أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - ديبلوماسية التخريب بين واشنطن وطهران والبادي أظلم !















المزيد.....

ديبلوماسية التخريب بين واشنطن وطهران والبادي أظلم !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6262 - 2019 / 6 / 16 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عرافاً حين مرشد البلاد آية الله علي خامنئي بالرد على الوساطة اليابانية وهي لم تكن وساطة بقدر كانت مجرد ناقل رسائل، بالقول إن مسارعة الولايات المتحدة على الفور لتقديم ادعاءات ضد إيران واتهامها بالوقوف خلف الهجمات على ناقلتي النفط - دون تقديم أي أدلة واقعية أو ظرفية - يجعل من الواضح تماماً أن الفريق باء(بومبيو، بولتون ، برايان هوك، بنيامين نتنياهو ، بن سلمان ، بن زايد) ينتقل الى الخطة باء وهي دبلوماسية التخريب و التستر على الارهاب الاقتصادي ضد ايران.
كان ظريف حذر منذ أسابيع خلت من تطور الأحداث وإصرار هذا الفريق على جر الأزمة بين واشنطن وطهران لتنزلق الى حرب قال عنها وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بأنها إن وقعت فهي حرب (أكون أو لا أكون)..
قبل ظريف قال وزير الخارجية الأمريكي( على ايران أن ترد الدبلوماسية بالدبلوماسية وليس بالإعتداء والارهاب واصفاً هجوم ايران على حاملات النفط في بحر عمان هجوم عنيف على الحرية ومؤكداً (وهو ما توقعه وزير الخارجية الايراني من قبل) أن واشنطن ستحيل ما أسماه "ملف تورط ايران في الهجوم على حاملات النفط الى مجلس الأمن الدولي"..
هذا التطور يمكن أن يكون بداية غير مريحة لتصعيد خطير أو يؤدي إن أحسن ترامب والفريق الرافض للحرب الاستفادة من مجلس الأمن كقارب نجاة والدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران ...على قاعدة (أزمة اشتدي تنفرجي)..
فمجلس الأمن الدولي نفسه الذي يريده دعاة الحرب مع ايران بحث مسألة الهجمات على ناقلات النفط وتهديد الملاحة في الخليج،هو الذي أصدر بطلب من واشنطن نفسها في 20 تموز يوليو 2015 القرار 2231 الذي صادق على خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالبرنامج النوري الايراني وقضى برفع العقوبات عن ايران، وهذا ما أشارت له قمة منظمة شنغهاي بقرغيزستان في بيان واضح وصريح دعا كافة الاطراف المعنية الى تنفيذ خطة العمل الخاصة بالنووي الايراني.وذلك بعد يوم واحد من واقعة الهجمات على ناقلتي النفط.
فكيف يمكن لمجلس الأمن الدولي الذي صادق بالإجماع على الاتفاق النووي أن يدعم موقف واشنطن التي نقضت القرار وساهمت في التصعيد الخطير وواصلت فرض العقوبات على إيران بدون الرجوع الى مجلس الأمن؟!
هذا الإجماع الدولي الذي لايملكه ترامب لخوض حرب مع ايران أو حتى إدانتها، يفتقده في الداخل وقدسارعت الإذاعة الوطنية NPR التي تحظى بجمهور واسع من المستمعين في الولايات المتحدة إلى استنكار عجلة بومبيو في اتهام ايران دون أن يقدم أي بالتورط في الهجمات على الناقلات، واعتبرته يعكس توجه فريق واحد سيورط البلاد والمنطقة وربما العالم في أزمات متلاحقة.
غير ظفرك !
ورغم أن تصريحات المسؤولين العسكريين الأمريكيين تؤكد مرة أخرى على عدم الرغبة في الدخول في حرب مع ايران،الا أن الايرانيين من رأس الهرم الى الحرس الثوري والفريق الديبلوماسي والحكومة التي كانت توصف بالمعتدلة، يبدون متفقين على الاستعداد لأي طاريء وقد وضع الجميع أصابعهم على الزناد، وقرروا عدم الاعتماد على موقف الاوروبيين بل وحتى الأصدقاء في روسيا والصين وغيرها من الدول التي تخشى مواجهة الولايات المتحدة، والانكفاء على إعادة ترتيب البيت الداخلي سواء في تعزيز اللحمة الوطنية من خلال تخفيف القيود باتجاه إزالتها عن الزعيمين الاصلاحيين مير حسين موسوي (وزوجته زهراء رهنورد) ومهدي كروبي وتجميد النزاعات الهامشية بين الأجنحة والتيارات العاملة تحت سقف ولاية الفقيه، والضرب بيد من حديد على المفسدين حتى أولاد السادة المسؤولين.
وليس هذا وحسب، أبلغ الايرانيون زائريهم ومنهم بالطبع وزير الخارجية الألماني ورئيس الوزراء الياباني أنهم ليسوا في حاجة الى التفاوض مع ترامب في الظروف الحالية وهو يضع السيف على رقابهم، وسيعمدون اتخاذ سلسلة إجراءات لمواجهة تصاعد العقوبات غير القانونية وخارج قرارات مجلس الأمن علبهم، بتصفير اعتماد الموازنة على مداخيل النفط ومنتجاته كالبتروكيماويات، وحذروا في الوقت نفسه أن أي تصعيد عسكري سيقابل بأشد منه والبادي أظلم، وأنهم لن يبدأوا الحرب لكنهم هم من سيضع حداً لنهايتها.
وبينما استنكرت طهران الهجوم على الناقلات (التي تصادف أنها تنقل النفط الى اليابان) أثناء لقاء رئيس الوزراء اليابان بالزعيم الأعلى في البلاد آية الله علي خامنئي، ورأته مسرحية مفضوحة، فإن حلفاءها اليمانيون وجهوا ضربة بالطائرات المسيرة الى مطار أبها الدولي بالسعودية الذي تلقى قبل يومين فقط صاروخاً من طراز كروز، في رسالة لها أكثر من مغزى عن نوع الحرب التي ستشهدها المنطقة إذا أصر عليها الفريق باء!
فقد كان واضحاً أيضاً الحملة الاعلامية والحرب النفسية المصادة القوية التي يقودها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وقد وصفها اكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر الجمعة بحملة علاقات عامة قائلاً إن صدقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تتضاءل. وأضاف قرقاش :"تزداد إشارة وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى الفريق باء هزلية وتتضاءل مصداقيته يوما بعد يوم، العلاقات العامة ليست بديلاً حقيقياً للسياسات البناءة. وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالاً
تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء".
وجاءت تغريدة قرقاش كرد على أخرى نشرها ظريف قبله قال فيها :"بعض التفسيرات الخاطئة تستلزم توضيحاً: الفريق باء يخرب الدبلوماسية ويعتم على الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد إيران". 
علاقات عامة
ومع أن مايقوم به ظريف يتعدى كونه ديبلوماسياً الى "علاقات عامة" إذ يبدي وزير الخارجية الايراني اهتماماً كبيراً بإجراء لقاءات متلفزة ويستخدم تويتر للرد على ترامب وباقي أطراف الأزمة ويوجه لهم رسائل تحذير واقعية تنطلق من عمق الأزمة وعدم استيعاب الدول المحرضة على التصعيد تداعياتها كما يقول الايرانيون خصوصاً وأن ظريف أسماها وتحدث قادة الحرس الثوري علانية وبرسوم توضيحية أنها ستكون هدف ايران الرئيس إذا اندلعت الحرب.
وإذ يكرر المسؤولون الايرانيون أنهم غير متورطين بشكل مباشر في الأزمة اليمنية، وتؤكد مصادر موثوقة أن عمليات استهداف أنصار الله للمنشآت الاقتصادية (أرامكو الشهر الماضي) والمطارات هذا الشهر ، تمت بدون علم مسبق من طهران التي سارعت وباركت هذه العمليات بل وأعلن الرئيس حسن روحاني في تصريح ملفت أن بلاده تفخر بكونها تملك نفوذاً في المنطقة مشيراً الى استحقاقات التأريخ والجغرافيا ماسمح لوزير خارجيته ظريف ليقول إن دعم الشعب اليمني في مواجهة آلة الحرب والعدوان واجب على الجميع.
الحلفاء فقط !
‏وبعيداً عن التصريحات في العلن فإن الذين وصفهم ظريف بالفريق باء، يدركون أن وساطة رئيس وزراء اليابان تبدو مختلفة عن غيرها من الوساطات بعد تجاوب روحاني مع وجهةالنظر اليابانية، فعمدوا كما يلمح ظريف إلى افشال المهمة وإشعال الأجواء في الخليج ودفع المنطقة برمتها إلى الحرب، ذلك أن المستفيد الوحيد من تفجير السفن هو من يسعى لتفجير الحرب مع إيران للخروج من أزمته السياسية في واشنطن والعسكرية في اليمن..والانتخابية في تل أبيب، ومن هنا
يشن جمهور ايران على تويتر حملة تغريدات تدعو زعيم أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي الى ضرب مطارات من أسموها دول العدوان وأطلقوا هاشتاك (مطاراتكم مقابل مطاراتنا) والعين بالعين والسن بالسن، وهم يعيدون التذكير بتحذيرات سيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله لبنان من أن أي حرب على طهران "لن تبقى عند حدود إيران"، في وقت كانت فصائل عراقية توزع لافتات في الشوارع ببغداد والمدن تحمل صوراً لنصر الله مكتوب عليها " الحرب لن تبقى عند حدود ايران " بل ستشعل كل المنطقة، منبهة من أن هذا يعني أن المصالح الأمريكية "ستباح".
يشار إلى أن نصر الله وفي كلمة لمناسبة يوم القدس العالمي قال: "ليسمعني العالم جيداً، إن السيد ترامب والإدارة عنده وأجهزة مخابراته يعرفون جيداً أن الحرب على إيران لن تبقى عند حدود إيران".
وتابع "الحرب على إيران تعني أن كل المنطقة ستشتعل (...) وكل القوات الأمريكية والمصالح الأمريكية في المنطقة ستباح، وكل الذين تواطؤوا وتآمروا سيدفعون الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود".
والعاقل يفهم!
"القدس العربي"



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران ترد على سياسة التصعيد ضدها:صاروخ جواب صاروخ!
- الحرب بين واشنطن وطهران .. بالتصريحات!
- ايران تهدد بحرب مفتوحة إذا تطورت العقوبات الى عدوان عسكري!
- الحشد الشعبي العراقي يثير غضب المعارضة الايرانية في الخارج!
- خطة لاغتيال روحاني !
- -محطة الكذب الأخيرة- ..وثائقي إيراني يبعث رسائل غير مشفرة ال ...
- ظريف بعد الاستقالة : حصوننا مهددة من الداخل!
- من وارسو الى زاهدان ...تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران !
- -قناة مالية- للالتفاف على العقوبات الأمريكية ...الاٍرهاب لأو ...
- مأزق خامنئي في سوريا!
- ايران ترد على جولة بومبيو : مؤتمر وارشو .. من العراق !
- عمار الحكيم وفتنة- الفرات- !
- تطورات إدلب وشرق الفرات ..كل يغني على ليلاه !
- إيران: عام التحدي النووي!
- القوات الأمريكية في سوريا طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجي ...
- أمريكا أشعلت الحرب في اليمن فهل تساعد إيران في إطفائها؟ !
- إيران: جدل “الأموال القذرة” ينشر “الغسيل” في الخارج !
- إيران مدعوة الى تعزيز جبهة الداخل ولن تعتمد على نتائج الإنتخ ...
- هل تعيد العقوبات الأمريكية على إيران إنتاج -ثوريين-في إيران ...
- الانتخابات في العراق تزوير وتفاهمات وصفقات !


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - ديبلوماسية التخريب بين واشنطن وطهران والبادي أظلم !