أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - ما لم يقله الحلم .. قالته القصيدة














المزيد.....

ما لم يقله الحلم .. قالته القصيدة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 6156 - 2019 / 2 / 25 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


قليلة هي النصوص الايروسية في الأدب العربي الحديث وفي الشعر تحديدا لما لهذا الموضوع من حساسية مفرطة وخدش للحياء الاجتماعي المتوارث والمسور بالأعراف والتقاليد البالية وقليلون هم من كسر حاجز هذا التابو (المحرم) مثلما فعل الشاعر العراقي حسين مردان في مجموعته (قصائد عارية) التي أثارت زوبعة من ردود أفعال متشنجة وصلت حد تجريمه وتقديمه الى المحاكمة بحجة المساس بالذوق العام, وفي منتصف السبعينات نشرت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي مجموعتها الشعرية البكر (الكتابة في لحظة عري) كانت نصوصها بمثابة الصدمة للذائقة الرسمية المتعجرفة, ونشرت شخصيا عشرات النصوص الايروسية (هذا الولد مولع بالنساء) التي أقلقت ذوي الذائقة المتحجرة وأبهجت الكثير من القراء والمتابعين على صفحتي الشخصية علما أن التناول الإيروتكي أو الايروسي ليس غريبا على الأدب العربي القديم والذي كان يطلق عليه (علم الباه) الذي يكرس جل موضوعاته للجانب الجنسي وتجلياته علما أن الايروسية (نسبة الى ايروس ابن آرس وأفروديت آلهة الحب والجنس حسب الأسطورة اليونانية) تركز على الجسد وجموحه الجمالي فضلا عن تموجات الرغبة الجنسية العارمة التي تمتزج بأوج حالات العشق والغرام والوله.
سقت هذه المقدمة لأشير بحب وحرص لهذا النص الايروسي الباذخ في بوحه وجرأته للصديقة الشاعرة التونسية ريم قمري والذي وضعته على الغلاف الأخير لمجموعتها (ما لم يقله الحلم) وهو النص الأخير في المجموعة التي تميزت بقصر نصوصها وكثافتها وثيماتها المشتركة .
لن أعلق على النص كونه مكتفيا بذاته ودالا على مدلوله برشاقة الحرف وشغف البوح قبل الخوض في تفاصيل المجموعة الشعرية.
اغمد سيفك فيّ
يفيض ماؤك داخلي
لك الرعشة
لي الشهقة
لنا الامتلاء
ولي أن أتدفق من مائنا
خذني بجماع لهفتي اليك
واصعدني حين أطعنك
بصرختي فيك
ليكتمل الكون دهشة
وليلنا بلا انتهاء
قرأت هذه المجموعة (ما لم يقله الحلم) بشغف شعري خلل سويعات من التأمل والتجلي بعد منتصف الثمالة ( ثمالة الدهشة الشعرية) فوجدتها بحدسي الانطباعي نصوصا عاشقة, صادقة, جريئة بالرغم من قاموسها اللغوي البسيط مثل بساطة بوح الشاعرة كونها لا تتوسل بلاغة اللغة وفخامة المعنى إنما تتلمس الحب بكل جبروته وسطوته وتعيد أسطرته بعفوية عاشقة لا تأبه بجزالة الكلام ولا حياء الحريم بل تحاول الهمس والغناء والاحتفاء بكينونتها الأنثوية.
أنا الأكثر حزنا
الأكثر اخضرارا
الأكثر حضورا في الغياب
أنا مرآة كل نسائك الأخريات ص 9
ما لم يقله الحلم .. تقوله القصيدة بكل عنفوان الكلمة وبهائها وطرواتها وبكارتها من دون زخارف ورتوش وإكسسوارات وهي تتألق وتتأنق بالرغائب واللذائذ والشهوات وتجسد نشوة الجسد في أشد لواعجه المضمرة قسرا بفعل القمع المجتمعي المتزمت.
أنا امرأة بلا ذاكرة
من ماء دافق يكتبني شجني
كلما ضاجعت الوقت في غيابك
أنجبت شبيهك ص 7
الحلم نافذة الحياة .. والحياة مجموعة أحلام وكوابيس وحماقات .. والشعر ما بينهما كما تؤكد الشاعرة عبر هذا النص .
كشهوةٍ تعتقت أحتفي بالليل على مهلٍ
أتحسسُ ما تركته من شامات على جسدي
لا أعرفني .. لا أعرف مني إلا المرأة التي تعشقك ص 12
وريم قمري في هذه المجموعة - التي تزخر بفيض من البوح الوجداني - شاعرة حسية عتيدة مع سبق التحدي والهيام .
ليس لديّ ما أخبرك به
كتبت وصاياي على جسدك
كنا آخر الناجين أول العابرين
للضفة الأخرى من الشهوة
وكنت تعزف على أوتار جسدي
صامت هذا الليل
يصغي لثرثرة جسدينا ص 17
تحدي منظومة الذكورية المتجهمة .. والهيام بالبوح الأنثوي الصادم .. تصوغ العشق شعرا والشعر عشقا وهذا يحسب لها وسط كل هذا الخواء الروحي والخراب البنيوي بين ثنايا مجتمعنا الشرق أوسطي الأيل للعفونة والتفسخ جراء موته السريري .
أنا الأشهى كلما اغتسلت بصوتك
أفرد شعري مساء للعشاق
ليروك في جدائلي ص 18

وهكذا تسرف ريم في تأثيث أحاسيسها الأنثوية الجياشة وفق طقس عواطفها لتحتفل بأمومة جسدها بالكثير من الغنج الايروسي بلا تكلف ولا تزويق عبر مفردات دالة توحي بحميمة الجسد في لحظة شبق جنسي .
أعيد ترتيب الفصول
وفق طقس عاطفتي
أحتفل بأمومة جسدي
على يديك ص 24

أعتقد جازما أن هذه المجموعة بكل جرأتها وعفويتها وبساطتها وسلاستها تشكل أيقونة شعرية خالصة في الأدب النسوي العابر للتابوات ولها السبق في مضمار الايروس العربي لما تحمله من شحنات حسية دافقة وطازجة وصادمة أحيانا .
رائحتك العالقة في سريري
تروادني عن نفسي
أمر باسمك ليس بيني وبينك حجاب
إلا موج من أسئلة عاصفة
كلما مددت يدي لمستك / لمستني
عدنا أكثر ظمأ ص 35
وأخيرا يؤكد رولان بارت في كتابه لذة النص بأن ( الكلمة تكون شبقية بشرطين متعارضين هما : التكرار المفرط والحضور غير اللائق ) وهذا ما نتلمس بعض تجلياته في مجموعة ريم قمري (ما لم يقله الحلم)



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص الحب
- 3 نصوص في الهجر والهيام
- نصوص الهجر والهيام
- أضواء على الإسلام السياسي
- مسجات عراقية
- وخزات عراقية
- تحشيشات
- دردشة مع القاصة العراقية بثينة الناصري
- # رواية (المرآة) مزيج من الهجاء والرثاء للشيوعيين العراقيين ...
- (شجرة المر) رواية للكاتب العراقي حسن متعب
- بنات جسر يعقوب
- تغريدات عراقية
- # ما قل ودل من الكلام #
- ترى .. ما شأنك بيّ ؟ !
- ليلة حمراء في غرفة معتمة
- نقطة ضوء ...
- بوسترات انتخابية (6)
- بوسترات انتخابية (5)
- بوسترات انتخابية (4)
- بوسترات انتخابية (3)


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - ما لم يقله الحلم .. قالته القصيدة