قبلة أخيرة و .. لسان !


هيام محمود
2018 / 6 / 7 - 23:21     

اليوم أموتُ
لا أحد سيعود
لا أحد سيرجع
حبيبي ... قبلة أخيرة
حبيبتي ... ضمة أخيرة
أو
لتكن قبلة أولى و
أخيرة ...

.

اليوم سرنا على الشاطئ : أنا , هي , هو .. توسطتهما كما اِعتدنا .. كنا ننظر أمام أقدامنا ونمشي دون كلام .. صوت البحر جميل آنسنا ونور القمر لم يستطعْ تحويل أنظارنا إلى الأمام , بعيدا عن الأقدام ..

سمعنا لِسانا يُغنّي عن قامته المنتصبة ..

رأينا نور القمر يَغيبُ ثم يعود ليُنير ذلك اللسان .. كل شيء حولنا كان ظلاما إلا ذلك اللسان .. نظرنا فقال : "هكذا أمشي" ..

كان لسانا بلا قامة , لا رأس له ولا جسد , لسان تُغطّيه حبّات الرمل حتى صار أصفرا كأنه قيح .. كانت تظهر عليه السعادة والنخوة , ورغم أنه لم يتحرّك من مكانه إلا أنه ظلّ يُغنّي ويُعيد ويصرخ ويُعيد : "هكذا أمشي" ..

ضحكنا واِقتربنا منه .. وقفنا أمامه ثم جعلناه في وسطنا وبدأنا نجري ونطوف به .. جرينا وجرينا .. طفنا وطفنا حتى تَوقّف عن النهيق ..

ثم ..

حملنا بعض القش ووضعناه عليه ثم أضرمنا النار فيه .. بقينا قليلا حتى فاحتْ رائحة الشواء .. كانت لذيذة وكنت جائعة فأكلتُ وأكلنا ثم عدنا كما كنا قبل أن يُقاطعنا ..

مشينا على الشاطئ .. كنت في الوسط وكانا عن يميني وعن شمالي .. وكان البحر .. وكان القمر .. وكنا ننظر للأفق البعيد ..