رجب طيب أردوغان ... -الأجير الصغير-.


بسام الرياحي
2019 / 10 / 23 - 02:39     

لعل المتابع للثمانى سنوات الأخيرة في الشرق الأوسط وما تخللها أزمات وحروب وفتن طائفية وتغييرات... يلاحظ الحضور المستمر لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان على مسرح الأحداث.الرئيس التركي الذي لا يفوت فرص ظهوره الإعلامي المستمر حتى يطلق أعيرة كلامية وإنتقادات وهرسلة وشذب لنظرائه خاصة من الزعماء العرب منصبا نفسه وصيا على إرادة ومستقبل الشعوب العربية.هذه النبرة الحادة في الخطاب الرسمي التركي لا نجد مثيلتها عندما تتغير المواقع وتتبدل الوجهة في علاقة خاصة بالغرب وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة.فمنذ أكثر من أسبوع على عملية نبع السلام التي تقودها تركيا والمجموعات الموالية لها من مليشيا الحر ضد الأكراد السوريين وعلى أراضي سوريا، نشهد أوج التضارب والدربكة في التصريحات والإنحراف السريع في المواقف .يظهر أردوغان في مشهد سكيزوفريني وفي شخصية غير مألوفة بعد أن عهدنا عنه العجرفة والتعالي والخطابات والشعارات السياسية التجارية التي سرعان ما يجف تأثيرها وتعلق كلوحات شاحبة وقديمة، اليوم هو في موقف الوديع والمطيع بعد أن ندد وهدد وأعلن رفضة مقابلة بومبيو وزير خارجية أمريكا لكنه غير وجهة موقفه وجالسه مع بنس في أنقرة.تركيا التي مر عبر حدودها آلاف الإرهابيين من تركستانيين وإيغور ومغاربة للتخريب والتدمير في سوريا علاوة على النهب والتهريب والسرقات التي مارستها في المناطق الصناعية المختلفة، هي أيضا الدولة التي تعرقل العلاقات المصرية في أوروبا وتعلن عدائها لها وتبتزها إقتصاديا كما تتدخل في ليبيا وتدعم ميليشيات فجر ليبيا وتشن حرب طائرات من دون طيار فوق أجوائها في إنتهاك سافر لحرمة الدول وسيادتها، رجب طيب أردوغان الذي مركز كل السلطات بيده وبدأ هذه العربدة المطلقة والتي لم تنتهي على الدول العربية، مع الأمريكيين هو "أجير" كما وصفه الرئيس السوري بشار الأسد، يؤدي أدوار وينفذ قرارات ويملئ فراغ من جعلوا من سوريا قواعد ومناطق ومجموعات متناحرة... ظاهرة أردوغان الصوتية لن تمنع الواقع من التغير في ظل ما يعرفه الشرق الأوسط من ديناميكية جديدة، تركيا تأخذ المكان الذي منحه إياها أخطاء وضعف وتذبذب مواقف النخب العربية الحاكمة وسوء التنسيق بينها وعدم إستشرافها للمستقبل وقرأتها لحقيقة العمق والأمكانات المختلفة التي تملكها المنطقة.