أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد وهاب عبود - العولمة وصناعة النخبة














المزيد.....

العولمة وصناعة النخبة


محمد وهاب عبود

الحوار المتمدن-العدد: 6273 - 2019 / 6 / 27 - 15:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


السمة المهمة للعولمة والتي عادة ما يتم تناسيها هي التغيير ألاساسي في طبيعة النشاط البشري. إن التقنيات ذاتها التي قامت بتبسيط الاتصالات بشكل غير مسبوق لقد حولت تكوين الوعي الإنساني ، الفردي والجماعي الى منطق الربح والخسارة ولفت اهتمامه إلى أكثر أنواع الأعمال التجارية ربحية والمتاحة للجمهور – بعبارة اخرى :النشاط الرئيسي للأعمال التجارية للجيل القادم هو تغيير وعي المستهلكين المحتملين. فقد اسدل الستار عن الأوقات التي يتم فيها تكييف السلع مع الذوق , المنطق الحالي تكييف المستهلك مع المُنتَج .

اما على الصعيد الاجتماعي والسياسي ولغرض تكوين وعي المجتمع فليست هناك حاجة لتحويل وعي جميع السكان – يكفي فقط التاثير على النخبة اي جهود مبذولة لتشكيل الوعي مع التركيز على وعي النخبة وتغييره بشكل أسرع من وعي المجتمع ككل ، ومن هنا يبدأ الاختلاف والتناقض بشكل حاد عن وعي الأغلبية. إنطلاقًا من المجتمع ، لا تفقد النخبة فعاليتها فحسب ، بل تتوقف عن أداء وظائفها التي تبرر وجودها. تبدأ تفكر النخبة التي تمر بعملية إعادة هيكلة قسرية بشكل مختلف عن المجتمع الذي تقوده ، وتعترف بالقيم الدخيلة ، وتتصور العالم بشكل مختلف وتتفاعل معه بشكل مغاير.

هذا يعد تدميرا لمعنى الديمقراطية ذاتها (ولا سيما حرمانها من هياكلها وقواعدها وتجريدها من المعنى) ، لأن الأفكار والقيم التي يولدها المجتمع (ناهيك عن آرائه ومصالحه) لم تعد تنتشر او تنتقل للأعلى من خلال الشرايين الاجتماعية الناقلة كما لا تحظى بالمقبولية من قبل النخبة عندها تفشل مهمة تطوير المجتمع وتغيير سلوكه.

إن الوعي المشكل حديثا لدى النخبة القائدة يفرض عليها وضع معاني واستخلاص استنتاجات مختلفة وأحيانًا متناقضة من نفس الحقائق القائمة. يمكن للنخبوي في هذه الحالة التوجه لمخاطبة الناس ، ولكن ليس من أجل افهامهم بشيء ما أوخلق شعور لديهم ، وانما لتحسين صورته وتوسيع قاعدته وزيادة رصيده الاجتماعي وهكذا ، في ظروف الاستخدام الواسع النطاق لأنظمة التحكم من خلال تقنيات تكوين الوعي ، لدى النخبة والمجتمع أنظمة قيمية مختلفة وتتبع أهدافًا غير موحدة, ,كلاهما يفقد القدرة على التركيزللتفاهم المتبادل. كما كتب دزرائيل (عن الفقراء والأغنياء) ، تنشأ "دولتان" واحدة للفقراء واخرى للاغنياء في البلاد

هذا الغياب في التفاهم المتبادل ، والغير ناجم عن نية خبيثة ، ولكن بسبب عوامل تقنية موضوعية بحتة ، يجهض الديمقراطية ويحل محلها دعاية فوضوية وحرب إعلامية دائمة لجماعات سياسية واقتصادية مهمة. فالوعي الاجتماعي ليس مجرد هدف ، بل هو" ساحة معركة".

ان انعدام الفهم المتبادل بين المجتمع والنخبة يفاقم بشكل موضوعي من خطر زعزعة الاستقرار العام , في الاثناء تتشكل حاجة النخبة لطلب المساعدة من الخارج وتلقي الدعم اللازم وهنا تكون العولمة وحلولها حاضرة وبقوة التي سرعان ما تلبي تلك الحاجة وتقدم الدعم بكل سرور.



#محمد_وهاب_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب رئة الرأسمالية
- دهاء الغرب ويقضة الشعوب
- ها هي الرأسمالية
- لا حاجة لنا بالقوات المسلحة
- الحلم الاشتراكي في مخيلة الشباب الامريكي
- جوهر المشكلة
- افكار ثائرة على شراهة الرأسمالية
- افكار ثائرة على دكتاتورية التعليم
- خرافة التعددية الإعلامية
- لينين والارض والخبز والسلام
- تولستوي وطريق الخلاص من الحرب والعنف
- إعلان -إيما الحمراء-
- سايكولوجية النقص وهستيرية الجماعة
- فقر وفكر ثم إنطلاق
- فقر وفكرة ثم انطلاق
- حقيقة التغيير وتغيير الحقيقة
- علماء الدمار الشامل
- السياسة الرمزية
- الكونية
- الحرب الجديدة وخصخصة العنف


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد وهاب عبود - العولمة وصناعة النخبة