أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - لا حظوظ لأحلام العصافير في العراق














المزيد.....

لا حظوظ لأحلام العصافير في العراق


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصاة بيد طفل عابث سوف تجعل من سرب العصافير هباءً منثورا
ليس حكمة أو أملوحة بقدر ما هي حقيقة صارخة بواقعها.
ربما يكون رئيس الوزراء الياباني قد خدعته وسائل الإعلام فأطلق تمنياته أو أحلامه في أوج حرارة لقاءه مع رجل القيادة العراقي السيد حيدر العبادي فقدم له طبقا شهيا لذيذا من حلم دسم قائلا ( مثلما تطلقون في العراق تسمية كوكب اليابان دهشة وفخرا بما حققناه من منجزات فأن العراق سيكون كوكبا جديدا أيضا، وسوف يسمى كوكب العراق.)
المجاملات الدبلوماسية دائما ما تتسيد المواقف في لقاءات الساسة ويكون التفاؤل سيد الموقف أن قدم المسؤول أحلامه على طبق من ذهب ووضعها أمام أنظار ومسمع مستقبليه.
ولكن،، وهي الكلمة القاتلة التي توقف الأحلام والتمنيات وتعرض الوجه البشع للوحة ذات الألوان الفاقعة الموجعة.
العبادي دفعها جملة قاسية توضح وتفضح كل شيء ( نحن نريد تشجيع الشركات اليابانية للعمل في العراق ــ مع استقرار الوضع الأمني فيه ــ وأن يكون التعاون على المدى الطويل)
في هذه الجملة يبدو العبادي قد وضع أحلام رئيس الوزراء الياباني في خانة الغيبيات.
فهو يعلم أن الحصاة لازالت بيد الصغير المشاكس وهي بالأحرى حجر كبير، وحين تستطيع السلطة العراقية انتزاع الحصاة من يده والاستحواذ عليها نهائيا، حينذاك يتحقق بعض الشيء من حلم رئيس الوزراء الياباني.
صورة داعش ورعب أفعالها تفند ما أعلن عن النصر النهائي، وهذا ما يبعد العديد من محافظات الوسط والشمال والغرب العراقي عن طبيعة الآمان والاستقرار ويدفع رؤوس الأموال للهرب وعدم التفكير بالاستثمار فيها .
في الجنوب والوسط تلعب العشائر كعاداتها منذ الأزل الدور المزدوج ، فهي تبقى تمارس دور النهاب الوهاب، الكريم الذرب اللسان، المنادي بالأخوة والسلام ، القاتل المأجور والمرتزق والغدار، المداح القداح، يمد اليد للمصافحة وعينه على الخرج ينتظر اللحظة ليسرق ما بداخله، هذه العشائر تطلب الخاوة والفصل والكَوامة من الشركات وتبتزها دون أن تحرك السلطة ساكنا. ولن تتبدل تلك الطباع، إن لم تزعزع السلطة مركز العشيرة وتقضي على سلطتها وسطوتها المخادعة نهائيا، فبوجودها لن يكون هناك استثمار، وخير ما فعل الملك المرحوم فيصل الأول حين سير عليها جيوشه بعد أن اشتكى من سطوتها وسلاحها وانفلاتها وخبثها فعقرها في عقر ديارها.
هناك أيضا السلاح المنفلت إن كان لدى عصابات الجريمة أو الفصائل المسلحة التي دائما ما ترفعه بوجه الشركات وتفرض عليها شروطا لا يمكن أن يستمر العمل معها، ولذا يهرب الاستثمار خوفا من تصعيد المطالب التي يصل بعضها حد المناصفة بالأرباح.
وما بات غريبا أن نجد الأحزاب السياسية وبالذات الدينية، تقف صراحة ودون رادع أخلاقي أو شعور بمسؤولية لتطلب مالا من تلك الشركات المستثمرة، ومثلها يفعل الموظف الحكومي في مؤسسات الدولة فيقوم باستجداء الرشوة لتمرير ما يرغب المستثمر تمريره.
وحتى بعض رجال الدين ومؤسساتهم يشاركون في التحريض ضد الاستثمار ومجيء الشركات لغايات رخيصة وابتزاز وتمرير صفقات لحساب أطراف بعينها.
وقبل كل هذا يأتي دور قانون الاستثمار الكسيح العليل الذي يضع أمام رؤوس الأموال عقبات شتى يجعلها أمام طرق ملتوية وغريبة ومقفلة تحتاج لمفاتيح سرية على الشركات البحث عنها والدفع للحصول على كلمة السر.
ليس أمام المستثمر أن أراد الحصول على فرصة لتشغيل أمواله في العراق غير أنشاء فيلق مدجج بالسلاح والعتاد، يملك الآليات العسكرية مثل الدبابات والراجمات وحتى طائرات الهليكوبتر المقاتلة ويكون ذلك ضمن شروط العقد، لتأمين تنفيذ مقاولاته وإنجاح مشاريعه، بشرط أن يكون هذا الفيلق من رجال مناطق بعيدة جدا عن جغرافية موقع الاستثمار وتلك حكمة معروفة .أيضا أن يسبق هذا وبشكل حاسم وحتمي تقديم هدايا وإغراءات للأحزاب الإسلامية ومجالس المحافظات والموظفين ليحصل المستثمر على عدم الممانعة والقبول للبدء بعمله.
فهل يستطيع السيد العبادي خلع جبته التي يختبئ تحتها ألف شيطان من الشياطين التي لا ترعوي ولا ترتوي بغير السرقات والابتزاز وتحصيل المنافع، ثم نراه يقفز فوق كل تلك الموانع والعوائق ويحقق حلم السيد رئيس وزراء اليابان أو حتى حلم رجل من رجال السلطة في أحد بلدان العالم التي حققت ربع ما نجح الشعب الياباني في تحقيقه .



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعيدوهم إلى بلدانهم
- لعيد الحب فواجع أيضا.
- مع من تحالف الحزب الشيوعي؟
- تخريف البرلمان العراقي عرته وزارة النفط
- في كردستان الارتشاء لأجل التظاهر
- أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي
- حول كتاب طالب عبد الأمير نوبل و -مثالية- الأدب
- محطات وشخوص في حياة الدكتور خليل عبد العزيز ج 2
- محطات وشخوص في حياة الدكتور خليل عبد العزيز1
- الوهابية والاخوان المسلمين، صراع الأخوة الأعداء هل يتحول لقت ...
- بوسترات
- كارل ماركس في العراق / الجزء الأخير
- كارل ماركس في العراق / الجزء الخامس والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الرابع والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثالث والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثاني والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الواحد والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثلاثون
- تنويه
- الدراسة في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - لا حظوظ لأحلام العصافير في العراق