أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايهاب السنجاري - مؤتمر القمة الثقافي العربي وكسر ما ضد الثقافة














المزيد.....

مؤتمر القمة الثقافي العربي وكسر ما ضد الثقافة


ايهاب السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


يشهد الواقع العربي عامة احداثاً متسارعة ومتتالية على الساحة العربية تصاعدية تارة وتنازلية تارة اخرى مما يتطلب على المرء المواكبة لمعرفة كيفية قراءة الحدث لموازنة دفة السفينة للسير قُدماً نحو النجاة بواقع افضل ، وهذا صراع مستميت من اجل البقاء على القيم والمبادئ المستقيمة للنهوض بالواقع في ظل الأيادي الدخيلة والعابثة في خريطة الإنسان السياسية والإجتماعية والثقافية لتغيير الوجهة الصحيحة ، ولعل الأخيرة هي الأكثر تأثيراً .
وهنا سنتطرق الى جانب الثقافة على اعتبارها هي التي تبني الإنسان السوي فكرياً وتبني المجتمع المتفتح نحو الإرتقاء بالنفس والنفس الأخرى نحو السلام النفسي والمجتمعي ، ففي قراءة لكتاب مشكلة الثقافة للمفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي (1905-1973م) - دعوة للتعديل - يتضح بأن "الأزمات تبدأ من محاولات ازالة الجو الثقافي وتهميش المثقفين حيث شخّص بن نبي على مستوى العالم العربي الحالة بأنها " ما ضد الثقافة " تدليلاً على التخلف والذي لا يمتلك بحد ذاته ثقافة ؛ بل يتم بتحجيم القيم الثقافية إلى أدنى مستوى ابتداءً بتدني المستوى الأخلاقي للفرد مؤثراً على المستوى الاجتماعي، مروراً بانطواء الثقافة على ذاتها متجه بالحضارة نحو العدم، فالثقافة للحضارة كالدماء للجسد تغذيه وتصنع مناعته".
من هذ المنطلق النابع بالشعور بالمسؤولية تجاه المحافظة على نهج الحضارة التي نبعت منها اولى روافد القوانين والتشريعات والنظم والمحافظة على المجتمع ، يبدأ دور المثقف في تصحيح المسارات الخاطئة سيما بعد خروج دول عربية كالعراق وسوريا من ازمة فكرية متطرفة اطاحت بجيل كامل نشأ على الأفكار المتشددة التي بثها داعش الإرهابي في المناطق التي سيطر عليها .
وكما يقال في المَثل الشعبي اليد الواحدة لا يمكنها التصفيق ، لا يمكن للمثقف وحده ان يعدل المسار مالم يتم مشاركة الجميع كل حسب اختصاصه ، لكنه رغم ذلك نجده يبذل قصارى الجهد لتحقيق السامي من خلال الندوات ، المقالات ، الكتب ، اللقاءات الإعلامية .. الخ ، لكن هذا غير مُجدِ لما نتطلع اليه دون اندماج المساعي من قبل الجميع وتوحيدها لتحقيق الهدف ، فلا يمكن لأي مبادر ان يحقق مبادرته دون دعم وتأييد ، خاصة ان كانت مبادرة شمولية فتكون المسألة اوسع ، فالمثقف يعيش ضمن بنيات مجتمعية يتأثر بها و يؤثر عليها كالأسرة ، مؤسسات المجتمع المدني كافة والمؤسسات السياسية على اعتبار هذه الثلاثية هي الركيزة الأساسية لبناء ذلك المثقف اجتماعيا ، فعندما يحظى بدعم تلك البنيات لاشك ستحقق مبادرته النجاح المنشود ، واليوم لا دعم للمثقف ، لأننا لا نجد هذه الثلاثية تقوم بعملها بشكل صحيح – إلا ما رحم ربي –فأشباه المثقفين ممن يستعرضون كل يوم بمكتباتهم الفاخرة على مواقع التواصل الإجتماعي او شرائهم لكميات كتب كبيرة لا يقرأون منها سوى عناوينها ربما لا يقرأون عناوينها حتى ، نجد هؤلاء من يُسَلّط عليهم الأضواء لغايات شخصية لهم او لمن سلط عليهم تلك الأضواء ، يقفون على منابر ومنصات المؤتمرات دون قول جملة مفيدة في تركيبها ومعناها لإيصال رسالة ما ، هذا ان كان لديهم رسالة اساساً – بهرجة على الفاضي - ، فالمثقف الحقيقي نجده يصارع لوحده ، حتى قشته التي يتأمل بها نجاته من غرق تهميشه تبرع بها لطفل بين يديه كتاب (كيف يبقى الوطن على قيد الحياة) لمؤلف استشهد لقول كلمة حق.
ففي ظل تغييب دور هؤلاء المثقفين "الحقيقيين" في الوطن العربي عامة او محاولة تغييبهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة من قبل من يسعى لذلك الأمر – أي التغييب – سعياً لجهلنة الشعب كي يسرح ويمرح بخيرات الوطن يأتي مؤتمر القمة الثقافي العربي التحضيري الأول في محافظة ميسان – العراق وتحت رعاية منظمات المجتمع المدني الثقافية : دار القصة العراقية، مؤسسة جائزة العنقاء الدولية، المنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة، الشبكة العربية للتسامح، تجمع عقول ، جامعة ابن رشد في هولندا و هيئة رعاية الطفولة والشخصيات الوطنية وبدعم وزارة الثقافة والآثار والسياحة العراقية للفترة من 27 - 28 ديسمبر 2018 بحضور ومشاركة شخصيات عربية وعراقية ثقافية وأكاديمية وإعلامية وناشطين في المجتمع المدني بأوراقه ليقلب الطاولة على دعاة الجهل المبطن ويرفع يراع المثقف العربي في عرض و دراسة واقع الثقافة العربية والمثقفين في جميع المجالات التي استطاع بها المؤتمرون التشخيص و الخروج بتوصيات لمعالجة ذلك الواقع وفتح آفاق ورؤى بين البلدان العربية ورفع الحدود الفكرية بينها .
تعتبر هذه الخطوة انطلاقة فاعلة للأوطان لإعتلاء قمم المجد بأبنائها ومراجعة النفس بأن يعطى للمثقف دوره الفاعل في وعي المجتمع لتجنب الملوثين فكرياً من إختراقه وسرطنته من حيث لا يحتسب ، لذلك على اصحاب القرار الشد على يد القائمين على هكذا مبادرات وتسهيل الأمور ومشاركتهم بل ليكونوا هم من اصحاب المبادرات وان يرتقوا بوعيهم وان يختاروا الأشخاص دون محسوبية ، فالقضية اكبر من ان تكون مجرد دعوة حضور مؤتمر فهي ليست للنقاهة والترفيه بهل هي دعوة لحل معاضل قد تنال منك الآن او من ابنائك غداً ان لم تُحل ، الثقافة قضية وطن ، فدعوا تأريخ الوطن يذكركم بخير ..



#ايهاب_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا ذكرى
- المتنبي .. رساما ..!
- القاعدة... ما بعد داعش
- سياسة الحرق .. بين ضياع المعالم و إبقاء الأثر ..
- لا تعبثي ..
- و أتى آذار
- قديس تهيم
- شهقة صمت
- امرأة من قصيد
- عجعجة كأس
- تكوينتي انتِ
- تخبطات
- مبالاة راحل
- لقاء زيزفونة
- يا ليلتي
- ذاك الهوى
- تسو ... نامي بغداد !! 
- عَسفُ وَطَنْ
- (( وَسمْ ))
- ديكارتية الحوار


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايهاب السنجاري - مؤتمر القمة الثقافي العربي وكسر ما ضد الثقافة