أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - حكاية البئر والراعي














المزيد.....

حكاية البئر والراعي


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 17:46
المحور: الادب والفن
    


طرفة واقعية من قصص الحرب
تكررت قصص ضحايا الآبار المنتشرة في البيارات وفي القرى المجاورة لمدينة اللد، شهدت وفيات غير مقصودة وحالات قتل متعمدة ومقصودة، استخدم قطّاع الطرق وبعض المجموعات المسلحة الآبار عقابا عندما حاولوا إدارة الحياة الاجتماعية بالقسوة والعنف.
أما اللد، آخر مدينة سقطت بأيدي اليهود بعد معارك حاسمة حصلت بين الطرفين في النكبة، لذلك لقبت بمدينة الصمود.
سوف أسرد هذه الحكاية التي تناقلتها الألسن:
شاهد رجل أحداث الحرب الدائرة في فلسطين وانهيار مدنها واحدة تلو الأخرى فقرر النزوح، تسلل سرا وسار من اللد آخذا وجهته نحو قرية نعلين، لكنه سقط داخل بئر عميقة على الطريق وبقي فيها مدة طويلة.
عثر عليه أحد الرعاة صدفة وساعده في الخروج.
سأل الراعي الرجل بدهشة:
- إنتَ عايش، إوعك تكون جن؟
أجاب الرجل:
- لا تخبر حدا إنك شفتني، خليني أنفد بجلدي بسرعة، بس أعطيني شربة مي الله يخليك!
أجابه الراعي قائلا:
- إذا كنت من الإنس فخليك ولا ترحل، أما إذا كنت من الجن سأغلق عليك البئر بصخره، ما لازمنا فوق الخراب كمان خراب.
- أنا إنسيّ وهارب من الجن! قال الرجل.
- قصدك هارب من اليهود، والله إنهم زي ما قلت، وإلا كيف قدروا يأخذوا أرض فلسطين بهذه السرعة؟ بس طلعوا من بني آدم مثلنا وبمشوا على قدمين!
- يعني بشبهونا وما في إلهم دنب ؟
- لا في دنب ولا إشيء، كلها إشاعات، والله يا خوي إذا بدك الحق، الأذناب طلعت منا وفينا، والدود منو وفيه، لهيك قدر العدو يزت حجارتو علينا!
- إنتَ شو بتحكي يا خوي، أنا مش فاهم منك ولا كلمة! أجاب الرجل.
- غُـب تقولك غب، يا خسارة الحكي فيك، غب كمان غبّـه وخب، الله ييسرلك ويكون معاك! قال الراعي.
- لوين سارح هيك، منك خايف منهم؟ سأله الرجل.
- الأرض واسعة على الراعي والنهار طويل، ما بنقاس الوقت عليه إلا قبل المغيب، خب في طريقك وخليني مع غنماتي سارح، بس، وقف تقولك، ما عاجبني رحيلك، ليش فضينا البلد إلهم هيك؟ لكن إذا نويت عَ الرحيل بتقدر تشرب وتاكل قديش ما بدك من قرية خربة اللوز القريبة ، لتوي جاي أنا من هناك، لسة العنب على قطوفو مايل والتين عَ أغصانو هاطل، بس بدك ما تظل هناك كتير لأن اليهود احتلوها وما ظل فيها ولا رأس عايب، إذا لساك خايف منهم يعني، اهرب، انفد بريشك، واتذكر أن صاحب الحق ملاّك.
اختفى الرجل بلمح البصر، كلما قص الراعي القصة ختمها بالقول:
ما سمع كلامي وأصر على النزوح، خب متل الجمال وما اتطلع لا يمين ولا شمال، ويا عالم شو صار فيه، بتمنى ما تكون لحقتو الذيابة إذا جنى عليه الليل وليّل، عليه العوض، آبار الوعر خدّاعة وقتّالة. الواحد ما بعرف شو مكتوب لو بالهدنيا، هيانا ظلينا هون وعشنا في أرضنا، على كل حال إللي إلو عمر ما بتغلبو شدّه.
الله يسامحو دنيا وآخرة، ترك لهم الأرض وراح، الله يسامحني أنا كمان، طلعتو من البير وما عملت حساب أن النازح ضايع ومفقود.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى حيث نريد ولا نريد – تايلاند.
- طفلة أيلول 1948 قصة حقيقة من قصص النكبة
- فضة - حكاية تراث من السّلط
- شهادة إيميل وديع أبو منّه
- إراقة أول قطرة من دماء المسيح
- طابور الفرسان الأسترالي في بئر السبع - فلسطين.
- حلمي أبيض بنقاء جبال (بولير) فكتوريا
- رحلة صيد
- بُربارة ومعمودية
- بربارة ومعمودية
- عــيد لـِد - كنيسة الخضر في اللد
- لقد تبعثرت الأشياء في جميع دول العالم!
- صورة شاهدة على النكبة
- نصري رزق الله والحريق
- عروس ورصاص
- سرد أحداث حصلت
- سقطت المدينة وبقي البهلوان
- أنقاض مملكة ووجهة نظر أُميّة - الملك داوود نموذجا.
- تغطية لصدور الطبعة الثانية من رواية جدار الصمت للروائية دينا ...
- ذاكرة مكان - مدينة بريزبن


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - حكاية البئر والراعي