أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس:ما العمل لاستثمار الديناميكية التي أنتجتها انتخابات 2019 الرئاسية














المزيد.....

تونس:ما العمل لاستثمار الديناميكية التي أنتجتها انتخابات 2019 الرئاسية


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما العمل لاستثمار الديناميكية التي أنتجتها انتخابات 2019 الرئاسية
ــــــــــــــــــــ
دون الغوص في الكثير من النقاش من قبيل أن طرح قيس سعيد حول الحكم المحلي طرح مجالسي أو أن هذا الطرح أساسه لاسلطوي أو أن مشروع قيس سعيد هو ثورة جديدة ستقلب الأمور جميعا وستمكن الأغلبية من حقها في السيادة على قرارها وتخريجات كثيرة أخرى نقول أن هذا المشروع أولا هو مشروع لتغيير النظام التشريعي ليس أكثر ولا يقبل أن يحمّل بأكثر من ذلك وثانيا هو مشروع يدفع في اتجاه إدخال هذا التغيير بآليات المنظومة نفسها أي أنه لا يرى إمكانية لتحقيقه من خارج الشرعية والقانون وهو ما يجعله أقرب إلى المغالطة منه إلى المبادرة السياسية الممكنة التحقيق وثالثا أن لا إمكانية في الواقع لتطبيقه باعتبار محدودية صلاحيات المؤسسة التي ستطالب بتحقيقه داخل أجهزة الدولة والضغط والمحاصرة التي ستلقاها من السلطة التشريعية حيث لا يمكن أن تحوز مبادرته إن سعى إلى تفعيلها عبر الاستفتاء مثلا موافقة وانخراط كتل برلمانية (الأغلبية البرلمانية ) لن تراها إلا موجهة لحلها هي نفسها وتغيير طريقة عمل المنظومة التشريعية التي تستمد منها نفوذها ووجودها السياسي وعليها ستعتمد في الحكم والمشاركة فيه أو معارضته في المدة النيابية من الطور القادم للانتقال الديمقراطي.
لكن ورغم كل ذلك فانتخاب أغلبية المصوتين لقيس سعيد والنقاش الذي واكب ذلك المتعلق بمشرعه الذي يريد تطبيقه قد أعاد إلى سطح اهتمامات الأغلبية تلك الآمال المجهضة وتلك المهام التي لم تقدر هذه الأغلبية على تحقيقها بعد 17 ديسمبر وهو ما يمكن أن يولد ديناميكية قد تذهب إلى العودة للنقاش حول استئناف الثورة ولكن ذلك سيتوقف على مدى وعي وقدرة من صوتوا لقيس سعيد وعموم الأغلبية المتعارضة مصالحها مع مصالح السيستام ومنظومة الحكم الفاسدة على مباشرة تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع والحسم مع رؤية التغيير بأليات منظومة الحكم نفسها وهي إمكانية لابد من العمل على أساسها في الطور القادم من الانتقال الديمقراطي والذي سيشهد مزيد احتداد أزمة الطبقات الفقيرة ومزيد تعمق أزمة النظام التي ستبلغ أعلى درجاتها بفعل التناقضات التي سيكون عليها نظامها السياسي وما سيترتب عن ذلك من صراعات بين مختلف مؤسسات هذا النظام سوف لن تزيد جماهير الأغلبية إلا قناعة في أن لا خلاص لها إلا بالتغيير الجذري.
إن الملاحظ أيضا وهو أمر مؤكد أنه دون البدء فورا وهذا موجه لكل المجموعات السياسية ولكل الناشطين المستقلين المعنيين بمواصلة مقاومة السيستام وبالتغيير الجذري ولا يتوقفون عند مبادرة سعيد ويرون أنفسهم معنيين بتجذيرها في كل أبعادها أي بتحويلها إلى مشروع يمكّن من استئناف مسار 17 ديسمبر في تنظيم نقاش واسع في كل المحليات والجهات أولا لتوضيح طبيعة مشروع سعيد وتناقضاته وحدوده وثانيا الاتفاق على جملة مهام يقع مباشرة تنفيذها مع الأغلبية في هذه المحليات والجهات متعلقة بالسيادة على القرار والسيادة على الثروات والموارد ووسائل الإنتاج وتدبر الأشكال العملية لتحقيق ذلك.
سيبقى ذلك هو الأفق الوحيد الممكن لاستثمار الديناميكية التي انتجتها هذه الانتخابات والدفع بالحسم في منظومة حكم الانتقال الديمقراطي الذي أنتجته الصناديق سلطة ومعارضة والارتقاء به إلى مشروع ملموس للمقومة تلتقي حوله الأغلبية المتناقضة مصالحها مع مصالح العصابة المنقلبة على 17 ديسمبر لا يفصل بين السيادة على القرار عن السيادة عن الثروة.
دون ذلك ستتمكن منظومة الحكم من ترتيب أوضاعها من جديد والاستمرار في الحكم حتى وإن كلفها ذلك استبعاد مؤسسة الرئاسة عبر محاصرتها وشكل كل مبادراتها وهو ما يمكن أن يدفع إما إلى استقالة ممثلها أو إلى إذعانه لسياسات المنظومة والاندماج بها والتخلي عن مشروعه حتى في صيغته المشوهة التي هو عليها.
الأزمة في الحقيقة ليست فقط في الفوق السياسي الفاسد إنها أيضا موطنة لثماني سنوات في الأسفل وبالتحديد لدى كل الطيف السياسي الذي يقول عن نفسه أنه متمسك بالثورة وبمواصلة المسار الثوري ولكنه برهن وطيلة هذه السنوات على عجز تام على استثمار الأزمة الشاملة التي يتخبط فيها السيستام وسياسات الانتقال الديمقراطي على كل الأصعدة والتوحد على مشروع جذري للمقاومة تنخرط فيه الأغلبية للإطاحة بهذه السياسات.
إنها فرصة أخرى يتيحها الصراع وقد يتوقف على إمكانيات استثمارها الاستثمار المناسب مستقبل هذا الطيف الذي سيجد نفسه هو أيضا خارج الصراع فيتحلل ويندثر.
ــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
22 سبتمبر 2019







#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية في تونس: افلاس منظومة الحكم سياسات وأحزا ...
- تونس: استنتاجات أولية بعد ترشح قيس سعيد ونبيل القروي للدور ا ...
- ماذا يعني الغنوشي ب - سنكون في باردو والقصبة وقرطاج-
- الدساتير والانتخابات أدوات الهيمنة الناعمة على الأغلبية التي ...
- ملاحظات أولية بعد ترشيح حزب النهضة لعبد الفتاح مورو للانتخاب ...
- هل تنجح حركة النهضة في السيطرة على مؤسسات السلطة الثلاث: بار ...
- خلافات الجبهة الشعبية أو عودة يسار الانتقال الديمقراطي من جد ...
- خلافات الجبهة الشعبية أو عودة يسار الانتقال الديمقراطي من جد ...
- انفجار الجبهة الشعبية: واجهة أخرى لإفلاس مسارالانتقال الديمق ...
- المسارات الثورية المخفقة وتجار الديمقراطية والانتخابات ومافي ...
- -النضال- البرلماني وإصلاح مؤسسات الدولة أم سيادة الأغلبية عل ...
- الطور القادم من مسار الانتقال الديمقراطي في تونس: الباب المف ...
- تونس بمناسبة مؤتمر قطاع الثانوي: معارك الغبار التي لا تنتج ...
- الأغلبية لن تنتظر الانتخابات القادمة
- الهبة الجماهيرية في الجزائر بين متطلبات التجذر ومنزلق الارتب ...
- أوهام الخوف من الثورة وفوبيا هيمنة الحركات الإسلامية والقوى ...
- تونس: أي آفاق في مواجهة حركة قطاع التعليم الثانوي للحكومة وب ...
- النهضة على طريقة الديكتاتور بن علي في السيطرة على الماكينة
- الاتحاد العام التونسي للشغل ومؤشرات طور جديد من الفعل النقاب ...
- تونس معارك الفَوْق السياسية لقوى الانتقال الديمقراطي والآفا ...


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس:ما العمل لاستثمار الديناميكية التي أنتجتها انتخابات 2019 الرئاسية