أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - سوريا..من المنتصر؟!














المزيد.....

سوريا..من المنتصر؟!


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6113 - 2019 / 1 / 13 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حروب عصر ما قبل التكنلوجيا والإنترنيت, كان يسهل تحديد من هو المنتصر في النزاعات, فالنتائج واضحة ولا تحتاج لتوضيح, والمهزوم يقبل بشروط المنتصر.. اليوم ومع كل هذا التداخل في النتائج, لم يعد تحديد المنتصر بهذه السهولة مطلقا.
عندما بدأت "الحرب السورية" عام 2011, لم تكن حربا داخلية بالمعنى أو الصورة التي وصلتها لاحقا.. فقد بدأت بتظاهرات صغيرة وخجولة هنا أو هناك, وفي مدن بعيدة عن العاصمة, عرفت بوجود معروف للتيار السلفي فيها, لكن تلك التظاهرات صبغت بصورة مدنية تطالب بالحرية والديمقراطية لاحقا.. ساعد على كسبها التأييد, ما نقل عن قسوة النظام وتعسفه في الحكم, وسوء الحالة المعيشية للناس.
تطورت تلك الحرب بعد مرور عام أو أكثر, لتصبح حربا داخلية أهلية واضحة, كان اللاعب الأبرز فيها إقليميا.. وبرزت فصائل وأجنحة متعددة, من أقصى اليمين المتطرف, لأقصى اليسار المتفق مع الغرب وتوجهاته, وكادت الفصائل المسلحة أن تطيح بالنظام, بعد أن إستولت على مدن سورية كبرى, وأصبحت على مرمى حجر من دمشق عاصمة البلاد.
كان للتدخل الإيراني ودعم بعض الفصائل الشيعية, خصوصا بعد تهديد فصائل سلفية مدعومة من دول خليجية, بتهديم قبر السيدة زينب بنت علي, عليهما وألهما السلام, إبنة رابع الخلفاء الراشدين, وأبو الأئمة الإثنا عشر عند الشيعة, وهو واحد من أهم المراقد المقدسة لدى الشيعة, دورا في إعطاء الصراع بعدا طائفيا.. لكن هذا التدخل, كان لحظة فاصلة في إيقاف إنهيار النظام السوري.
كبرت اللعبة بعد ذلك, حينما تدخلت روسيا وبشكل مباشر, في قبالة تدخل معتاد أمريكيا وغير مباشر, عن طريق وكلاء وعملاء, فكادت أن تصبح حربا عالمية بالوكالة.. لكن تدخل روسيا, كان لإثبات الوجود, وإستعادة المكانة والنفوذ عالميا, وإستعراض عضلات رهيب.. تصاغرت معه كل قوى الدعم الإقليمية والتمويل والتسليح الجانبي, حتى الأمريكي منها.
نجح الدعم الروسي, في منح نظام الحكم في سوريا اليد العليا في الصراع بشكل واضح, فأستعاد النظام المدن الكبرى, وصارت له الأفضلية في أي مفاوضات تعقد, وساعده على ذلك, ما حصل بين قطر ودول الخليج, وتراجع الدور السعودي لإنشغالها بقضايا داخلية, تخص ولاية العهد وطريقة إدارة محمد بن سلمان للحكم.. فصار النظام يفرض شروطه, وتكاد قوى المعارضة تبحث عن سبيل لنيل ما يمكن من مكاسب من النظام, تضمن لها سلامتها فحسب.. وها هم العرب اليوم, يعودون خجولين لدمشق لفتح سفاراتهم, ويتحدثون عن دعوة سوريا للعودة للجامعة العربية!
رغم بقاء جيوب صغيرة لفصائل, بمسميات مختلفة لكنها بهوية سلفية داعشية أو تابعة لتنظيم القاعدة بالعقيدة والأفعال.. لكن النظام أحكم قبضته, وسيتنفس الصعداء ربما قريبا, لكن ثمن ذلك عليه سيكون باهضا, فعقوبات متراكمة على النظام وشخوصه, وتحكم بالقرار السوري وتواجد روسي طويل الأمد, وفاتورة طويلة لتكلفة الحرب.
هل هذا سيجعل النظام منتصرا في الصراع؟! وهل خصومه من دول الخليج ومن خلفهم خسروا الرهان؟!
ليس واضحا من المنتصر هنا, فثمن إستعادة النظام لقوته لا يوازي النتيجة المتحققة.. وخصومه لم يخرجوا خالي الوفاض من اللعبة تماما, فقد حققوا أهدافا مرحلية في الأقل, تهمهم كلاعبين يرغبون بالجلوس على طاولة الكبار, وأن رأيهم بات مسموعا في مصير المنطقة, وهو إنجاز لا يستهان به.
رغم صعوبة تحديد المنتصر.. لكن تحديد الشعب السوري كخاسر أكبر في هذا الصراع, قضية لا تحتاج لنقاش طويل أو تفكير معمق.



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة السنة في العراق
- إنهم يريدون إحراق البصرة
- خطوة تتبعها..خطوات
- حكايات -زرق ورق-.. ومحاكمة المطر
- مناصب الوكالة..إحتيال على القانون بالقانون
- ساستنا.. بين المحاور والمصالح
- عندما يباع الشرف.. مجانا
- لعبة أسمها الديمقراطية..وفخ مميت أسمه السلطة
- هل حان وقت العودة لبداية السطر؟
- المهندسون مرة اخرى..ودائما
- رحلتنا الطويلة بإتجاه الديمقراطية
- غباء فطري وموهبة.. أم سوء نية مبيت؟!
- حليمة وعاداتها القديمة
- إيران وإحتجاجاتها.. الدروس والعبر
- هل نحن بحاجة لمختار العصر..مرة اخرى؟!
- عندما قتل الجهل الإمام الحسين.. قديما وحديثا
- كيف تصبح مشهورا بسرعة
- كلام عاقل في زمن الجنون.. ام العكس؟
- عندنا نخرب بيوتنا بايدينا
- عندما يكون نقص الإدراك.. نعمة


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - سوريا..من المنتصر؟!