أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - فرية الاصلاح السعودي















المزيد.....

فرية الاصلاح السعودي


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرية الاصلاح السعودي
حاتم عبد الواحد
تواجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهمة عسيرة وهو يعد العدة لتسلم مقاليد الحكم في الرياض بعد موت والده الملك سلمان الذي يعاني منذ اعوام من الخرف او ربما سيتنازل الملك المريض لولده لاسباب صحية قبل انتهاء ولايته. من المشاكل الاساسية التي ستعرقل اداء محمد بن سلمان ما نستطيع ان ندرجه تحت ثلاثة محاور ، المحور الاول العلاقات الدولية التي ستحكم سياسة النظام السعودي ضمن المحيط العربي و الاقليمي و الدولي اما المحور الثاني فسيكون حول نظام الحكم داخل المملكة والصراعات العائلية ضمن الاسرة الحاكمة واحقية استلام السلطة اما المحور الثالث فسيكون للحرب في اليمن وسورية حضور كثيف فيه .
منذ عاصفة دونالد ترامب التي اثارها اثناء حملته الانتخابية عامي 2015 و 2016 والتي من خلالها سمع العالم رأي اكبر حليف للسعودية في حكامها وملوكها حين قال ترامب في مايس 2015 عندما كان مرشحا للرئاسة الامريكية ما نصه " ال سعود يشكلون البقرة الحلوب ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها او نطلب من غيرنا ان يذبحها او نساعد مجموعة اخرى على ذبحها وهذه حقيقة يعرفها اصدقاء امريكا واعدائها وعلى راسهم ال سعود " ورغم الانقلاب الكبير الذي طرأ على وجهة نظر ترامب بعد فوزه بالرئاسة الامريكية حيث يردد ترامب الان مقولة ان السعودية شريكا اساسيا في الحرب على الارهاب الا انه قال في عام 2015مخاطبا نظام الحكم في الرياض " لا تعتقدوا ان مجموعات الوهابية التي خلقتموها في بلدان العالم وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الانسان وتدمير الحياة ستقف الى جانبكم وتحميكم فهؤلاء لا مكان لهم في كل مكان في الارض الا في حضنكم وتحت ظل حكمكم لهذا سيأتون اليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها سيقومون باكلكم " وفي مقابلة مع قناة ان بي سي قال خلال فترة ترشحه للرئاسة " السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط ، لكننا الان لا نحتاج كثيرا الى نفطهم ، وفي حال تغير الحكم في امريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الاطلاق ويمكننا ترك الاخرين يتصارعون حوله ".
هذه نماذج من تصريحات كثيرة لترامب تبين وجهة نظره بالنظام السعودي وما طرأ من تغيير بعد زيارة ترامب الى السعودية انما يندرج تحت مقولة تشرشل " ليس لدي اعداء دائمون ولا اصدقاء دائمون ولكن لدي مصالح دائمة " وهو ذات المبدأ الذي تحاول السياسة السعودية تطبيقه في علاقاتها مع عواصم القرار الشاجبة والمعترضة على الدور السعودي في منطقة الشرق الاوسط والعالم.
فبعد استيلاء محمد بن سلمان على ولاية العهد في تموز 2017 بعد ان كان وليا لولي العهد محمد بن نايف بن عبد العزيز بن سعود ، كان يبدو جليا ان الاسرة الحاكمة قررت الانحناء للعاصفة الترامبية فاتخذت من محمد بن سلمان وجها جديدا لها ، وبدأت العناوين المثيرة الاتية من السعودية تتصدر صحف العالم والمواقع الاخبارية معلنة الانفتاح على العالم والاستجابة للمطالب الدولية المنادية بحقوق الانسان ، فكان قرار حق المرأة في قيادة السيارة وفتح صالات السينما واقامة الحفلات الموسيقية المختلطة وليس اخرها الحرب على منهج الاخوان المسلمين !
لقد كانت بيئة ترامب التجارية المفتاح السحري للادارة السعودية في تجنب العاصفة التي كان مقررا لها ان تهب على الرياض طبقا لتصريحات ترامب الانتخابية،فمئات مليارات الدولارات التي دخلت الخزانة الامريكية باسم الاستثمارات في اول زيارة لترامب الى الرياض اضافة الى 110 مليارات كمشتريات سلاح لمواجهة ايران الذابح المرجح للبقرة السعودية كانت كفيلة بتغيير اللهجة العدائية الامريكية تجاه الرياض ، بل ان الشاب الثلاثيني محمد بن سلمان بدا بحمل الخزانة المركزية السعودية على كتفيه وهو يدور في عواصم الغرب الفاعلة موزعا الهبات والهدايا على المسؤولين معتقدا ان المثل العربي " اطعم الفم تستحي العين " سيفعل مفعوله السحري في عالم معقد الاهداف والستراتيجيات ، وهل الاصلاح ياتي عن طريق ارضاء الاخرين وترك البلد في مهب الصراعات الداخلية والعقائدية .
1ــ اي اصلاح هذا الذي يتباهى به محمد بن سلمان واسم دولته التي هو ولي عهدها يحمل اسم عائلته ، انها مملكة العائلة وليس مملكة المواطن .
2ــ ما زال الفكر الوهابي هو الفكر السياسي للرياض واكذوبة الاصلاح لا تستطيع ازالة ارث اصولي رث ضارب في عمق التربية العامة منذ نهاية القرن الثامن عشر في بضع شهور او سنوات .
3ــ الا يعلم محمد بن سلمان ان نظام الحكم في دولته يتبنى انشاء خلايا متطرفة حول العالم تحت اسم التعريف بالاسلام من خلال هيأة حكومية اسمها " الهيأة العالمية للتعريف بالاسلام" وقد اثمر دعم هذه الهيأة للمساجد والمراكز الثقافية السلفية حول العالم بخلق جيل حاقد وعدواني ومجرم من مسلمي عدة دول كان فيها النشاط السعودي الوهابي جليا لكل من يعرفه فكيف سيتم اصلاح ما تم تدميره؟
4ــ تعاني شرائح عديدة من البشر في السعودية من غمط لحقوقها مثل الشيعة او المسيحيين او البوذيين وحتى الملحدين ، حيث ان قانون الردة يطبق على كل من تسول له نفسه اعتناق غير السلفية الوهابية فاين الاصلاح في دولة بلا حرية دينية.
5ــ تدفع العائلة الحاكمة ثروة البلاد من اجل توفير الحماية لسلالتها في الحكم والارث ولا يحسب مستقبل المواطن العادي وتبعات هذا السلوك على مستقبله ، اهكذا يكون الاصلاح ؟
6ــ تخزن السعودية انواع الاسلحة منذ نصف قرن واكثر وعندما قررت استخدامها استخدمتها ضد الشعب اليمني تحت مسمى محاربة الحوثيين ، فقتلت اطفال وشيوخ ونساء اليمن في حرب مذهبية اشعل فتيلها محمد بن سلمان نفسه عندما كان وزيرا للدفاع ، فهل مباديء الاصلاح تتنافى وايقاف هذه الحرب البلهاء ، واذا كان هناك من سبب يستدعي مقاتلة الحوثيين فلماذا لا تبادر السعودية الى مقاتلة الرأس في طهران بدل الذيل في صنعاء ؟
7ــ اي اصلاح يرتجى في بلد يتخذ من السيف وعبارة لا اله الا الله محمد رسول الله شعارا له منقوشا على علمه ، اما كان هناك اليهودي والنصراني والهندوسي والملحد في قائمة اعلام عصور التنوير العربي والاسلامي ، الا يقتضي الاصلاح النظر الى الانسان من خلال انسانيته وليس من خلال دينه او مذهبه او ثقافته ؟
اغلب الظن ان مراكز القرار في واشنطن ولندن وباريس لا ينطلي عليها الانحناء المبرمج للنظام السعودي امام العاصفة الدولية المنددة بالسلوك البدوي المتطرف، وان استراتيجية الخروج باقل الخسائر لم تعد فاعلة في عالم لا يعطي شيئا ان لم يأخذ اشياء ، وبما ان العائلة الحاكمة في الرياض تخطط لتوريث احفاد احفادها فعليها اذن ان تلحس بساطيل الجنود الامريكان في القواعد العسكرية المتواجدة في الخليج قبل ان تعدهم ببناء كنسية في مكة او يثرب لاقامة صلواتهم



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجلدة النتنة وحدت اليهود والمسلمين
- الجثة الخليجية
- عن القدس وما يزعمون !
- لا تزعجوا اولاد الله !!
- رفقا يا طويل العمر
- الثقافة السعادية
- قدس سره الشريف
- النفاق الاسلامي
- بابا نوريئيل
- لا تصدقوا اصحاب اللحى
- التحليق تحت سماء واطئة
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4
- إني بريء منك !
- سادة وعبيد
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - فرية الاصلاح السعودي