كورونا يؤدبنا


محمد فاتح حامد
2020 / 4 / 11 - 14:09     

انا هنا لست بصدد الكتابة عن صنف من البشر دون الاخرين ، وانما اقصد من كتابتي هذه البشرية جمعاء .
وان كان فايروس كورونا عقاب من الله على البشر فهو عقاب على المسلمين قبل غيرهم ، لانهم تمادوا اكثر من غيرهم رغم صلاتهم وصيامهم وحج بيت الله الحرام وانتشر بينهم الظلم والفساد واللاعدالة من كبيرهم الى صغيرهم من عالمهم الى جاهلهم ، الا قلة قليلة منهم يسيرون على النهج الصحيح !
فليس من المنطق ان تهاجم غير المسلمين وتشمت بهم وتصف اغلاق صالات القمار والنوادي الليلية ومحلات بيع الخمر بعقاب من الله ، وتنسى ان العقاب شمل الكعبة المكرمة ومساجد بيت الله والمسلمين جميعا بل شمل جميع البشر !
انا هنا اتحدث عن البشر دون التطرق الى ماهيته واعتقاداته ، حيث ان كثيرا منا تحول الى الة دون مشاعر واحساس وضمير !
أحدنا ينتهك حقوق الاخر ولو كان باستطاعته لالتهمه وافترسه ايضا !
نحارب بعضنا بعضا ننافق على بعضنا ، كذبنا الى ان اصبح الصدق من عجب العجاب !
لاأحد منا يهتم للاخر الكل يسعى لنفسه وكأنه يوم القيامة الكل يقول : نفسي نفسي !
الغطرسة تحكمت على عقول جميع الحكماء واصبحت الدول تتصارع على مصالحها ، بينما اصبح البشر حطبا لتلك المعارك التي تدور من اجل ابراز من هو الاقوى !
اغتصب الالاف باسم الدين وذبح الالاف باسم الدين وذبحت الانسانية ودمرت وانهارت وتلاشت تحت راية العلمانية في ميانمار والصين !
وارتكب مئات المذابح باسم سورة الانفال والنصر والفتح المبين !
ومنظمات حقوق الانسان والدول العظمى والدول المتقدمة تقف مكتوفة الايدي وكل مالديها من ردود هي كلمات خجولة ، اوَ هكذا تحمون الانسان في قرن الحادي والعشرين !
كبيرة هي احلامنا وكثيرة هي جرائمنا وقبيحة هي ايامنا ، لانحبك فيها غير الدمار ، مات الجمال في داخلنا وضمائرنا اصبحت اشد قسوة من الحجر والتجأنا الى المشاعر المصطنعة !
نصطنع الضحكة ، نصطنع الاهتمام ، نصطنع الكلام ، نصطنع الحب ، نصطنع الرحمة والبكاء ! ...نصطنع كل شيء وكأننا اصبحنا نعيش في عالم اصطناعي !
لانكتفي بايذاء بعضنا بعضا وتطاولنا حتى على الحيوانات والطيور والدابة ، وملئنا الارض قيحا ودما دون الشعور بالندم !
وفي ذروة قوتنا وسطوتنا وخبرة علمائنا ، استوقفنا كورونا والزمنا منازلنا واوقفت حركة الحياة ونشرت العدالة والمساواة لاول مرة بيننا !
جاءنا ليعلمنا الاداب من جديد ويقول لنا : تأدبوا ايها البشر !