عن ( لا كهانة في الإسلام ) : الإسلام قوميةٌ - عربية - إستعمارية ..


هيام محمود
2018 / 8 / 8 - 13:59     

نقلت الكتب الإسلامية أن الكهّان كانوا مُنتشِرين في كل أنحاء شبه جزيرة العرب وكان كل كاهن ينزل عليه شيطان / جن يأتيه بخبر السماء وكانوا المسؤولين على الطقوس في الكعبات ( مثل الكاهن وكيع ) والتي كانت تسمّى "طواغيت" وهي مراكز العبادة في ديانة الجن , هؤلاء الكهّان كانوا أعمدة ديانة الجن العربية التي تُعَدّ من أهم مصادر الإسلام إضافة إلى الديانة النجمية ( الله وزوجته اللات وبناته مناة والعزّى ) , وكانوا مُوقَّرين ومُؤثِّرين وما أسلوب القرآن إلاّ اِقتباس لطريقتهم في السّجع والقسم والحلفان والغموض .

الجن كانت مُعظّمة أكثر من الملائكة حتى عُبِدتْ في كعبة مكة ( العمرة لأساف ونائلة كاهنا الجن وكذلك عند الصفا والمروة / عبادة حيّة في الكعبة وتقديم الهدايا لها .. إلخ ) وفي المزدلفة ( عبادة الشيطان قزح طلبا للمطر وقد كان له تمثالا موضوعا في الكعبة ) , ونرى تأثير ذلك على القرآن الذي فيه مثلا سورة للجن إضافة إلى الأعمال الخارقة لشياطين سليمان والتطابق بين الله والشيطان في آيات كثيرة , وفي السيرة والأحاديث كتشكّل جبريل في صورة دحية وهي من عقائد ديانة الجن التي تقول بتشكّل الجن في صورة إنسان أو حيّة أو إبل إلخ .

محمد كان من عائلة شعوذيّة عريقة فآمنة أمّه قد رقته والرّقاة هم أعتى الكهّان ويستعينون بالجن ليرقوا , عمّة آمنة ( سودة بنت زهرة ) كانت كاهنة الجن لقريش ويذكر برهان الدين الحلبي في سيرته أن عبد المطلب جَدّ محمد أراد تزويج عبد الله من آمنة تقرّبا من سودة وهو دليل من أدلة أخرى كثيرة أنه كان من عبّاد الجن مثل حفره زمزم لإساف ونائلة وقصة ذبح عبد الله عندهما , هاشم كان في بيته ( بين الصفا والمروى ) تمثالين لإساف ونائلة , خديجة وزوجها النَّبَّاش الذي كان كاهنا أيضا , محمد نفسه كان كاهنا للجن مَدَحَه أبو طالب قائلا ( وراقٍ ليرقى في حِراءَ ونازِلِ ) .. إلخ .

يقول ابن خلدون أن العرب يرون في النبوّة وسيلة للملك , أنبياء الإله ( رحمن ) كانوا كهّانا للجن كمسلم بن حبيب ( رحمن اليمامة ) الذي سيطر على اليمامة والأسود العنسي ( رحمن اليمن ) الذي سيطر على مذحج في اليمن ؛ الاثنان اِدّعيا النبوّة قبل محمد الذي دعا إلى نفس الإله بعدهما ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا / الفرقان60 / القرطبي : أي ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة , يعنون مسيلمة الكذاب ) وفي الحديث ( إني لأجد نفس الرحمن من صوب اليمن ) و ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) . عبادة الرحمن أصلها اليمن ثم اِنتشرت من جنوب الجزيرة إلى شمالها وكذلك كهّانها = أنبياؤها وكلهم عندهم شياطين / جن تأتيهم بخبر السماء أي وحي من الإله ( رحمن ) .

عقيدة اِقتران الكهّان والأنبياء بالجنّ المُوحي إليهم عقيدة عربية أصيلة في تلك الأزمان وكذلك الشعراء ( أهم الشعراء كالأعشى والنابغة وأميّة بن أبي الصلت كانوا يقولون أن عندهم جنّ أو رئي يوحي إليهم الشعر ) ؛ بالعودة إلى قول ابن خلدون وإلى أهميّة هؤلاء الكهّان وقيمتهم عند العرب نفهم أن محمدا لم يكن إلا واحدا من هؤلاء ( شيطانه الذي لا يأمره إلاّ بخير ) ولذلك قال محمد أنّه رسول للجن وأن الجن إخوان للمسلمين وأنّ خبر السماء اِنقطع ومُنِعتْ الجن من اِستراق السمع عند بعثته فهو النبي الأوحد الذي يأتيه خبر السماء عن طريق جنّه جبريل وباقي الكهّان [ = الأنبياء ] كذبة : كل الكهّان كذبة , أنا الكاهن الوحيد الذي يجب أن يُتبعَ ويُصدَّق وفي الحديث الصحيح يقول ( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل على محمد ) .

الحقيقة إذن عقائد بدوية بدائية وسلطة مركزية مطلقة لمحمد وليست دينا كما يعتقد المسلمون : هذا هو المعنى الحقيقي لـ ( لا كهانة في الإسلام ) الذي يُسوّقه اليوم خصوصا السنّة مُحَرِّفين معناه لمهاجمة المسيحيين والشيعة في حين أن كل الأديان كهنوتية وبالأخص المسيحية وديانة الجن العربية أي الإسلام .

محمد اِحتوى كل الأديان الموجودة في دين واحد واِدّعى أنه نبيّها الأوحد ( ديانة الجن , ديانة التوحيد النجمي العربي كتوحيد الحج وآلهته العديدة في إله واحد هو الله , الأحناف وزعيمهم المؤسس للحنفيّة زيد بن عمرو بن نفيل أستاذ محمد وكاهن الجنّ الإباحي ( تزوّج من زوجة أبيه : نكاح المقت , وكان من الحلّة الذين يطوفون بالكعبة عراة عكس الحمس ) والذي كان الأوّل الذي قال أن إبراهيم أسّس الكعبة وطقوس الحج وأخذ زيد مكة قِبلته بدل أورشليم , الصابئة المندائية التي كرّمها في مكّة ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) , الصابئة الحرّانية التي أخذ منها رمضان , الدهريون ( الله هو الدهر ) : محمد اِستقطبهم بقوله إلهي الله هو إلهكم الدّهر , اليهود : يهوه = الله , النصارى الذين طوّروا الحنفيّة كورقة بن نوفل ( رفض صلب المسيح , القبلة أورشليم .. ) , الصعاليك الذين اِحتواهم وتبنّى فلسفتهم , الزرادشتية التي أخذ منها الكثير من العقائد والتشريعات ( كالمُحلّل ) وتعظيم شخصه كزرادشت ( أشرف الخلق ) , المانويّة مدّعيا أنه الباراكليط مثل ماني وأن كل كتاب قبله مُحرّف وأن كل الأنبياء الذين سبقوه كانوا مسلمين ؛ ماني = كانوا مانويين .. )) .

هدف محمد الوحيد كان توحيد القبائل العربية المتناحرة تحت راية كاهن = نبيّ واحد : تأسيس دولة للعرب تحت قيادة قريش ونواياه كانت واضحة منذ الحقبة المكيّة حيث قال : ( أمعطي أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب , وتدين لكم بها العجم ؟ ) والكلمة الإيمان بإله واحد : الله , وبكاهن واحد : محمد .. ويمكن أن نجزم هنا بأنّ الإسلام دعوة قومية متلحّفة بالدين , وبعد توحيد العرب يُشرَع في تأسيس الإمبراطورية ومن ذلك قوله في مكة وقبل نزوحه ليثرب : ( أفتجعلون لله عليكم إن هو أبقاكم حتى تنزلوا منازلهم وتستنكحوا نساءهم وتستعبدوا أبناءهم ) : الدعوة قومية وأيضا توسّعية تحت مُسمّى الجهاد المفروض من السماء .

إذا أردنا أن نخرج بمجتمعاتنا من وضعها الحالي , على نخبها أن تعرف أولا حقيقة الإسلام ويخطئ من يتصوّر أن الإسلام يمكن التعاطي معه دون التعاطي مع عروبته : لا يمكن ومستحيل أن نتقدّم ونحن نرى أنفسنا عربا ولسنا بعرب .

....

عن .. ( علاء ) دون تصرف .