عروبة وإسلام ورأسمالية ويسار ( عربي ) وإسرائيل ..


هيام محمود
2018 / 6 / 10 - 04:34     

( 1 )

يستحيل أن يتخلص العالم "العربي" الإسلامي من الدين وثقافته لأسباب عديدة لعل أهمها :

1 - عامل داخلي "ذاتي" : العروبة وهويتها "العربية" المفروضة إنتاجها الوحيد "دين" وفخرها الوحيد "دين" وكما أدخلها الدين للتاريخ وسمع بها العالم في وعيها الباطن غياب الدين سيشكل فناءها وخروجها من التاريخ لذلك يستحيل أن يتنازل "العرب" عن الإسلام ولذلك نجد في بلداننا الشيوعي الشيعي والشيوعي السني والشيوعي .. القرآني !

2 - عوامل خارجية :

- الرأسمالية العالمية التي لا ولن تسمح بتقليم مخالب الإسلام حتى لو نضب النفط , الرأسمالية والدين حليفان لا يفترقان إلا بالقضاء عليهما معا ومن سيقضي على الرأسمالية الغربية ؟ روسيا الأرثدوكسية الرأسمالية أم الصين السائرة في طريق .. الرأسمالية ؟ أم .. "اليسار العربي" ؟

- إسرائيل الدولة "الدينية" التي تأسست على خرافة دينية .. إسرائيل عكس ما يحلم به السذج لا ولن تَفنى وباقية إلى الأبد , اِستمرار إسرائيل اِستمرار لِـ "الدين" اليهودي واِستمراره اِستمرار للمسيحية والإسلام و .. العروبة .

أي ..

إلى الأبد سنبقى متخلفين وفي مزبلة الأمم , وإلى الأبد سنسمع الأسطوانات المشروخة للإخوانجية وإخوانهم العروبيين أقصد الغالبية الساحقة من "اليساريين" بكل أنواعهم ؛ وأنا لا أعلم حقيقة كيف يتجرؤون على الادعاء بأنهم سيقضون على إسرائيل ؟ والأغرب أنهم يصدقون مزاعمهم تلك ! والعجب العجاب أن ذلك سيتحقّق لهم بماركسيتهم البدوية أي "العربية" :

- كلهم يقولون ويعرفون أنّ أمريكا وإسرائيل وكل الأنظمة الحاكِمة لبلداننا أعداء لشعوبنا , لكن عقولهم تتوقّف عند التعاطي مع هذه الأنظمة الخائِنة للشعوب والعميلة للرأسمالية مع أن النظرية التي تَحكم بها واضِحة جليّة : عروبة - إسلام !

- أمريكا , إسرائيل والعروبة - إسلام الكل سواسية أعداء .. لكنهم يستثنون العروبة التي لا علاقة لها ببدو الخليج وبالمبدونين حكامنا كما يدّعون .. أعجب حقيقة كيف يَقبل "اليساريون" وأغلبهم "كفار ملحدون" هذه العروبة وكيف لا يتساءلون لماذا لم يُوجد حاكم واحد منذ أن سمع العالم بشيء اِسمه "عرب" .. حاكم واحد "شريف" وليس لص ومجرم واِبن ستين كلب ؟!

( 2 )

بُنيتْ دولة إسرائيل على أسطورة كتبها كمشة بدو , سأفترضُ أن التوراة ليس لها وجود وسأسأل السؤال التالي : العالم المُسمَّى "عربي" كله عن بكرة أبيه مَبني على الإسلام وتخاريفه , الإسلام يقول أن ذلك المكان المُسمّى فلسطين أرض اليهود التي كتبها إله الكون المزعوم منذ الأزل لليهود - هذا لو تجاوزنا الترهات الإسلامية الأخرى التي تتكلم عن ما بين النيل والفرات !! - , ألا "يحقّ" للإسرائيليين أن يقولوا للعالم "العربي" أنّنا أخذنا "أرضنا" مُعتمدين على ما قاله إلهكم ؟ .. أنا أمضيتُ حياتي كلها في أستراليا مثلا , في الأردن توجد ضيعة كل سكانها يقولون أن تلك الضيعة ملكي , ذهبتُ إلى الأردن وأخذتُ ملكي ثم أرسلتُ لأهلي وأصدقائي وأسكنتهم في ضيعتي .. من الملام هنا أنا أم من قال لي أن تلك الضيعة ملكي ولا يزال إلى اليوم يقول ويعيد أن تلك الضيعة ملكي ؟! أم تريدونني أن أتنازل عن أملاكي لِـ "الغرباء" و "اللصوص" ؟

يستحيل أن تُحلّ قضية فلسطين والإسلام يحكم الجميع حتى اليساريين .. غريب جدًّا أن أرى "شيوعيًّا" يُمجِّد المهلكة البدوية وآخر يتزلّف لإيران والأغرب كيف يُطلقون عليه لقب "رفيق" عوض أن يُسمّونه "سنّي" أو "شيعي" .. غريب وعجيب أن يصدر ذلك من "ملحد" خصوصا وأن الكثيرين من السنة لا يُمجِّدون آل إرهاب وأيضا الكثيرين من الشيعة لا يتزلّفون لملالي الخراب !

لمن تجاوز كل الأوهام أقول : تعلّم من إسرائيل كيف لم تَستغنِ عن خرافتها الدينية سبب وجودها , إسرائيل الدولة "العظمى" وليس "الكيان" كما يصفها عباد الأصنام الصحراوية .. لا يمكن ويستحيل أن يَستغني من يَنطلق من أرضية العروبة عن الإسلام سبب وجودها حتّى لو أصبح ذلك "الوطن العربي" الوهم دولة عظمى كإسرائيل .. اليساريون "الملحدون" كلهم عروبيون لذلك لا ولن يستغنوا عن الإسلام سبب وجود واِستمرار الخرافة التي ينطلقون منها .