أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديلمون كريم - الثقافة و عصر الحضارة الديمقراطية















المزيد.....

الثقافة و عصر الحضارة الديمقراطية


ديلمون كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر عصر الحضارة الديمقراطية، عصراً لكثرة الثقافات وتعديتها، ولحرية الآراء والأفكار والتسامح والعلنية. كما يعتبر أكثر العصور التي تستطيع فيها المجتمعات والثقافات تمثيل ذاتها في كافة المجالات السياسية منها والمدينة.أن احدى الاطروحات التي تستطيع أن تكون بديل للعصر القديم، ولون للعصر الجديد هو (الطرح الثقافي). الذي يعتبر العامل المحرك للعصر وللأنظمة وللشعوب، لقد تجاوزنا عصر الديانات والفلاسفة والقوميات والأحزاب والأيديولوجيات، ولكل عصر خصائصه المتعلقة به سواء من الناحية الفكرية أو العقائدية المتعلقة بالقيم الثقافية، إلا أن هناك حقيقة يجب التطرق إليها، آلا وهي أن معظم هذه العصور لم تستطع تمثيل كافة شرائح المجتمع بل انحصرت في تمثيل طبقة أو فئة واحدة، وعدم قدرتها على شمل كافة الفئات خلقت معها الكثير من الفروقات في الحياة وخاصة في عدم قدرة كل فئة العيش حسب ثقافته،فقسم من الناس محروم من ابسط حقوقه الثقافية، والقسم الآخر لا يتمتع بالعيش حسب ثقافته ورفاهيته فحسب،بل يخوض نضاله في سبيل فرض ثقافته وصهر الفئات الأخرئ في بوتقته.
وأستطيع القول بأن أبشع عمليات الإغتصاب والأستغلال هي محاولة القضاء على ثقافة الشعوب، لأن الثقافة هي دليل وجودها وعراقتها وبدونها لانستطيع القول بأن هناك شعب. ولاتخلو مسيرة التاريخ من الحروب والمؤامرات الهادفة إلى القضاء على ثقافات الشعوب وخير مثال على ذلك هي: الهتلرية الألمانية والموسولينية وهذان لايحتاجان إلى تحليل وبحث لمعرفتها.
وكذلك تظهر العنصرية الكمالية الممتدة في جذورها إلى برابرة الأتراك والسلطنة العثمانية وصولاُ إلى يومنا الراهن، ونظامه الحاكم الذي يتنكر لوجود الشعب الكردي والأقليات الأخرى، وهذه حال الشوفينة العربية المترسخة في النظام البعثي الحاكم والتي تمخضت عن مجازر جماعية كحلبجة مثلاُ.
أن الشكل الأخير للإستغلال والذي أصبح لغة السياسة والدبلوماسية ولغة الأنترنت والكمبيوتر، آلا وهي (الإنكليزية) حقيقة يجب أن نتطرق إليها. أن مايميز العصر الجديد هي خاصية (صدام الثقافات)، فبقدر أهميته ودور الثقافة،بذلك القدر تظهر كقضية أساسية أمام الشعوب وأنظمتها، حيث تتقارب الثقافات المتشابهة وتبتعد عن المتناقضة عنها.فسوف تخلق حرب ثقافياً بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب والتي ستخلق صراعات سياسيةً وأجتماعية ً وعقائدية التي ستصبح مشكلة العصر وبجانبها ففي الشرق ستخلق نفس الشيء وخاص الثقافات المتناقضة ومثال على ذلك : فالحرب الأسرائيلية الفلسطينة لسيت حرب على إحتلال الأرض أو استرجاعها، وأنما حرب بين ثقافتين متناقضتين، فاليهود يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، السامي الذي لا يقهر، ويريدون أن يكونوا مميزين بين كافة الشعوب، فحتى مجرد التفكير بهذا الشكل تعبير عن عدم المساواة مع الشعوب الأخرى، وجميعنا نعلم أن هذه المفاهيم اصبحت سبباُ في قتل الملايين من اليهود، والعودة إلى نفس التفكير اليوم أكبر خطأ في تاريخ اليهود لذلك عليهم أخذ أفكارهم ومعتقداتهم بعين الإعتبار، وخاصة من طرف المثقفين اليهود والجيل الجديد .وكذلك بالنسبة للعرب، إذ عليهم تجاوز أفكارهم وعنصريتهم البعثية لأنها بعيدة عن خاصية ومبادئ هذا العصر و ليس لها مكانة في العالم الجديد، وبالنسبة للأكراد أيضاً عليهم تجاوز القومية البدائية وهكذا بالنسبة لكافة الشعوب والاقليات الأخرى في الشرق الاوسط .فالشرق والغرب ستعيش صراعات لا مثيل لها في التاريخ بمعنى ستتضخم الثقافتين ومنهما ستخلق ثقافة أكثر حضارياً ومدنية ولكن ماهي شكل هذه ثقافة الجديد! ومن سيكون أكثر منتصراً في هذا الصدام !هل ستكون ثقافة العولمة الإوروبية والامريكية هي البديل.......! أم ثقافة الشرق الجديد والممتد بجذورها التاريخي والثقافة العريقة .......؟كل هذا تبقى للأيام القادم للأجابة على هذه الأسئلة.
يتوجب علينا التطرق أيضاً إلى قضية الدولة التي أصبحت آلة في فرض والقضاء على الثقافات عن طريق الضغط والقوة فالنظام الهرمي الذي يميز الدولة ويعطي شرعية لعدم المساواة بين الناس، فقسم أرستقراطي وآخر عامل، قسم عبيد وآخر سيد عليه، وهذا بعيد كل البعد عن القيم المعنوية والأخلاق الإنسانية، فثقافة الكذب والخداع والتسلط أصبحت شكل هذا النظام وأسفرت نتيجته عن مقتل الملايين من أبناء هذه الشعوب ونفي أبرز الشخصيات بحجة الخروج عن النظام المقدس إلا وهو نظام الدولة، والمحاكم التاريخية تثبت ذلك جيداً .
أما في وقتنا الراهن فإن أكبر المشاكل وأخطرها تتمثل في العنصرية القومية والشوفينية والبيوت البلاستيكية والمورثات(الجينات) وكذلك التقنية،لأنها إذا خرجت عن الحاكمية ستجلب معها الدمار الشامل،طبعاً عندما أتطرق إلى هذه المشاكل لا انكر الجانب الإيجابي الذي لعبته في تطور الحضارة ورفاه الإنسانية .إنني أؤيد شكل الدولة الديمقراطية لهذا العصر، لكن جوهر الدولة الموجودة لاتحمل ثقافة الديمقراطية، رغم قبولها في دساتيرها ويظهر ذلك جلياً في النواحي العلمية، فحسب قناعتي ليس المهم قبولها في الدستور ولكن المهم الوصول إلى الذهنية والمنطق الذي يمثل ثقافة الديمقراطية،فالشرق الأوسط بأنظمته (الملكية والأوليغارشية والتوقراطية)بعيدة كل البعد عن تلك الذهنية .
إن الحل الأنسب لهذه المرحلة هي دمقرطة الدولة، ولكنه ليس الحل النهائي، لأنني أؤمن بالمجتمع الأيكولوجي الطبيعي، فالشرق الأسط ومهما كان مستوى التخلف وأفكاره التي لاتنسجم مع العصر، ألا أنه هناك حقيقة راسخة يستطيع الشرق الأوسط من خلاله أن يكون بديل للحضارة الأوربية، وهي تخالط ثقافات شعوبها مع بعضها البعض مكونة ذخراَ ثقافياً لايستهان به. ومن جهة أخرى على جميع الثقافات أخذ جوانبها التي لا تتفق مع العصر بعين الأعتبار، فهذا لايعني التخلي عن القيم بل على العكس يعتبر ذلك خطوة نحو السمو والإتحاد مع العصر والوصل إلى ثقافة أكثر جوهرية وتطوراً وحضا رياً.
وهنا علينا أولاً: إيصال الشعوب إلى مستوى من الوعي و المعرفة من خلال التدريب والتعليم والوعي الثقافي وتجاوز الجوانب السلبية، والأهم من ذلك هو بناء المؤسسات المدنية في كافة المجالات حقوقية كانت أو علمية أو ثقافية او إجتماعية، وبناء بلديات حرة لتكون نموذج ثقافي وليتعلم الشعب كيفية إتخاذ القرارات السليمة وإدراة نفسه وتمثيل إرادته، وكذلك خلق ذهنية جديدة تتجاوز الذهينة الضيقة والمستندة على الأنظمة الحاكمة، والنظام الهرمي الذي هو عامل خارج عن طبيعة المجتمع ومتناقضة معه ، ذلك لخلق مجتمع يتأقلم مع الطبيعة وكذلك مع البيئة ومع الأفراد،أي التأقلم بين الفرد والفرد وبين المرأة والرجل وكذلك بين الثقافات والشعوب والمجتمعات. فالثقافة التي ستكون طرح وشكل العصر الجديد هي التي تستطيع أن تتجاوز كافة الدوغمائيات وتستطيع التأقلم مع الثقافات الأخرى في جو من التسامح والمساواة،واخذ الثورة العلمية والتقنية اساساً لها وإلى جانبه المفهوم الأخلاقي، ليشكل ثقافة الأم الكبرى، والتي تحتضن في داخلها كافة الثقافات بأشكالها وألوانها المختلفة، وتحمل الوعي الإجتماعي المستند إلى العلم والتقنية وتزخرف كل هذا بالأخلاق والروح المعنوية وتبقي القيم الإنسانية هي السائدة رغم كل التطورات والتغير ات.



#ديلمون_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديلمون كريم - الثقافة و عصر الحضارة الديمقراطية