عصابات -قاسم سليماني- وحمامات الدم في العراق


اسماعيل جاسم
2019 / 11 / 16 - 00:32     

ما انفك التدخل الايراني أن ينتهي دوره من العراق ولم يكن وليد اليوم بل كان ومازال يتغلغل في هذه الدولة المسالمة ،فالإيرانيون غالبا ما كانوا ينقلون صراعهم مع الامبراطورية العثمانية على الاراضي العراقية والعراقيون ضحية هذه الصراعات واليوم عاودوا الكرة الى نقل المعركة على الاراضي العراقية بصراعهم مع الامريكان بدلاً من ايران والخاسر في هذه الصراعات العراقيون ،وليس الايرانيون .
تظاهرات تشرين 2019
على حين غرة هبَّ العراقيون في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط اضافة الى بغداد التي كانت تعتبر معقلاً ورصيدا جماهيرياً يراهنون عليه في كثير من المناسبات الدينية والانتخابات ،جاءت التظاهرات الغاضبة نتيجة تراكم فساد ستة عشر عاماً من سوء ادارة الدولة وسوء استخدام الموارد والموازنات ونهب المليارات من الدولارات وتردي الخدمات وازدياد عدد العاطلين وخراب كافة البنى التحتية للعراق.
مع دخول التظاهرات العراقية اسبوعها الرابع ، رافقها قتلٌ وارهاب وتغييب واعتقال ، حاول الجنرال " قاسم سليماني" وأد الانتفاضة التشرينية 1 – 25/ 10/ 2019 بجميع اسلحة الموت وممارسة دوامة القتل دون رادع دولي وداخلي ،كانت له اليد الطولى على ممارسة القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين وزرع الرعب بين صفوف الشباب الثائر، ولكن اصرارهم على مواصلة التظاهر رغم ما يقدموه من تضحيات جسام ولم يرجعوا حتى تحقيق جميع مطالبهم المشروعة في التغيير، جعل سليماني ومن معه يعيدوا حساباتهم في خططهم باستخدامهم احدث اسلحة الدمار ضد المنتفضين ، هنا اسقطوا نظريته وخلاياه المنتشرة في عموم البلاد " بأمكاننا القضاء على التظاهرات بأقل وقت واقل خسائر ولا يهمنا عدد القتلى "
يوم بعد آخر تتكشف جرائم عصابات الفصائل المسلحة بحق المتظاهرين سيما ما اعلنه السيد وزير الدفاع العراقي بأن عتاد المسيل للدموع وبنادقه لم تستورده اي جهة حكومية وهنا اشارة واضحة بأن بنادق وعتاد الغاز المسيل للدموع تستخدمه هذه الفصائل المسلحة انه مجهز من ايران ، هذه احدى جرائم قاسم سليماني في العراق وقتل العراقيين بهذه الاسلحة المحرمة دولياً ، كل ما يدور في العراق من استخدام العتاد الحي والغازات الخانقة لم يكن لها صدىً دولياً واستنكاراً من المنظمات الاممية ذات الطابع الانساني وايقاف حمامات الدم بل بقي العالم صامتاً ازاء ما يجري من جرائم عصابات الموت حتى وصل الحد بهم الى عمليات الخطف وملاحقة الجرحى الى المستشفيات وخطفهم وتصفيتهم . اما الموقف الحكومي فهو موقف لا يختلف عن موقف قاسم سليماني فأنه المتنفذ والمشرف على سياسة البلاد .
عانى العراقيون منذ عام الاحتلال الامريكي 2003 وليومنا من سلطات سياسية طائفية فاسدة ,حكمت العراق ستة عشر عاماً دون تقديم اي منجز يذكر عدا سرقة اموال العقود واموال جولات التراخيص النفطية وعقود استيراد السلاح ومزاد العملة للبنك المركزي والموازنات الاتحادية ، هناك الآف ملفات الفساد دون ان ينظر اليها قانونياً رغم صيحات الكثير من النواب والمسؤولين الكبار عبر قنوات الفضائيات.
تظاهرات 25 أكتوبر وحرق بعض المنشآت ومقار الاحزاب
اعتاد سياسيو المنطقة الخضراء اتهام المتظاهرين بهذا الحرق بينما المؤكد ان كل ما حدث من حرق وقتل للقوات الامنية هي اياد لم تكن خافية على الاجهزة الامنية ولا على المتظاهرين ولكن ارادوا بهذا الاتهام وضع تبريراً ومسوغاً لقتل المتظاهرين السلميين وافشال تظاهراتهم وهذا ما تم تنفيذه على المتظاهرين في عموم المحافظات المنتفضة واتهامهم بهذا الحرق وقتل منتسبي القوات الامنية .
لن تكترث الفصائل المسلحة من ارتكاب المجازر والاعتقالات والاغتيالات والملاحقة وهو اسلوب قمعي بحق المتظاهرين السلميين ، وجود قاسم سليماني كان بأوامر مرشد ايران الذي وصف التظاهرات في العراق ولبنان بـ " اعمال شغب " ومتابعته ، يعتبر قاسم سليماني مهندس ومخطط الموت في العراق وهو اعتداء صارخ ومخالف لكل القوانين الدولية والانسانية المعمول بها ، تمادى الساسة الايرانيون بالتدخل بشؤون العراق جاء بغض النظر من دولة الاحتلال لما يقوم به سليماني وقد استفحل سليماني وعصاباته بالقتل والدمار وارتكاب ابشع الجرائم بحق المتظاهرين ، لقد خلّفَ سليماني اربعمائة شهيدا وستة عشر الف معاقاً وليس جريحاً وهؤلاء الجرحى بمثابة اموات او معاقون نتيجة ما تخلفه اسلحة الغاز المسيل وما تحتويه من الغازات السامة والجرثومية والى اليوم لن تقوم منظمة الامم المتحدة بالتحقيق عن هذه الاسلحة المحرمة دولياً، اما مواقف الادارة الامريكية فهي مواقف تثير حولها الشكوك والريبة ، بالرغم من الموت الذي تزرعه هذه الاسلحة نرى الموقف الامريكي ً والاتحاد الاوربي مترخياً ومهادناً وكأن العراقيين ليس لهم الحق ان يعيشوا كبقية شعوب الارض .
عاش العراقيون من الاضطهاد وجبروت صدام ومقابره الجماعية في العام 1991 وهو يقوم بإعدامات المدنيين والرأي العام العالمي والعربي لم يرَ ولم يسمع بهذه الجرائم حاله كحال ما يجري الآن من قتل ومجازر وملاحقة وخطف . فلا جامعة دول عربية ولا امم متحدة ولا مجلس امن ولا منظمات حقوق الانسان جميعها قد اطبقت عيونها ومسامعها تجاه ما يجري في العراق .