أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - مقالة في المجتمع المخدر (٣)















المزيد.....

مقالة في المجتمع المخدر (٣)


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقالة في المجتمع المخدر (٣)

وسائل معالجة المجتمع المخدر

لا يمكن لأي مجتمع على هذه الأرض تجاوز صورة المجتمع المخدر ضمن سياقات معينة ثابتة أو متغيرة ، فما دامت هناك المصلحة ودور رأس المال في الهيمنة على التعاملات البشرية داخلية وخارجية هناك المجتمع المخدر ، وقد تتغير صورة الخدر ، فبدلا من طقوس الدين هناك اساطير السينما وكرة القدم وعالم الموضة وغيرها ، فكل مجتمع له اساطيره ، ولكن أن تصل حدة الخدر الى حالة من الجمود يشمل المجتمع ككل و تنعدم صور التغيير ولسنوات وعقود طويلة ، حينها يوجد لدينا ما اسميه بالمجتمع المصاب بالبنج العام ، وذلك يشمل حال المجتمعات العربية الإسلامية ، والعراقية على وجه الخصوص وذلك لاسباب بيننا طبيعتها سابقا مع دور وآثار التخدير الاجتماعي .

أن صورة العلاج مرتبطة بعملية التغيير الاجتماعي ، وذلك الاخير غير مدعوم فكريا وثقافيا وسياسيا ودينيا حتى ، سواء على شكل جمعيات ومؤسسات اجتماعية وثقافية وسياسية تملك الحضور والتأثير على الآخرين ، ولكن ذلك لا يعني فقدان البذور أو الرغبات في التغيير ، حيث كل ذلك ما يزال في طور الجنين الذي يراد له أن يولد ويخرج إلى النور ، والتغيير الاجتماعي الذي يتطلب وجوده التقليل من أثر الخدر الاجتماعي أو وجود المجتمع المخدر عليه أن يهتم بمجموعة عوامل أو وسائل معالجة مثبتة اجتماعيا تكمن في

١_ الفردية
٢_ وعي العالم
٣_ نظرية المقارنات

الفردية

أحد وسائل التقليل من أثر الخدر الاجتماعي ، حيث حرية الفرد في الرأي والفكر والنقد وعدم الخوف من السلطة وجذورها المتعددة سياسيا ودينيا واجتماعيا واقتصاديا .
وحرية الفرد من الممكن أن تجعل عملية التغيير الاجتماعي حاضرة بقوة داخل المجتمع من زمان إلى آخر وفقا لتطورات العلم والمجتمع والقوانين ، وبالتالي لا توجد ثوابت معينة تعيق عملية التفكير وخلق الإبداع ، وحرية الفرد داعمة للمجتمع اليقظ ، خصوصا اذا كان الاخير محميا بالقوانين والانظمة التي تعزز من الحقوق والامتيازات ، حقوق البقاء والكرامة البشريين .

وعي العالم

صورة الفردية وحريتها تقودنا الى وعي العالم ، والعالم هنا عالم الذات وما يحيطها من ماض وحاضر ومستقبل بعد قراءة منهجية تاريخية تخلصها اي الذات من عقدة الأصل تلك التي تجعلها مقدسة فوق الحقيقة والبشر أنفسهم ، فالذات العربية الإسلامية محكومة بالكثير من التراجعات والفشل في إنتاج الحداثة والحرية والكرامة ، محكومة بالاستبداد واثره في غلق التصورات والأفكار ، محكومة بالقطع مع الآخرين ، ولا يوجد الآخر إلا وهو في خانة الكفر والنبذ والاقصاء سواء كان هذا الآخر دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا .

ان وعي العالم يضع ذاتنا في مكانها الصحيح وهي ذات راغبة باللحاق بالعالم الحديث وما يملك من تطورات وخبرات وانجازات مختلفة كثيرة .

نظرية المقارنات

وهكذا أن وعي العالم يجعل المجتمع بشكل عام والافراد لديهم الامكانية في التطلع إلى الآخر المختلف الأكثر تطورا ، وبالتالي هناك البث في المقارنات من أجل تكوين ما هو أفضل وافضل بعد دراسة مشاكل الآخرين وايجابياتهم من اجل الاستفادة من الجيد والاكثر فائدة وبما يخدم مجتمعاتنا ، ونظرية المقارنات هذه تحيلنا بدورها الى طرق الصحو واليقظة وذلك ضمن طريقين وهما

الصحو التدريجي

الصحو بالصدمة




الصحو التدريجي



أن عملية الصحو التدريجي عملية تتطلب وجود التراكم المعرفي الذي يصلح حال الناس وافكارهم وطبيعة حياتهم المادية والمعنوية ، وجميع مدارس الإصلاح التي عرفتها الحداثة العربية الإسلامية تدخل ضمن ما اسميه بمحاولات ايجاد الصحو التدريجي وهو الاصلاح من الداخل ولكن اهم وابرز عيوب هذا الصحو أو الإصلاح التدريجي أنه لم يأخذ المبادرة السياسية اي لم يأخذ بزمام الحكم وقيادة المجتمعات ، ومن ثم ظل وبقي ذلك الصحو مجرد دعوات أو هو صحو مؤقت لم يثبت اجتماعيا خصوصا بعد أن تعرض الى كبوات وفشل وقمع ونوم عميق وصولا إلى هيمنة الاصوليات المغلقة المهيمنة على عالمنا اليوم ، ذلك ما فعلته الحداثة العربية فأين المجتمعات العربية الإسلامية اليوم من جرأة ونشاط طه حسين وسلامة موسى وفرج فودة وهادي العلوي ومهدي عامل وعلي الوردي وحسين مروة ونصر حامد أبو زيد ، اين هذه الجرأة في سياقها السياسي ، إنها تعيش مختبئة وخائفة من سلطات تخبو وتظهر ، تنام وتصحو سلطات العقل المعمم أو العقل المغلق في اطار القطع مع الآخرين ، وهكذا تكون مهمة الصحو التدريجي مهمة بائسة غير مختمرة وناضجة اساسها التراكم والتطور المعرفي والسياسي والاجتماعي .



الصحو بالصدمة




هذا النوع من الصحو مع الاسف لم تعرفه المجتمعات العربية الإسلامية وهو الصحو بالصدمة ، إلا في حالات نزيرة بسيطة مع الحركات الاجتماعية الثورية في بعض البلدان لكنها باءت بالفشل وتراجعت أو اميتت بالقوة سواء لاسباب داخلية مرتبطة بعقد الاستبداد والاستحواذ أو لاسباب خارجية يدعمها رأس المال العالمي الذي لا يرغب بوجودها على الإطلاق .

ان الصحو بالصدمة يشبة ما يطبق مع المريض المتوقف قلبه فيحتاج الى جهاز الصدمة الكهربائية لاعادي النبض والنشاط اليه ، هكذا حال المجتمعات العربية الإسلامية بحاجة إلى الصحو بالصدمة .

والصحو بالصدمة يتمثل في الجرأة على ممارسة البناء ، بناء مجتمع نقدي ، رافض لجميع بوادر وجذور الخدر الاجتماعي ، وذلك البناء يجعل من الصدمة قانونا لليقظة ، وهنا لا نبتعد عن العلم الذي كثيرا ما يصدمنا ويفاجئنا بالجديد والغريب عن مخيلتنا وامكانياتنا المعرفية البشرية .

لذلك يتطلب حضور الصحو بالصدمة وجود المجتمع النقدي ، والاخير يبدأ من أبسط خلية اجتماعية إلى اعقد مؤسسة اجتماعية وهي مؤسسة ادارة الحكم أو سلطة الدولة ، والمجتمع النقدي لا يقوم على النقد إلا إذا كان متسلحا بالعقل والسؤال والشك وعدم الايمان بالمطلق أو اليقين الثابت وعدم وضع الافراد أو الأشخاص موضع المقدس أو المطلق الممنوع من المس أو النقد ، وهكذا تبدا خلية البيت بالنقاش والمعرفة والسؤال والنقد ، وصولا إلى المدرسة ثاني الخلية الاجتماعية التي تربط الابداع بالسؤال والنقد وإبداء الرأي وعدم الحجر على الأذهان والعقول تعليما ومنهجا وتربية ، وصولا الى الشارع وما يحيطه ويضمه من مؤسسات اجتماعية واحزاب ومنظمات مجتمع مدني كلها تقوم على النقد واعادة السؤال في ما الذي انتجناه وبنيناه هذا اليوم أو هذا الاسبوع أو هذا الشهر .. الخ

انها عملية جدولة للنظام لنظام مجتمع جديد متغير بشكل دائم ومستمر ، مجتمع نقدي متساءل يقظ إلى أن نصل إلى أعلى الهرم سلطة الحكومة والدولة التي لا تستطيع أن تتطور قيد انملة إلا بالنقد واعادة البناء من خلال الاعتراف وتكريس ثقافة الخطأ والنسبية المعرفية .. دولة متراكمة ليس للخطا فحسب بل للصواب ايضا بعد أن تتجاوز الخطا ذاته .

وهكذا تكون الدولة مسلحة بالنقد واعادة البناء حالها حال بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى في سلم هرم المجتمع أو الدولة نقول مسلحة بالنقد وليس مسلحة بالسرقة والغش والكذب والخداع والخدر الاجتماعي العام كما يحدث اليوم .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الصناديق .. نصوص هايكو
- مقالة في المجتمع المخدر (٢)
- مقالة في المجتمع المخدر (١)
- صناديق الاستغلال ( الدين ، الاستبداد ، القبلية ) وإمكانية ال ...
- صناديق الاستغلال ( الدين ، الاستبداد ، القبلية ) وإمكانية ال ...
- الجيش العراقي بين عهدين .. من الاستبداد إلى الإحتلال
- حياة الجنود .. قصائد هايكو
- الأيديولوجية الدينية من التقسيم إلى الثورة ( خيار العراق في ...
- شهر مع الهايكو (١٣)
- اتمنى اشوف الفرح صوره
- شهر مع الهايكو (١٢)
- شهر مع الهايكو (١١)
- شهر مع الهايكو (١٠)
- شهر مع الهايكو (٩)
- شهر مع الهايكو (٨)
- واعديني
- خايفة من ضوه بعيد
- شهر مع الهايكو (٧)
- شهر مع الهايكو (٦)
- صبحية وتمر بزعل


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - مقالة في المجتمع المخدر (٣)