تحبون اهل البيت وتقتلون ثوار الحسين !


محمد فاتح حامد
2019 / 10 / 29 - 20:09     

تظاهرات عارمة وحاشدة اجتاحت كل المدن العراقية وانطلقت شرارتها لتشعل الاوضاع كمدا كاشتعال الرأس بالشيب.
ومع بداية انطلاقاتها بدأ الجميع يتسائل ، اية جهة تدعم المتظاهرين وهل بوسع جيل "البوبجي" ان يقف امام جبروت السلطات العراقية ؟
لقد تأكد للجميع انها تظاهرات عفوية ، تظاهرات شعبية شبابية عراقية انفلقت وانفجرت من شدة الظلم والضيم واللاعدالة التي يعيشها الجيل الذي حرم من كل شيء الا البوبجي !
كيف لا وبغداد العاصمة هي ثاني أكبر مدينة في الوطن العربي بعد القاهرة وأهم مراكز العلم على تنوعه في العالم وملتقى للعلماء والدارسين لعدة قرون من الزمن ، كيف لها ان تعاني من الفساد والاهمال وكيف للبصرة الغنية بالنفط تعاني من الحرمان وسوء الخدمات وانعدام البنية التحتية وابسطها عدم وجود ماء صالح للشرب !
ولايخفى على الجميع ان المحافظات العراقية كافة تعاني من الالم والفقر والبطالة واللاعدالة وانعدام ابسط مقومات الحياة الطبيعية !
لقد ابهر العراقيون العالم اجمع بشجاعتهم وعدم مبالاتهم للسلاح الذي يواجهونه في تظاهراتهم السلمية التي هزت عروش جميع المتسلطين على مقدرات العراق ممن جعلوا انفسهم سلاطين زمانهم.
وا أسفاه لماذا يقابل المتظاهر السلمي الذي لايحمل سوى علم العراق بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وباشد انواع العنف ؟ لماذا اهنتم جمال القمر وحجبتم نوره في ليلة ظلماء يمر بها العراق وشبابه وكل املهم ان يروا بصيص نور ينبعث اليهم ليحي في دواخلهم املا لحياة كريمة ويعيشون كما يعيش شباب العالم منعمين بخيرات بلادهم التي سرقها هؤلاء السلاطين واشبعوا بطونهم سحتا وحراما وجوعوا شعبهم ، الا سحقا لكم ؟ كيف استطعتم قتل ثوار الحسين وأنتم تدعون حب اهل البيت وتبكون عليهم ؟ اضافة الى بشاعة اعتدائكم على المسنين والعزل من المتظاهرين الذين لم يتجاوز اغلبهم العقد الثاني من اعمارهم والاعتداء على الطالبات والطلاب في عز النهار ، أهذه هي الشهامة والرجولة ؟
أن الزمن يكرر نفسه ، بقتلكم لهؤلاء المتظاهرين وكأن الحسين المظلوم يقتل من جديد ، فمطالب المتظاهرين لاتعدو ان تكون مطالب اصلاح وحق خرجوا مطالبين بها كما خرج من قبل جدهم الحسين حينما نادى بالاصلاح ولكن وللاسف تبين ان الظالمين لايأبهون بالحسين ويجددون الظلم في المتظاهرين من جديد عليه !
المتظاهرون هم صورة ثانية يعيدها التأريخ لتلك الصورة التي رسمها الامام الحسين عليه السلام حين ظلمه يزيد واعوانه لانه طالب بالاصلاح واكمال ما بدأه جده الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم والقضاء على الفساد وانهاء المظلومية على الشعب !
لقد افرزت هذه التظاهرات يزيدا ثانيا لايقبل بالاصلاح ابدا وبدأ بالاعتداء على المطالبين بالاصلاح ناسيا انتصار الدم على السيف ! فقام ومن خلال اجهزته القمعية بقتل العشرات من المدنيين العزل المطالبين بابسط حقوقهم .
وسؤال يطرح نفسه ما ذنب الذين قتلوا ؟ ومن المسؤول عن قتلهم ؟ وهل سيقف مكتوفي الايدي ان قتل احد ابناء السلاطين في العراق ، وهل يكتفون باعتبارهم شهداء ؟
ليعيش جيل البوبجي الذي يعيد الى اذهانكم ويرفع صوته عاليا ليكرر ماقاله الامام الحسين عليه السلام " إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح ، ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة".