ارباك المثقف القائد


محمد الاغظف بوية
2019 / 9 / 24 - 04:13     

ارباك المثقف
ثق او لا تثق لو كنت تقدميا في هذا البلد فانك محارب من طبقات التقدمية النقابية ذات الارجل السرطانية .ولا يفوتك خطاب من تقدم ذكرهم من شعارات تحمل تغيرات كبيرة لكن في الواقع هم يدافعون عن أنفسهم .
اتذكر وانا في بداية عملي كيف اصطف "اخوة" لي في المبحث ليتفقوا فيما بينهم ويتركوا لنا تلك الايام الفظيعة كالعمل مساء السبت ومساء الجمعة مع ما صاحب ذلك من تفضيل للاقسام التي ينظر اليها باليافعة .
ولولا حنكة سيد محترم في ذلك ومازال لكانت الفصول تقسم قسمة الحلوى لا غير.
من الطبيعي يقول صاحبي فنحن في واقع مزيف لا يقر بالموضوعية و لا يحترم الاخر الا في بعده المادي لا غير .
ثق او لا تثق يمكن للمققف ان يكون قائدا ملتزما وناجحا وقد اوصل السفينة الغارقة الى بر الامان .ووضع راحة ركابها في اعين لا تنام .ولو حورب فانه يدافع بسلاح سلم لا رصاص ولا غدر .ذلك القائد تشاء الاقدار ان يحاول البعض كسر شوكته ، يأبى الا الاكتفاء برد جميل ورائع .
كم من مثقف في بلاد المغرب الاقصى يراد به البقاء تحت الظل وهم يدافعون عن الاصلاح ولكن هيهات ثم هيهات فطريق الاصلاح وعر .والوصول اليه يتطلب مسيرة طويلة مليئة بالاشواك والمطبات .
اتذكر ايها الصديق قول التوحيدي في مؤانسته " الانسان اشكل عليه الانسان". ففهم الاخر صعب بل تحول الى نموذج جحيمي أو بعبارة سارتر " الاخرون هم الجحيم ".
اعود إلى ذاكرة صاحبي يذكرني بواقع ابن رشد امام شدة منتقديه .ليس الانتقاد في هذه الحالة والمرحلة انتقاد لمسار فلسفي وسياسي وانما انتقاد يحمل في مجمله دعوة للعصيان .فلم يفلح الفقهاء آنذاك في توجيه العامة نحو ابن رشد كفكر .إذ حوصر ولكن فكره بقي ومازال يضيء العالم .
حارب الفكرة وحارب الرجل .قتل الرجل بقي إصلاحه وبقيت المادب والصوامع والمدارس تذكر صاحبنا ابن رشد .فالمحن تقود إلى الشهرة رغم انف القاتل او الحاقد .الم يقتل حسين مروة ولكن ماديته تدرس اليوم وينحني لها الفكر اجلالا لعطاءه .
محنة المثقف وارباكه ، لا تتوقف عند حالة الفكر بل تصيب موضعة الفكر .وتنال ممن يفكر بعقلانية ويعمل وفق العقل .فلا غرابة في وجود من يربك عمل المثقف .