أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - أثر التجربة الشعرية الطليعية لرفعت سلام وصدور النهار الآتي














المزيد.....

أثر التجربة الشعرية الطليعية لرفعت سلام وصدور النهار الآتي


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 23:35
المحور: الادب والفن
    



ينسج الشاعر المصري المبدع رفعت سلام نصا شعريا طليعيا، يقوم على تعددية الأصوات، وتداخلها في عالم المتكلم الداخلي، وتعددية الخطاب الشعري، وجماليات التجاور، والتداخل بين النصوص في فضاء الصفحة، وتفكيك المركز، وعلاقات الاستبدال بين الدوال، والصور، والأصوات في تداعيات الكتابة، والمزج بين العوالم الجمالية المتداخلة زمكانيا؛ فالصوت قد يستنبت في فضاء تصويري يحمل آثار الماضي، ولحظة الحضور معا، فضلا عن التداخل التصويري بين الفضاءات الكونية، وعوالم اللاوعي، وأخيلة اليقظة التي تعيد تشكيل الصوت في حالة تقع بين التأجيل، ومرح البدايات الأولى للنشوء.
يؤسس نص رفعت سلام – إذا – لطبقات من الاستبدالات المحتملة في بنية الصوت الشعري، وفي مستويات الخطاب التصويرية / الكونية التي تحتفي بالتناقض النيتشوي الإبداعي، وبالنشوء الجمالي المختلف، والمتكرر في التداعيات النصية؛ وهو ما يؤكد النزوع إلى المحاكاة الساخرة ما بعد الحداثية باتجاه مدلول الذات من جهة، وتفكيك أصوات الماضي من داخل عودتها الجمالية الاستعارية في لحظة الحضور من جهة أخرى؛ فهي أصوات تمثيلية طيفية ملتبسة بالمتكلم، وبحياة العناصر الكونية المجازية في القصيدة.
وقد تستدعي الأصوات واقعا حلميا متخيلا، أو تستشرف واقعا تصويريا تأويليا للحظة الحضارية الراهنة، أو الماضية، ولكن في سياق جمالي كثيف، وقد تستعاد بكارة الماضي بما يحمله من صخب، وبهجة، وتدمير، وصرخات، ولكن في تداعيات الكتابة، وتحولاتها، وصيرورتها التي تؤجل مركزية المدلول؛ مثلما في تصور دريدا، وتأكيده لمدلول الأثر في الكتابة الأولى؛ فالصوت يمتزج بالأثر الجمالي المتحول عند رفعت سلام؛ إذ يعلن الصوت التمثيلي عن حضوره الجمالي بينما يحمل آثار الغياب، والتداخل مع الآخر المحتمل، أو الآخرين المحتملين خارج مركزيات الموت، والحياة، والبنى الزمكانية.
ويحتفي نص رفعت سلام بالبنى التشكيلية الجمالية في فضاء الصفحة من جهة، وبالرسوم التشكيلية التي تقع في قلب النص الشعري، وتنوع خطاباته من جهة أخرى؛ فنجد علاقات التجاور، والتداخل في فضاء الصفحة في دواوين إشراقات، وكأنها نهاية الأرض، وحجر يطفو على الماء، ونعاين التصاوير، والدوال التشكيلية؛ مثل صورة حورس، والديناصور، والجعران، والأنثى في ديوان حجر يطفو على الماء؛ وهو ما يؤكد سعي النص لاستنزاف مركزية الخطاب، ومركزية بنية المتكلم نفسها التي تتداخل مع الحضور التمثيلي المحتمل للأصوات الكثيفة المجازية المحتملة.
يقول في ديوان حجر يطفو على الماء:
"لا أموت و لا أحيا ، كأنني الرخ أو العنقاء ، مطلق ، واحد في الخواء العذب . ماتوا جميعا كل من أحببتهم ، و بقيت وحدي في قفار الأرض عاريا منتصبا ، تعبث الرياح بأغصاني الذابلة ، تبول على جذوري الكلاب و تمضي ، لا ظل لا ثمر ، أيها الوقت الحجر ، هربت مني إلى الجهة العمياء ، تركتني كسنط عجوز".
الصوت هنا تمثيلي، يختلط بالعناصر الكونية، وأسطورة الرخ، وأخيلته، وحكاياته، ويراوح الخطاب بين تمثيلات الصوت المتكلم التصويرية، وتجليه كشجرة في سياق شعري كوني، يجمع بين بهجة التكوين، والنهايات المحتملة المؤجلة؛ إنه تناقض نيتشوي بين صورتي أبولو، وديونسيوس، بين البهجة والغياب، أو التمزق المحتمل.
إن صورة الشجرة تفكك مركزية الكينونة حين تخلو من الثمر، والظل؛ وكأنها فضاء يحمل أثر التجسد الطيفي، والاختفاء معا؛ الشجرة تعيد تشكيل كينونة المتكلم، وتحمل أثره، وتستبدله.
هكذا يؤسس مشروع رفعت سلام لتجربة شعرية تحمل شبكة واسعة من تقنيات التجريب في قصيدة النثر المعاصرة؛ فالنص – عنده – يحتفي بالصيرورة، ويقاوم النهايات.
وقد أحسن الشاعر و المسرحي المبدع أحمد سراج حين جمع دراسات نقدية، وشهادات عن تجربة الشاعر رفعت سلام، وعن دواوينه في كتاب حرره بعنوان النهار الآتي، صدر عن دار الأدهم بالقاهرة سنة 2018، قدم للكتاب د. محمد عبد المطلب، وأحمد سراج، وقد تضمن دراسة لي، ودراسات لأساتذة ونقاد، وشعراء؛ مثل محمود أمين العالم، ود. اعتدال عثمان، ود. محمد عبد المطلب ود. محمد فكري الجزار، وصلاح بوسريف، وإدوار الخراط، وعبد الله السمطي، ود. رمضان بسطاويسي، ود. عادل ضرغام، ود. شريف الجيار، ود. بهاء مزيد، والشاعر محمد فريد أبي سعدة، وبعض الشهادات لكتاب ونقاد مثل د. أمجد ريان، وعلاء الديب، وعزمي عبد الوهاب.
وأرى أن كتاب النهار الآتي يمثل إضاءات، وتأويلات كاشفة لمشروع رفعت سلام الطليعي، وأثره في المشهد الشعري العربي، والعالمي الراهن.



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجريب، والاختلاف، وثراء لغة النقد الأدبي .. قراءة لمختارات ...
- تفكيك الحدث، و تعدد مستويات الواقع في قصص من أمريكا اللاتيني ...
- أشكال التجاوز، وتداخل الثقافات في خطاب د. نهاد صليحة النقدي ...
- الخنادق .. مسرحية قصيرة للعرض في الشارع
- الذات، واستعادة قوة التراث القديمة في رواية المريض العربي له ...
- الأشياء الصغيرة كمؤولات للذات و العالم قراءة لديوان باقة للو ...
- كثافة الشخصية، وتعدديتها الفنية في رواية القتلة يحتفلون بالف ...
- الصوت بين التأجيل والاختلاف في عالم علاء عبد الهادي الشعري . ...
- تشكل إبداعي للتجربة الأنثوية في ديوان على طريقة بروتس لحنان ...
- صوت الشاعر بين الأصالة، و التجدد، و إيحاءات المكان
- توتر الشخصية في اللحظة الحضارية الراهنة في رواية أخبار قرية ...
- ثراء العالم الافتراضي للشخصية في قصص مجيد طوبيا
- الثراء، و التناقض في بنية الشخصية الروائية في (كلاب الصيد) ل ...
- تعدد مستويات الذات في القصيدة .. قراءة لبعض أعمال شعراء العا ...
- الشخصية الروائية، و الانحياز للحياة في رواية (أبو جلال 2000) ...
- الأصالة المستمدة من روح المكان، و الاتصال بالثقافة العالمية ...
- حياة إبداعية ثرية للهامش في ديوان (معجم الغين) لعلاء عبد اله ...
- نحو تشكيل صوت داخلي، و زمن خاص في رواية (سفر اليقظة) لشطبي م ...
- بين النزوع الإنساني، و اتساع النظائر الجمالية للنوع ... مدخل ...
- بين النزوع الإنساني، و اتساع النظائر الجمالية للنوع ... مدخل ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - أثر التجربة الشعرية الطليعية لرفعت سلام وصدور النهار الآتي