أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبحي مبارك مال الله - إستمرار الإنتفاضة ومواجهة أساليب العنف والتصعيد















المزيد.....

إستمرار الإنتفاضة ومواجهة أساليب العنف والتصعيد


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 10:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كشفت إنتفاضة تشرين الثورية، إنتفاضة الشعب، مدى تمسك الطبقة السياسية بمناصبها وإمتيازاتها وفسادها وتحولها من كيان هادئ مسالم محب للشعب كما يفترض! إلى وحش كشَّف عن أنيابه، محارب شرس بكل ما يمتلك من أساليب الخداع والمداهنة من الترغيب والترهيب والتهديد المباشر وغيرالمباشر، من إغتيال وخطف وإعتقال وتعذيب للمنتفضات والمنتفضين، والإستفادة من كل الأجهزة القمعية لغرض إنهاء الإنتفاضة وتصفيتها التي أزعجتهم كثيراً، وهزتهم بقوة بحيث أفقدتهم توازنهم، تمتلكهم الحيرة عن كيفية التعامل مع الحشود المليونية التي بدأت إنتفاضتها بمطالب لاتتعدى الإحتياجات البشرية الضرورية للعيش، ولكن المفاجأة جاءت، بالرغم من إستعمال القمع والعنف المفرط من قبل الأجهزة القمعية، بإستمرار الإنتفاضة وإزدياد زخم قوتها ورفع مستويات مطاليبها نحو تغيير نظام المحاصصة والطائفية إلى نظام المواطنة والديمقراطية الحقيقية، والقضاء على مافيات الفساد ورؤوسها وتقديمهم إلى القضاء العادل، و تعزيز وحدة الشعب العراقي ووحدة الوطن وترابه وتعدّت المطالب، من إستقالة الحكومة فقط إلى إجراء انتخابات مبكرة وإنتخاب مجلس نواب جديد يمثل الشعب حقاً والكثير من الإجراءات الأخرى. ولكن كيف تعود الإنتفاضة أكثر قوة وإصرار بعد إن جوبهت بالرصاص الحي وقنابل الغاز القاتل، وسقوط الأعداد الكبيرة من الشهداء والآلاف من الجرحى ؟ الجواب هو إن الإنتفاضة الثورية عبرّت عن ما يريده الشعب وعن معاناته المستمرة منذُ سقوط النظام الدكتاتوري وعن تدهور الأوضاع الاجتماعية والإقتصادية والسياسية والخدمية والإستيلاء على ثرواته باللصوصية والسرقة، ولهذا سارع الشعب بكل شرائحه إلى الإلتحام بالإنتفاضة ورفدها بالدعم والتعضيد، وبالتالي أثبتت الإنتفاضة أمام شعوب العالم مدى عزمها وشرعية مطاليبها وكشفت حقيقة الأوضاع وطبيعة نظام وحكم ال"(اوليغارشية) الأقلية وهي شكل من أشكال الحكم بحيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تمتلك المال والقوة العسكرية تعتمد الطائفة أوالطبقة الاجتماعية" (الموسوعة السياسية). لقد أفقرت هذه السياسة وهذا النظام، الشعب، وحرمته من العدالة الاجتماعية، وكلما إستمرت الإنتفاضة تزداد السلطة شراسة و عدوانية . ولهذا توجهت الطبقة السياسية من جديد نحو التحشيد وتنظيم المستفيدين منها بالإعتماد على المشاعر الدينية والعمل على التنسيق مع إيران وإعادة الإصطفافات وتجميد الخلافات لأجل توحيد المواقف. اللجوء بداية إلى شق وحدة المنتفضين من خلال المندسين الذين في الظاهر بأنهم مع الإنتفاضة ولكن عملهم الحقيقي مخابراتي لتخريب الإنتفاضة من الداخل ببث أخبارالفِرقة و التخويف والتهديدات ورفع أسماء الناشطين إلى مسؤوليهم لغرض خطفهم أو إغتيالهم أو إعتقالهم، وتحت التعذيب يجبرون على توقيع تعهدات بعدم الرجوع إلى ساحات الإعتصام. كما يقوم المندسون وحسب أوامر ملشياوية بحرق وإشعال النيران وتحطيم واجهات المحلات، لغرض الإساءة إلى سمعة المنتفضين وتَهيأت الأجواء لهجوم القوات الأمنية القمعية. ومن خلال مجريات تلك الأحداث فقد تعطل دور الحكومة، بعد إستقالة عادل عبد المهدي تحت ضغط الجماهير المنتفضة وتحول حكومته إلى حكومة تصريف أعمال، ولكن بقي عملها الفعلي بالحكم وكأن حالة تصريف الأعمال لاوجود لها، والنقطة الأخرى تعطل دور مجلس النواب بالرغم من تشريعه عدد من القوانين بإتجاه تخفيف الضغط الجماهيري، والتي لم تتم المصادقة عليها. أكثر أعضاء مجلس النواب غابوا عن الساحة وتنصلوا عن تحمل المسؤولية وعدم حضور جلسات مجلس النواب، هذا ما ظهرعند التصويت على قرار مجلس النواب المتسرع الخاص بالإنسحاب من الإتفاقية العراقية الأمريكية دون دراسة لتداعياتها الخطيرة، والتي سبق و تمّ التوقيع عليها بواسطة مجلس الأمن والخاصة بحماية العراق من داعش عام 2014 وهي ليست الإنفاقية الأمنية الستراتيجية. جاء هذا القرار على خلفية إغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، ونتيجة لماحصل ضجّ الإعلام بالتهديدات المتبادلة بين إيران وامريكا والبيانات الرسمية التي دعت إلى التصعيد فأصبح الطرفين على حافة الحرب وبينهما العراق ليصبح ساحة حرب وتصفية الحسابات وزجه في هذه الحرب الجديدة، لقد كان قرار الانسحاب من الإتفاقية الأمريكية وإخراج القوات الأمريكية، هو في الحقيقة ترضية للجارة إيران ليس هذا فقط وإنما إشتعل الموقف عند المليشيات الموالية لولاية الفقيه، بحيث إنعكس الموقف المتعصب المذهبي والولائي على شبان وجماهير الإنتفاضة، وإشتد التعامل العنيف مع المنتفضين فإزداد عدد الضحايا. بعد هذه التطورات الخطيرة إهتز الوضع الأمني وفقدت حكومة تصريف الأعمال السيطرة مع تعنت الطبقة السياسية بعدم إستجابتها لمطالب الشعب، بل العمل وبشكل منظم على التخلص من مأزق الإنتفاضة وبكل الأساليب. فيما يخص الموقف السياسي، الإنتفاضة بالرغم من التضحيات، إكتسبت التأييد والتعاطف والمشاركة فيها من قبل الجماهير، بل إزداد تنظيمها وتكاتف تنسيقياتها، وبنفس الوقت يبذل عادل عبد المهدي رئيس الوزراء المستقيل، جهداً من أجل ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء من جديد، فذهب إلى حكومة إقليم كوردستان ، ليكتسب تأييدها مقابل البقاء على مكاسب قياداتها والتعهد بالإستجابة لكل مطاليبهم العالقة بين الإقليم والمركز. كما جرت إتصالات مع الكتل النيابية ومنها فتح أو البناء لكسب تأييد عادل عبد المهدي وكذلك الصدريين والكتل السنية، وهذه الحركة هي عملياً إلتفاف على مطالب المنتفضين والإصرار على بقاء كل شيء كما هو دون إصلاح أو تغيير، وهذا يدل على عدم الاهتمام من قبل الطبقة السياسية بثورة الشعب، بل تتعمد تجاهلها وبإصرار. أكيد ليس من السهولة إن تتنازل الطبقة السياسية الفاسدة عن مناصبها أو طريقة حكمها أو عن ماحصلت عليه من أرباح فلكية خلال سبعة عشر عام، ولهذا فهناك من يخطط لغرض الإصطدام المسلح مع المنتفضين المسالمين.
فما هي المؤشرات ؟ المؤشرات هي بداية توحيد مواقف المليشيات الموالية لسياسة إيران وتم الاجتماع بقياداتها في (لبنان) ومن ثم في (قُم)كما أشارت الأخبار ووضع خطط المواجهة ضد أمريكا في حالة نشوب الحرب، أو حرب الإستنزاف بين إيران وأمريكا، الإنتباه إلى مخاطر الإنتفاضتين في لبنان والعراق لتشابه نفس الظروف ونفس الأهداف لكلا الشعبين هذا أولاً وثانياً العمل على تشخيص النشطاء وتهديدهم بالقتل ، تصعيد حملة الإعتقالات وتعذيب المعتقلين وإطلاق سراحهم مقابل التعهد بعدم المشاركة في الإنتفاضة. ثالثاً تنفيذ الإغتيالات ولهذا إرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من ستمائة ناشطة وناشط. رابعاً- التهديدات المستمرة بضرب المصالح الأمريكية خامساً - العمل على تكوين مليشيات دولية تعمل على مساحات جغرافية واسعة وغيرها من الأساليب. الموقف الدولي ومنظمات حقوق الإنسان :-إن إستمرار الإنتفاضة العراقية لأكثر من ثلاثة أشهر والتي لم تتأثر بالترغيب ولا بأي حلول وسطية، وعدم التنازل عن الأهداف والمطالب مما أكسب هذا الموقف إهتمام المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وبادرت إلى تأييد إنتفاضة الشعب العراقي وطالبت الطبقة السياسية الحاكمة بتحقيق مطالب الشعب، كما لعبت الجالية العراقية في الخارج دوراً في تسليط الضوء على مايجري في العراق والقيام بعدة نشاطات في مقدمتها الوقفات التضامنية والإحتجاج ضد أساليب الحكومة التعسفية وكذلك رفع المذكرات وإيصال صوت المنتفضين إلى الرأي العام العالمي.
والآن أذا كانت حكومة تصريف الأعمال ، والطبقة السياسية الحاكمة والمليشيات يعتقدون جميعاً بأن القوة المسلحة والعنف والضغوط تجدي نفعاً لهم فهذا خطأ كبير وجريمة لاتغتفر. الموقف الآن مستعصي والظروف الأمنية صعبة جداً مع إنسداد أفق الحل بل هناك تصعيد من قبل الطبقة السياسية ومليشياتها، بتوجيه دعوة للخروج في تظاهرات يوم 24-01-2020 تطالب بخروج القوات الأمريكية ولكن من خلال ما ينشر من تهديدات يعلنون بأنهم سوف يجتاحون ساحات الإعتصام وفضه بالقوة، وهذا سيؤدي إلى مذبحة .! كما أصبح واضح بصعود الحكومة العميقة والطرف الثالث إلى السطح وقيادة الحدث بدون الإلتزام بحفظ الأمن وحماية المتظاهرين والمعتصمين، مما يدلل على فقدان القيادة الرسمية.
لهذا يتطلب الموقف1- الإسراع بتأليف حكومة مؤقتة برئاسة شخصية مستقلة تقوم بإجراء الانتخابات وإنتخاب مجلس نواب جديد 2- عقد مؤتمر لجميع القوى السياسية وممثلي الإنتفاضة من ساحات الإعتصام في المحافظات مع تمثيل لمنظمات المجتمع المدني في جميع المحافظات وإعادة مراجعة و مناقشة العملية السياسية الفاشلة والتوصل إلى قرارات عملية وأسس للعمل القادم تتضمن :-
1-نظام سياسي ديمقراطي علماني نيابي إتحادي غير طائفي ولا محاصصي 2- الشعب مصدر السلطات 3- برنامج سياسي -إقتصادي -إجتماعي -خدمي يغطي جميع مطالب الشعب مبني على أسس علمية 4-عدالة إجتماعية 5-دستور عراقي دائم ومعدل يمثل جميع مكونات الشعب العراقي 6-فصل الدين عن السياسة 7-إسترجاع كافة الأموال المسروقة ومحاكمة جميع الفاسدين وشبكاتهم 8-توفير العدالة والإقتصاص من قتلة وإغتيال نشطاء الإنتفاضة وتعويض عوائلهم 9- معالجة الجرحى والمعوقين نتيجة الحراك الشعبي 10-ضمان الحريات الديمقراطية وحرية التعبير.11-قانون إنتخابي عادل يعتمد الدائرة الواحدة ونسبي.12- تأليف مفوضية عليا مستقلة للإنتخابات (مستقلة فعلاً)13- قضاء عادل غير مسيس14- حصر السلاح بيد الدولة فقط 15- حل المليشيات كافة وإنتزاع سلاحها.
16- الإستقلال التام والسيادة الكاملة وعدم الإرتباط بأي دولة سواء كانت إقليمية أو دولية والتحررمن نظام الوصايا لأي دولة .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة يوم من التظاهرات والإنتفاض والطبقة السياسية تدور حول نف ...
- الشعب يرفض تدوير وجوه الطبقة السياسية الفاسدة
- ماذا بعد إستقالة عادل عبد المهدي وحكومته؟
- آفاق الإنتفاضة العراقية والحراك الجماهيري الشعبي ... بين الت ...
- من أجل الوطن والحقوق إنتفض الشعب العراقي !!
- إنتفاضة الشعب العراقي وخلط الأوراق
- إنتفاضة الأول من أكتوبر الشبابية وحتمية التغيير
- كفاكم خداعاً للشعب العراقي.....كل التضامن مع التظاهرات الشبا ...
- السلام العالمي في مواجهة مُشعلي الحروب
- حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي ل ...
- حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي ل ...
- حكومة السيد عادل عبد المهدي في مواجهة التحديات أو الإستسلام ...
- اليوم العالمي للإختفاء القسري وحقوق الإنسان!
- البرنامج الحكومي ومستوى التنفيذ ح3
- البرنامج الحكومي ومستوى التنفيذ ح2
- البرنامج الحكومي ومستوى التنفيذ ح 1
- الجلسة رقم (34) لمجلس النواب العراقي بتأريخ 22-07-2019 وسانت ...
- في الذكرى ال61 لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة !
- ماذا بعد الإنتظار؟!
- نشوء الحركة الوطنية ودورها في ثورة العشرين !


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبحي مبارك مال الله - إستمرار الإنتفاضة ومواجهة أساليب العنف والتصعيد