أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!














المزيد.....

كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 6400 - 2019 / 11 / 5 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


سليمان جبران: . . كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!

بعد الأمسية في النادي الأرثوذكسي في حيفا، يوم 28 – 9 - 2016، اتّصل بي الصديق س. تلفونيّا، فقال إنّ ظروفا قاهرة حالتْ دون مجيئه إلى النادي في ذلك المساء،. لكنّه استمع بعد ذلك إلى كلمتي مسجّلة في الإنترنت. وقد عبّر بالمناسبة عن شكره للنادي، لحرصه على تسجيل الأمسية وإذاعتها، ليقرأها كلّ من حالتْ ظروفه دون الوصول إلى النادي في ذلك المساء. وختم مكالمته بالسؤال: هل كان ما اقتبستَه من الشاعر الجواهري في عبد الناصر شعرا أم نثرا؟
أجبتُ الصديق س. بأنّ عذره مقبول طبعا. لكلّ منّا ظروفه والتزاماته، وقد يتأخّر في أحيان كثيرة عن مناسبة أراد حضورها. ولا شكّ أنّ قيام النادي بنشر تسجيل أمسياته بعد إقامتها يعود بالفائدة على كلّ منْ منعته ظروفه من الوصول إلى النادي في الموعد المضروب مسبقا. هنا أيضا، أجدني مطالبا بشكر السيدة خلود فوراني، وكنتُ شكرتُها في الأمسية طبعا، على قيامها بنشر مجريات هذه اللقاءات في النادي، فيقرأ ذلك كلّ من لم يستطع حضور تلك الأمسية بنفسه.
أمّا سؤالك أيّها الصديق عمّا اقتبستُ في كلمتي تلك، من الشاعر محمّد مهدي الجواهري، فجوابي أنّ ما ذكرتُه هناك كان في الواقع من بيت للجواهري في رثاء جمال عبد الناصر، من قصيدة له ألقاها في القاهرة، في الذكرى الأولى لوفاة زعيم مصر، سنة 1971.
تعرف طبعا أنّي أصدرتّ كتابا مستقلّا عن الشاعر الجواهري، طبعتْه المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، بعنوان "مجْمع الأضداد، دراسة في سيرة الجواهري وشعره". إلّا أنّ رثاءه عبد الناصر في القصيدة المذكورة لم نتناوله في كتابنا ذاك، لأنّا عرضنا هناك لقصيدتين أخريين للشاعر نفسه في مدح جمال عبد الناصر، يوم كان الشاعر في سورية، إبّان "الوحدة". بل أوردنا قصيدته الأولى في سورية التي مطلعها "خلّفتُ غاشيةَ الخنوعِ ورائي / وأتيتُ أقبسُ جمرةَ الشهداءِ" ضمن مختاراتنا في آخر الكتاب يضا!
عدتُ طبعا إلى القصيدة المذكورة في رثاء عبد الناصر[ديوان الجواهري، المجلّد الرابع، دار العودة بيروت ط 3، 1982، ص. 123 – 130] فوجدتُني حيال قصيدة طويلة، 136 بيتا، من البحر الكامل، مطلعها:
أكبرتُ يومَكَ أنْ يكونَ رثاءَ / ألخالدونَ عهدتُهمْ أحياءَ
قرأتُ القصيدة المذكورة من جديد طبعا، فوجدتُ أنّ موقف الشاعر من جمال عبد الناصر لم يختلف في جوهره عمّا كنّا نحن نشعر ونصبو. قال مخاطبا عبد الناصر:
.. وبرمتَ بالطبقات، يحلبُ بعضُها / بعضًا، كما حلبَ الرعاةُ الشاءَ
وودتَ، لوْ لمْ تعترفْ شرّيْهما، / لا الأغنياءَ بها ولا الفقراءَ
وجهدتَ أنْ تمضي قضاءَكَ فيهِما / لتشيدَ مجتمعا يفيضُ هناءَ
أسفًا عليكَ، فلا الفقير كفيتَهُ / بؤسًا، ولا طلْتَ الغنيّ كفاءَ
قدْ كانَ حولَكَ ألفُ جارٍ يبتَغي /هدمًا، ووحدَكَ منْ يريدِ بناءَ
أرأيتَ أيُّها الصديق، في رثاء الجواهري هذا لعبد الناصر، سرّ حبّه وحبّنا لهذا الزعيم يومها؟ كنّا نحن أيضا مثل الجواهري تمامًا، نرجو الخير لمصر وللعرب!
كانت أحلاما رومانسيّة كبيرة لنا جميعا، تبدّدتْ بوفاة الرجل، بل قبل وفاته أيضا، فلم يبقَ أمامنا سوى الدعاء له، كما فعل الجواهري في الأبيات الأخيرة من قصيدته:
وعليكَ يا فخرَ الكفاح تحيّة / في مثلِ روحِكَ طيبةً ونقاءَ
إنْ تقضِ في سوحِ الجهاد فبعدما / سعّرتَ فيها الرملَ والرمضاءَ
ولقد حملتَ من الأمانة ثقلها / لم تُلقِها برَمًا ولا إعياءَ
نمْ آمنا، ستُمِدُّ روحُكَ حرّةً / وسْطَ الكفاحِ رفاقَكَ الأمناءَ
لا بدّ لي من شكركَ أخيرا، أيّها الصديق. فقد عدتَ بي بسؤالك إلى الأيّام البعيدة تلك، بكلّ ما كان فيها من أمنيات وخيبات !
حيفا، تشرين الأوّل 2016



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعذروني . . مرّة أخيرة !
- بكِكيرة صار . . الحاجّ بكّار!
- شعر النسيب في أبيات: بنفسيَ هذي الأرصُ ما أطيبّ الربا وما أح ...
- كتاب -الساق على الساق-
- العظيم يعرف العظماء ويعترف بهم!
- إلى كلّ من لم يقرأ الشدياق، ويجهل مكانته، هذا الفصل من كتابه ...
- تنبّهوا واستفيقوا أيّها العربُ ..!
- عودة إلى اللغة الحديثة!
- يتغيّر الموقف بتغيّر..الموقع!
- كتاب الفارياق، مبناه وأسلوبه وسخريته، تتمة المقال السابق تل ...
- كتاب الفارياق، مبناه وأسلوبه وسخريته، تل أبيب 1991-
- الشدياق، جبّار القرن التاسع عشر!
- هذا التراث المتفرّد .. يجب توثيقه!
- نوّاب قال!
- مرّة تخيب ومرّة تصيب!
- شعشبون يعلو الجدران!
- في حرفيش.. كلّ شيء تغيّر!
- النتاج الإدبي لا يمكن أن يكون موضوعيّا !
- من أَرَج الشباب
- خيال طبق الواقع


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!