أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - من يلعب عندنا بالنار ؟














المزيد.....

من يلعب عندنا بالنار ؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تعرض آلاف الدونمات من مزارع الحنطة والشعير في مناطق تكاد تغطي مساحة كامل التراب الوطني العراقي, تصاعدت الأتهامات لجهات متعددة بتدبير هذه الحرائق, لأسباب ارهابية او خيانية او انفصالية او مافيوية بحتة.
فقد وجه الأتهام, مرة, الى الدواعش الذين رسالتهم المعهودة التدمير والقتل, والى ميليشيات في الحشد خدمة لمصالح ايران الأقتصادية والى البيشمركة الكردية, خصوصاً في مناطق كركوك و المختلف عليها لأنتزاعها مرة اخرى لسلطتهم. ولسياسيين من المتاجرين بقوت الشعب ( مافيا ), مرة اخرى, لا بل حتى أتهم الفلاح ظلماً بحرق محاصيله.
الجميع يعرف ان الحنطة والشعير من المواد الأستراتيجية في اقتصاديات بلدان العالم كافة, المتقدمة منها والمتخلفة, وتحسب الحكومات حساب توفيرها كأولوية, حيث لا يمكن الأستغناء عنهما كمادة غذاء أساسية يحتاجها كل انسان ( الخبز أولاً ), وهما عماد الأمن الغذائي لكل شعب.
ورغم ذلك فأننا نتابع سوء التدبير الحكومي في معالجة المشكلة جذرياً. فقد انحصر الدور الحكومي, من خلال تصريحات مسؤوليها, في التقليل من شأن مخاطر هذه الحرائق والتهوين من تأثيراتها, بالتأكيد على محدودية جغرافيتها وكميات المحاصيل التي التهمتها, او النجاح في اخماد حرائق في مزارع اخرى.
ان الأكتفاء بالأعلانات والتبريرات لايحل المشكلة, وانما الحل يكون بالكشف عن المخربين الحقيقيين, بعد إكمال الجهات المختصة التحقيقات المطلوبة وتسليمهم الى القضاء لنيل عقابهم الصارم.
لكن يبدو بأن الجهات المعنية تعرف مشعلي الحرائق الكبار وتكتمهم علينا, كما تعودنا, عندما تعلق الأمر بالمسؤولين عن تسليم الموصل ومحافظات اخرى والأيزيديين وغيرهم من أثنيات عراقية الى ايدي الدواعش او في جريمة سبايكر وفساد صفقات السلاح وتهريب النفط والمخدرات واستيراد المواد الغذائية المنتهية الصلاحية لتسميم العراقيين بعد تسميم مياه دجلة لتنفق الأطنان من اسماكه بين ليلة وضحاها, وغيرها كثير مما تعجز الذاكرة عن ملاحقتها وتسطيرها... والأمر في النهاية سواء, سواء ادرجناها ام لا, فيكفي لو قامت الجهات المعنية والقضائية بالخصوص بفضح المرتكبين الحقيقيين لأية جريمة من المذكورة أعلاه لأنفرطت سلسلة المتحاصصين بأجمعها.
طبعاً من السهل على سياسي متنفذ او مسؤول حكومي ان يعلق إضرام هذه الحرائق بجيد ارهابيي الدولة الأسلامية الدواعش " بحبلٍ من مسد " و" كفى الله المؤمنين شر القتال ".
لكن ألا يعني ذلك فشلاً مدويّاً لكل الطبقة السياسية الحاكمة منذ 2003, وبعد مرورخمس سنوات من الذكرى المأساوية لسيطرة ارهابيو الدولة الأسلامية على الموصل, وبعد تقديم الآلاف من المقاتلين والمدنيين شهداء لتحريرها, ثم نشهد اعلانهم الرسمي بعودتها بزخم قادر على تهديد الكيان العراقي في مقتل من خلال حرمانه من مصدر اساسي لغذاءه وتهديد أمنه الغذائي ؟!
بهذه الحالة ستكون السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية, ثم قيادات الأحزاب الحاكمة طوال ستة عشر عاماً, هم اللاعبين الأساسيين بالنار بسكوتهم عن الجناة !!!
هكذا على الهامش, لا استطيع هضم إتهامات البعض للفلاحين بحرق محاصيلهم لغرض الحصول على تعويض, لأن الفلاح الذي حرث وبذر وسقى وسمّد وكافح آفات الزرع وامراضه وفرح بأول نبتها وراقب نموّها, وانتظر بشوق موعد حصدها, لايمكنه ببساطة الأتيان بهذا الفعل المؤلم له... لاسيما ونحن نعرف المعاناة التي يمكن ان يكابدها مع الروتين الحكومي والبيروقراطية والفساد الأداري والمالي في تحصيل التعويض المنشود, مما يجعل من عملية الحرق غير ذي فائدة, ولا تعود بربح مادي مجزي له... لكن قد يقدم على هذه الفعلة الدنيئة اصحاب الأقطاعيات الواسعة من الأقطاع المتبرجز الذي لايهمه ملأ بطون الجوعى غذاءاً بل ملأ جيوبه أرباحاً.







#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للشيوعيين سلطة الورد !
- السلام من مطلب نخبوي الى نزوع شعبي !
- شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !
- الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي... لعبة تليق بسُرّاق نفط !
- رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!
- الأحتمال المكين في قضية مخدرات الأرجنتين
- سِيلفي لواقعنا السياسي !
- غفاريو بغداد وغيفاريّوها !
- في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !
- السيادة الوطنية ودائرة الولاءات
- عادل عبد المهدي - انقلاب على الذات ام إذعان للإملاءات ؟
- زيارة السيد البارزاني للعاصمة بغداد... لا جديد !
- تسييس قضية سمك مسيّس !
- افتراءات ما قبل الأستيزار !
- الى أين يدفعون بالوضع في البلاد ؟
- هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟
- - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!
- قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - من يلعب عندنا بالنار ؟