أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - الصراع على الشرق الأوسط















المزيد.....

الصراع على الشرق الأوسط


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 5870 - 2018 / 5 / 12 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نستعير عنوان كتاب الصحافي والباحث البريطاني الشهير الراحل باتريك سيل (صدر عام 1988)، للإشارة إلى المرحلة الراهنة، المستمرة والمتفجرة، من هذا الصراع الذي تصاعد خصوصاً، بغزو العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة وبعض حلفائها، في أوائل شهر نيسان من عام 2003.
خضع الشرق الأوسط لاحتلال واستعمار مباشرين على امتداد قرون طويلة، كان آخرها الاحتلال العثماني الذي امتد لنحو 500 سنة. تبدُّل التوازنات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى، أحلَّ السيطرة البريطانية والفرنسية مكان السيطرة العثمانية لنحو أربعة عقود كانت نهايتها، عملياً، في غزو مصر عبر ما عرف بـ«العدوان الثلاثي» عام 1956. تكسّر ذلك العدوان على صخرة صمود الجيش والشعب المصري. عاندته، أيضاً، التوازنات التي انبثقت من الحرب العالمية الثانية لتُحلَّ الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وريثين جديرين للإمبراطوريات القديمة (كلٌ لأهدافه وعلى طريقته)، وأبرزها بريطانيا وفرنسا، في العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
المشروع الصهيوني في فلسطين، الذي كان إحدى أدوات السيطرة على الشرق الأوسط، والذي نشأ في كنف ورعاية الاستعمار البريطاني وبدعم من الاستعمار الفرنسي، لم يسقط بانهيار النفوذين البريطاني والفرنسي. هو واصل الحصول على الدعم غير المحدود وغير المشروط من القوة الاستعمارية الصاعدة في العالم، وهي الولايات المتحدة الأميركية، وتمكّن من نيل اعتراف غير مبرّر من قبل الاتحاد السوفياتي، القوة الكبرى الثانية في العالم، في مرحلة ما بعد هزيمة النازية والفاشية.
افتقر الوضع في الشرق العربي بنحو خاص، إلى أدوات حماية وقوة داخلية محلية خاصة به. لم يسمح تطورُه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري، إلا عبر محطات محدودة، بمحاولة امتلاك زمام أمره. أبرز تلك المحاولات التجربة الناصرية التي سعت، تباعاً، إلى بلورة عملية تحرر متكاملة، ببعدين اقتصادي وسياسي، وبأدوات تعبئة ومواجهة ذات مدى عربي قومي، ومدى تحرري قاري عبر تحالفات «مؤتمر باندونغ»، ودولي عبر صفقة كسر احتكار السلاح وعبر علاقات مستحدثة مع الشرق الاشتراكي... وبالتالي التوجُّه لبلورة خيار مستقل عن القوى الاستعمارية القديمة والجديدة. انتكست التجربة الناصرية في عدوان عام 1967. انهارت برمتها على يد الرئيس أنور السادات، خصوصاً مع توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» مع العدو الصهيوني، برعاية أميركية مباشرة، عام 1978.
منذ ذلك التاريخ تمزق الموقف العربي وتعطلت الأطر التي كانت تنظم الاتفاق والخلاف بين دوله وحكامه، وخصوصاً «جامعة الدول العربية». انهيار الاتحاد السوفياتي، بدءاً من أواسط الثمانينيات، ترك على مسار القوى التحررية، على امتداد العالم وبشكل خاص في منطقتنا، آثاراً أكثرها مأساوي. بالارتباط بذلك كانت اتفاقيتا «وادي عربة» و«أوسلو» مع العدو الصهيوني بضغط وتدخّل أميركيين، فيما واصلت القيادة السورية برئاسة حافظ الأسد رفض توقيع معاهدة مماثلة نظراً لاختلال التوازن مع العدو الصهيوني، واكتفى الأسد باتفاقية فصل القوات، ساعياً إلى بناء توازن مختلف على المستويات كافة. استفاد الرئيس السوري، بنحو خاص، من دوره ونفوذه في لبنان للتأثير في مجمل مشهد الصراع، وخصوصاً مع العدو الصهيوني، حيث أمكن في امتداد هذه السياسة، وبسبب نشوء المقاومة في لبنان، بدعم سوري وإيراني وسوفياتي، تحقيق نجاحات متفردة، أُرغمت بسببها إسرائيل على الخروج مهزومة من لبنان من دون قيد أو شرط.
مع انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات، باتت واشنطن القوة العظمى الوحيدة في العالم. صاغ «المحافظون الجدد»، بغطاء الرئيس جورج بوش الابن، خطة متكاملة لوضع القوة في خدمة الهيمنة الاقتصادية والسياسية. في هذا النطاق جاء العدوان على العراق واحتلاله، بشكل شبه منفرد ومن دون موافقة دولية. عدم نجاح هذه الخطة وإخفاقها في كل من العراق وأفغانستان، ومن ثم نشوء مراكز منافِسة على المستويين الاقتصادي (الصين) والعسكري روسيا (دول البريكس)، وكذلك تمادي الأزمات والتناقضات... أطلقت عملية ما زالت تتواصل حتى اليوم على مستوى العالم عموماً. الشرق الأوسط هو نقطة الصراع الأشمل والأكثر تفجراً في هذا السياق: على الثروات والنفوذ والمواقع الاستراتيجية. نشأت في مجرى ذلك «قوى عظمى» إقليمية تحاول أن تشقّ لنفسها مساراً شبه مستقل، رغم أن دور الولايات المتحدة ما زال الأبرز والأكثر تأثيراً. أما الدور الروسي، فقد نجح في الانتقال من الدفاع في الداخل (في مواجهة تدخلات واشنطن) إلى مبادرات ومعارك هجومية لتقليص النفوذ الأميركي على مستوى العالم عموماً...
الشرق الأوسط يشهد الآن هذا الطور من الصراع الدولي المتداخل مع صراع النفوذ الإقليمي. ورغم أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما قد اتجهت نحو أولويات أخرى، إلا أن إدارة ترامب الحالية تطور الآن نهجاً أكثر نشاطاً وعدوانية جرى ويجري التعبير عنهما بأمرين بارزين: الانسحاب، قبل أيام من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في تموز 2015، والاعتراف، بعد أيام بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني (نقل السفارة).
علامات الخطورة في هذا الوضع متعددة وبالغة التأثير. أولها تشظي الوضع العربي وتعاظم الخلافات والصراعات والحروب وتماديها بين أطرافه، ما يجعل هذا الوضع مأساوياً ومكشوفاً إلى الحد الأقصى. ثانيها ازدياد الصراع المغذى بالعصبيات والمذهبيات، بعد انحسار موجة التطرف والتكفير الدمويين، ما سيؤدي إلى تدهور أخطر بتشويه الصراع وصرف الأنظار عن خطر العدو الصهيوني وتحويله إلى «صديق» وشريك في المواجهة. ثالثها ازدياد النفوذ الخارجي، الإقليمي والدولي، في صراع باهظ التكلفة بكل المقاييس البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ما سيؤدي، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى العودة بالمنطقة عشرات العقود إلى الوراء، مع استنزاف ثرواتها ودمار عمرانها وتفكك نسيجها الاجتماعي والسكاني...
يحاول العدو الصهيوني جني أكبر مكاسب ممكنة في ظل دعم أميركي مفرط وغير متوازن أو متزن! هو يواصل اعتداءه على الشعب الفلسطيني وحقوقه كما لم يحصل من قبل. كذلك هو يمارس، الآن، تدخّلاً عدوانياً وقحاً في سوريا مرشحاً لاستدراج تدهور قد يصبح في منتهى الخطورة. كل ذلك فيما يستشري العجز والانقسام العربيان ومعهما الخسائر من كل نوع في معركة سيتوقف الكثير من مصائر وخرائط دولنا وشعوبنا على نتائجها: ما بان منها وما هو متوقع، وكلاهما مأساوي!
مواصلة مواجهة مؤامرات القوى الاستعمارية والصهيونية هو أولوية كبرى تستدعي توسيع المشاركة في المعارك ضمن سعي مسؤول لتطوير الخطط والاستراتيجيات، كما تستدعي التخلص من أخطاء وسلبيات متعددة لا يستفيد منها إلا المستعمرون والصهاينة وأدواتهم في المنطقة.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح لا المبادئ!
- «تيارا» السلطة وتيار المعارضة
- فرصة مراجعة للتحرر من الشوائب
- التأخّر، فالفشل السعوديان
- الاستفتاء الكردي بين شبهتي «المؤامرة» و«الخيانة»
- مساران متناقضان
- سوريا بعد العراق... إخفاقات فعدوان؟!
- الكُرد وحق تقرير المصير
- قاعدتان!
- المخرج من المراوحة في الفشل
- نحو بناء تيار مدني فاعل ومستقل
- مرحلة ترامب في انحطاط العولمة
- العهر السياسي
- لولا فسحةُ... العمل
- تجذير المواجهة وتحسين شروطنا
- هل بدأ الإصلاح؟ ليس بهذه العدَّة!
- انتخاب عون مجدّداً: مكرَهٌ أخوك لا بطل
- الأزمة السورية بين موسكو وواشنطن
- أردوغان ليس وحيداً
- الجهد السوري لا يعوّض


المزيد.....




- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها
- مسؤولون: الأسلحة الروسية تعزز دفاعات إيران ضد الغارات الإسرا ...
- هل يؤثر وضع تركيا الداخلي على زيارة أردوغان لواشنطن؟
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - الصراع على الشرق الأوسط