أقمار تلك الأزمنة...


سلام كاظم فرج
2019 / 4 / 24 - 15:00     

أقمار تلك الأزمنة..
سلام كاظم فرج..
الإهداء إلى ( سعيد شفتاوي...)


لارئة معطوبة لدي...
ولا قلب كئيب...
أوجاع الزمن الفائت ركنتها في الجوار..
ونسيتها تماما..
وكل الهموم ليست لي...
انا السعيد ابن السعيد ابن السعيد..
ولي نسب في السعادات عريق !!
انا العراقي الغريق..
بعطر الحقول..
رئتي.. تستحم كل يوم..
بشذا الأخبار المفرحة..
وعيناي تبارك الوجوه البشوشة المجربة...
الممتلئة خبرة..
وذهول..
الراكضين كما الخيول صوب السفح أعرفهم..
والراكضون إن شئت مفعول به/ مقدم/ على كل.. الوعول..
وانا الوعل أوهيت قرني منذ خمسين ونيف..
حين صاحبت الخيول..
انا السعيد ابن السعيد ابن السعيد..
سأكون منذ اليوم بوقا للحكومة..
فقد تعبت من المعارضة يا ( سعيد...)..
............................
........................
وسعيد هو سعيد الشفتاوي صديق المراهقة والشباب.. اخترنا المعارضة لربع قرن لكل الحكومات التي عرفناها وما نلنا من معارضتنا لها سوى الخراب.. وذكريات جميلة في معتقل صغير لربع يوم ( شنو ها الضوضا؟؟)..
وداعا ياسعيد
ما نفعتني المعارضات
ولا نفعت شعب الفراتين العتيد.
بالأمس.. قرأت في الفيسبوك سؤالا لفتى جديد..
يسأل خبروني ماذا قدم اليسار للشعب .. ثم تهكم ( إفتونا مأجورين !!!
حقا يا سعيد؟؟
ماذا قدمنا ؟؟؟
وداعا..
غدا.. وحين يودعني الرجال الى قبري اوصيهم ان يكتبوا على شاهدته:
هنا يرقد من لم يقدم شيئا ))..))
سئمت المعارضة يا سعيد شفتاوي.
..
............
..................
لا أرغب ان أكون تبغا رديئا يمضغه_( الذي يسوا والذي ما يسوا)
انا راحل ياسعيد !!!!
.........................
(انتهت..)
ملاحظة من أجل الإبتسام : الذي يسوا واللي ما يسوا جملة شائعة تنطق بالعامية العراقية ولا تحتاج الى شرح او تفسير أما (شنوها الضوضا..)..فجملة تنطق بالعامية ايضا ترجمتها :ماهذه الضوضاء؟؟ لم تعد سوى ذاكرة سعيد شفتاوي تحتفظ بها فقد رحل الشخص الثاني الذي سمعها مع سعيد ذات ليلة من ليالي بعقوبة الجميلة.. سعيد شفتاوي وخليل المعاضيدي اعتقلا لليلة واحدة بتهمة خرق منع التجول عام 1976!!! والتهمة وحدها تبعث على الضحك حيث لم يكن يوجدمايعرف بمنع التجول آنذاك لكنها محاولة لتخويف السعيدين(خليل وسعيد..) ... وبدلا من ان يتركا اليسار واليسارية حولا تلك الليلة الى مزحة ممتدة.. .. فقد راحا يموسقان جملة مفوض الامن التي اطلقها (شنوهاالضوضا؟؟).. وقد استمرت محاولات اللعب على حروف مفوض الامن لسبع سنوات لا حقة .. انتهت بإعدام خليل المعاضيدي... والسلام عليكم ورحمة الله ...