او كتابة منشور او توجيه انتقاد الى شخص او جهة ما على مواقع التواصل الاجتماعي وحكم عليهم بثلاثة اشهر من السجن وتمت محاكمتهم بقانون سوء استخدام اجهزة الاتصال وكان من المفروض ان تتم محاكمتهم حسب القانون الصحافي"، مؤكدا ان "اوضاع حرية الرأي ايضا ليست جيدة في اقليم كوردستان".
البدرخانيون لم يؤسسوا الصحافة الكوردية كي يتم اهانة وضرب وتخويف الصحافيين وانتهاك حقوقهم !
القلم مقدس وحتى رب العالمين يحترم القلم وانزل سورة في القران الكريم باسم (القلم) فاحترموا انتم بدوركم ايضا القلم ، وكفاكم انتهاكا لحرمة القلم ! .