أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - حراك مصر والسودان وحزب فرعون














المزيد.....

حراك مصر والسودان وحزب فرعون


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 04:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حراك مصر والسودان، وحزب فرعون
لم تكن فيديوهات محمد على، التى كشفت عن وقائع فساد تتعلق بالرئيس المصرى وعائلته، سوى القشة التى قضمت ظهر الجمل ، وفجرت حالة من الغضب الذى تراكم فى النفوس، خلال الفترة الثانية من حكم السيسى، وذلك فى حراك شعبى مصرى لم يستغرق سوى أسبوع واحد، فى تناقض ملفت للنظر مع الحراك الشعبى السودانى ، الذى إندلع بقشة أزمة الخبز، والتى قضمت ظهر الجمل أيضاً ، لكنه إستمر طويلاً، وحقق كثيراً من المكاسب، رغم أن الظرف العام، وبحكم مشاكل السودان الأكثر تعقيداً، يميل فى صالح مصر، فلماذا نجحت السودان ، وفشلت مصر؟
الإجابة تكمن فى طبيعة التيار المدنى فى كلا البلدين، أو فى طبيعة السياسة، والتى تجاوزت طبيعة الجغرافية، ففى السودان جيش حاكم ، قاسى ، متمرس بالسلطة، مسيطر على أجهزة الدولة، وهو نفس الوضع فى مصر، وفى السودان إسلام سياسى ، لايقل خطورة عن الإسلام السياسى المصرى، فرغم أنه إمتداد له، فقد عرف تجربة الحكم والسلطة، وتمكن من مفاصل الدولة منذ عهد النميرى حتى عهد البشير، بأكثر مما تمكن الإسلام السياسى المصرى الأصلى ، لكن طبيعة التيار المدنى فى كلا البلدين تختلف إختلافاً جذرياً، فقد عرف الشارع السودانى الأحزاب والممارسة السياسية، بأكثر مما عرف الشارع المصرى، كما أن تجربة الحكم المشترك للعسكر والإخوان، منذ عهد النميرى حتى البشير، قد ساعدت على حشد الشارع السودانى وتياره المدنى فى مواجهة عدو مشترك واحد، ومنع من تأصيل فكرة، إما الإخوان أو العسكر، كما حدث فى مصر.
ومع ذلك فليس هذا هو كل شئ ، فهناك عامل هام آخر، وهو عامل الإحترام والثقة، التى منحها الشارع السودانى لرموز تياره المدنى،وهو مالم يحدث للشارع المصرى، فبينما تمكن تجمع إعلان الحرية والتغيير، والذى هو فى الواقع مجرد تجمع نقابى سياسى عادى، من وصل جسوره مع الشارع السودانى، وتنسيق المواقف من أجل الضغط على المجلس العسكرى، لتحقيق مطالب الشعب، ومشاركة المجتمع المدنى فى السلطة، فقد إستقبل الشارع المصرى إعلان تجمع الحركة المدنية الديموقراطية عن رغبته فى رفع مطالب الشعب أمام النظام الحاكم ، دون أن يحرك ساكناً ، وبشئ من الإستخفاف أيضاً، وفى الوقت الذى خرج فيه الشعب السودانى يرفض ترويع المتظاهرين والبطش والقتل ، فى كل مناسبة ، فقد إستقبل الشارع المصرى إعتقال أكثر من ألف متظاهرومعترض فى يوم واحد ، بينهم بعض الشخصيات المرموقة ، مثل الدكتور حازم حسنى، أستاذ الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ، والدكتور حسن نافعة الغنى عن التعريف ، وخالد داوود ، الكاتب الصحفى والرئيس السابق لحزب الدستور ، دون أن يحرك ساكناً ، وبشئ من التخوين أيضاً، على أنهم مراكيب الإخوان، وهو تعبير شائع أصبح النظام المصرى يروج له ضد كل معارض لسيطرته وبطشه، حتى نجح فى تأكيد فكرة إما الإخوان أو العسكر، والتى ساهمت فى سرعة إخماد هذا الحراك ، وكل حراك فى المستقبل.
ويبقى الأهم من كل ذلك، هو أن الشارع السودانى لم يفرز تلك الكتلة الخبيثة من المجتمع المدنى، التى أفرزها الشارع المصرى، والتى نجحت إلى حد كبير فى التحكم فى وعيه السياسى، عبر وسائل التواصل الإجتماعى، وقيادته إلى المسارات الخاطئة، داخلياً وخارجياً، وإرهاب كل من تسول له نفسه مجرد الحديث عن التغيير، تلك الكتلة الخبيثة، التى يمكن تسميتها مجازاً بحزب فرعون، حزب الخبثاء والمغفلين، والذى نجح إلى حد كبير فى زعزعة ثقة الشارع المصرى بنفسه، وبأى رمز مدنى يظهر، وتثبيت فكرة إما الإخوان أو العسكر، بأكثر مما يردد النظام نفسه !!!
عبدالجواد سيد



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ طارق حجى - رؤية غير محايدة
- تاريخ الإسلام بين الوعى الزائف والصهر القسرى
- الشرق الأوسط بين الصفويين والعثمانيين والوطنيين المزعومين
- فى الرد على يوسى كلاين هاليفى- رسائل إلى جارى الفلسطينى - عب ...
- سجون مماليك يوليو-من محمد نجيب إلى محمد مرسى
- توماس جيفرسون ، مسيح العالم الجديد
- الربوبية بين الكفر والإيمان
- إنتخابات الرئاسة الإندونيسية ومعركة الديموقراطية
- مصر المسيحية - تأليف - إدوارد هاردى - ترجمة -عبدالجواد سيد
- شم النسيم - عيد الفرح والخلود
- تاريخ مصر فى العصور الوسطى - تأليف ستانلى لين بول - ترجمة عب ...
- مصر الحديثة وصراع الهوية
- تعديلات الدستور وأغلال العثمانيين والمماليك
- المرأة السعودية ، صراع الحرية والتغيير
- رسائل العام الجديد
- تداعيات التاريخ والصراع فى اليمن
- إغتيال خاشقجى والعالم والمملكة السعودية
- نبيل النقيب ، ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
- الجامعة العربية والشرق الأوسط والمتوسط
- بوتين وإغتيال الثورة السورية


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - حراك مصر والسودان وحزب فرعون