أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد عمارة تقي الدين - الإعلام وخداع الأولويات














المزيد.....

الإعلام وخداع الأولويات


محمد عمارة تقي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 01:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


الإعلام وخداع الأولويات
دكتور محمد عمارة تقي الدين
واحدة من الجرائم التي ترتكبها وسائل الإعلام بحق الجماهير هي إحداث خلل بنيوي وجذري في سلم أولوياتها عبر تهميش قضايا مركزية وتصعيد أخرى هامشية، ولكي نتفهم أبعاد تلك الجريمة دعنا نلقي الضوء بقليل من التفصيل على نظرية ترتيب الأولويات(نظرية وضع الأجندة) (Agenda-setting theory)، إذ وفقاً لهذه النظرية فإن وسائل الإعلام هي من يضطلع بمهمة ترتيب أولويات مشاهديه دون وعي منهم، ويجري هذا الترتيب وفق أولويات القضايا التي تعرضها وسائل الإعلام وطريقة تناولها من حيث تضخيمها أو تهميشها والتقليل من أهميتها، فالإعلام يحدد أولويات القضايا المطروحة، وبمرور الوقت يتبنى الجمهور هذه الرؤى وفقاً لما طرحته وسائل الإعلام وبحسب ترتيب أولوياتها(1)، ومن ثم فالمتلقي يتبني الأولويات المجتمعية كما رتبتها له وسائل الإعلام والتي قد تكون متناقضة مع ترتيبها في الواقع الحقيقي من حيث أهميتها.
ويلخص البعض هذا الأسلوب (وضع الأجندة) في المتتالية التالية:

1- وسائل الإعلام لا تستطيع تقديم جميع القضايا والأحداث التي تقع في المجتمع.

2 – ومن ثم يركو القائمون على وسائل الإعلام على بعض الموضوعات والقضايا في حين يجري إهمال قضايا وموضوعات أخرى.

3- هذه الموضوعات التي جرى التركيز عليها تبدأ في إثارة اهتمامات الناس تدريجياً، وبالتالي تمثل لدى الجماهير أهمية أكبر نسبياً من الموضوعات الأخرى التي أهملتها وسائل الإعلام والتي قد تكون في حقيقة الأمر أكثر أهمية من التي جرى تناولها بكثافة.
لذلك يُقال إن وسائل الإعلام لا يقتصر دورها على تعليم الجماهير كيف يفكرون، ولكنها تعلمهم ايضاً ما يجب أن يفكروا فيه دون غيره(2).
وترجع الأطروحة النظرية لنظرية وضع الأجندة إلى العالم والتر ليبمان WLippmann والتي ضمّنها في كتابه )الرأي العام (، فهو يرى أن وسائل الإعلام من شأنها أن تخلق صوراً زائفة في عقول الجماهير عبر التلاعب بأولوياته فيتكون رأي عام زائف لديه خلل في إدراك أولوياته المجتمعية والوطنية، فوسائل الإعلام بمقدورها توجيه الجماهير لما يجب أن يفكروا به دون غيره، فهناك وكما يذهب البعض علاقة ارتباطية طردية قوية بين أهمية الموضوع في وسائل الإعلام وأهميته لدى الجمهور(3)، إذ يتم توجيه انتباه الجمهور نحو قضية ما وتجاهل قضايا أخرى أو جانب محدد من القضية على حساب جانب آخر.
وعليه فنظرية وضع الأجندة تكتسب أهمية قصوى لدى الإعلام السلطوي أو المؤدلج إذ عبرها يجري التلاعب بالوعي الجمعي وتضليله عبر بتصعيد قضية للتغطية على قضية أخرى، هنا وفي تلك الحالة يتشكل وعي عام زائف سمته الأساسية اختلال سلم الأولويات.
ومن المؤكد أنه في ظل وجود أنظمة ديمقراطية تشاركية وإعلام لا تتحكم فيه أيديولوجيات أو قوى سياسية واقتصادية معينة، إعلام جماهيري حقيقي فإن ما سيتم تقديمه من أولويات عبر هذا الإعلام من شأنه أن يتفق كثيراً مع أولويات الجماهير ذاتها ليتأسس وعي عام حقيقي .
ومن ثم فعليك كمتلقي أن تنتبه لم يقدمه لك الإعلام من قضايا وموضوعات وتسأل نفسك هل تلك الموضوعات وبهذا الترتيب الذي اختارته تلك الوسائل الإعلامية يتفق والواقع من ناحية ومع قناعاتي ورغباتي واحتياجاتي من ناحية أخرى؟ أم أنه قُصد بها التعمية والتغطية على قضايا أخرى هامة ليتم تصفيتها بدم بارد داخل الوعي الجمعي للشعوب، ومن ثم يتشكل وعي عام زائف سمته الأساسية حالمة من الخلل في ترتيب الأولويات وعد مقدرة الجمهور على بلورة خريطة إدراكية حقيقية لواقعه.
مراجع الدراسة:
(1) للمزيد راجع حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد: الاتصال ونظرياته المعاصرة، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة،1998م، صـ 288.
(2) فهد الشيميمري : التربية الإعلامية ، صـ 65 وما بعدها.
(3) راجع : نسرين حسونة، نظريات الإعلام والاتصال، رسالة ماجستير، 2015م .



#محمد_عمارة_تقي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم العنصري في إسرائيل(مدرسة قبر يوسف نموذجًا)
- أفلاطون والديكتاتور


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد عمارة تقي الدين - الإعلام وخداع الأولويات