أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - البرلمان الاردني والعرب وقوانين اسرائيل العنصرية















المزيد.....

البرلمان الاردني والعرب وقوانين اسرائيل العنصرية


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 10:56
المحور: القضية الفلسطينية
    



يستحق البرلمان الاردني تحية واشادة على النشاط والخطوات التي اتخذها إزاء فضح القوانين العنصرية التي يقرها الكنيست الاسرائيلي وتمر بهدوء تحت مستوى رادار انتباه احد هذه الاوقات بسبب توالي الأزمات والانفجارات في المنطقة. بحسب ما نقلت تقارير اخبارية فقد ارسل رئيس مجلس النواب عاطف الطروانة رسائل إلى رؤساء جمعيات برلمانية دولية في اوروبا وآسيا وافريقيا والمتوسط رصد فيها إقرار الكنيست ما مجموعه 156 قانونا ومشروعا تمييزياً عنصرياً، تستهدف تكريس الوضع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، وتعاقب الاسرى الفلسطينين والمتضامين الاجانب معهم فضلا عن معاقبة المنظمات الحقوقية التي تتابع شؤونهم. الخطوة الاردنية مهمة وفي وقتها، لكن يجب ان تتبعها خطوات وتتحول إلى حملة دولية متواصلة تهدف إلى كشف السياسات والقوانين العنصرية المُدهشة التي يتم اتخاذها من قبل حكومة تدعي الديموقراطية والتحضر، وفي زمن يُفترض فيه سيادة قيم المساواة والمدنية ودحر العنصريات بأنواعها، وما عاد فيه بالإمكان إخفاء اي شيء.

الشيء المُذهل الآن هو التسارع الكبير في ترجمة العنصريات السياسية والخطابية والدينية في إسرائيل إلى عنصرية قانونية وتشريعية تعكس سيطرة مزاج اليمين المتطرف وعنصرية خطاباته، ومن دون ان يكون لهذا التسارع رد فعل عالمي او حتى عربي يكبح جماحه. الخطابات العنصرية الاسرائيلية من قبل سياسيين ومسؤولين كبار في الحكومات المتعاقبة ضد الفلسطينين والعرب اكثر بكثير من ان تُرصد في مقالة واحدة. وهي تصريحات تثير حتى حنق العديد من اليهود التقدميين الذين يرصدونها في مواقعهم وكتاباتهم. واحد من هذه المواقع رصد خلال الفترة الاخيرة عينة من هذه التصريحات، والتي صدرت عن مسؤولين ووزراء في حكومة نتنياهو (وليس عن زعماء المستوطنين الاكثر عنصرية والذين قد تتملص اسرائيل من تصريحاتهم بزعم انها لا تعبر عن رأي الحكومة). ونقرأ من هذه التصريحات ما يلي: موشيه يعلون نائب وزير الدفاع يصف الفلسطينين بالسرطان ويتوعد بأنه قد يستأصله إن فشل العلاج بالكيماوي، الحاخام إيلي بن داهان وهو نائب لوزير الدفاع ايضا ومسؤول الادارة المدنية في الضفة الغربية شبه الفلسطينين بالحيوانات، وقال ان ارواح اليهود دائما في مرحلة اعلى من الاغيار، ايليت شاكيد وزيرة العدل (...نعم وزيرة عدل!) طالبت بقتل امهات الفلسطينيين لأنهن ينجبن افاعٍ وليس بشر! تصريحات اخرى من وزراء كررت اوصافا تحقيرية بحق الفلسطينيين والعرب وكذلك الافارقة المهاجرين إلى اسرائيل الذين وصفوا ايضا بأنهم سرطان. كل ذلك يعكس عنصرية قائمة على فكر عنصري و استعماري يذكر بأسوأ مراحل ومراتب العنصرية البيضاء. المُدهش مرة اخرى ان هذه التصريحات وقائليها هم وزراء في حكومة ينظر لها الغرب بكونها الاكثر تحضرا ودمقرطة في المنطقة. ليس هناك اي مبالغة في القول بأن اي مقارنة بين هذه الخطابات العنصرية المتعصبة مع خطاب داعش الدموي والمتعصب تقود إلى نفس النتيجة. الداعشية الإسلاموية الهمجية التي رعاها البغدادي لها نظير قوي في الداعشية اليهودية التي يرعاها نتانياهو وحلفاؤه من دولة اليمين الاستيطانية، لا فرق بين الإثنين.
من هنا تأتي اهمية الخطوة الاردنية التي يجب ان تكون بداية حملة سياسية وقانونية واعلامية تلقي الضوء على العنصريات المباشرة والمستبطنة ليس فقط في السياسة والاعلام الاسرائيليين بل وايضا في القوانين والتشريعات. ومن المؤمل ان لا يتوقف البرلمان الاردني عند خطوة ارسال رسائل إلى البرلمانات العالمية، بل يتبعها بجهد وخطوات متواصلة تتضمن التواصل مع برلمانات عواصم البلدان الكبرى مباشرة وارسال وفود إليها. والمهم ايضا في الخطوة الاردنية انها جاءت بعد اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي في القاهرة وفي سياق تكليفه البرلمان الاردني بإعداد تقرير حول تلك القوانين العنصرية، اي ان هناك سياق عربي يستقوي به مجلس النواب الاردني وبحيث يكون الجهد في هذا الاتجاه موحدا وبإسم العرب. وفضلا عن كشف هذه القوانين امام البرلمانات العالمية يجب ان تمتد الحملة المأمولة لتشمل المنظمات الاممية والقانونية والحقوقية وكل عناوين المجتمع المدني المعولم المضاد للعنصرية. كما بالإمكان بل يجب تأطير مثل هذه الحملة ضمن المبادىء العالمية العامة التي اقرتها الامم المتحدة ضمن الاتفاقية الدولية للقضاء عى جميع انواع التمييز العنصري في ستينات القرن الماضي، ووقعت عليها دول العالم بما فيها اسرائيل، وغيرها من الاتفاقيات العالمية العديدة.
من حق الشعوب العربية، المقهورة والمغلوبة على امرها في معظم امورها، على برلماناتها سواء اكانت حقيقية التمثيل ام صورية ان ترى جهدا يعبر عن ضميرها الجمعي وموقفها الحقيقي تجاه عدوانية وعنصرية اسرائيل. تعلم هذه الشعوب وتدرك مرارة ميزان القوى الراهن والتفكك العربي المريع وانحدار قضية فلسطين عن جدول الاعمال العربي. لكن برغم ذلك تتبقى مساحات للعمل ولمناصرة الفلسطينين ولو بالحد الأدنى ومنها العمل في الساحة القانونية الدولية. لا يمكن لإسرائيل ولا يجب ان تفلت بكل ما تقوم به من استمرار في احتلالها الاستيطاني وتوسيعه ومن جرائم وحصار ضد مليونين من الفلسطينين في قطاع غزة، والان تضيف إلى ذلك كله جرائم سن القوانين العنصرية على مرآى ومسمع العالم جميعاً. وإذا كانت الإدارات الامريكية، وعلى رأسها إدارة ترامب الحالية، والدعم الغربي المتواصل لإسرائيل قد وفر الحماية الدبلوماسية المطلوبة لإفلات الدولة المارقة من اية تبعات لكل سياساتها الإحتلالية والعنصرية فإن النتيجة كانت مراكمة التطرف والإحساس بالإهانة الجمعية العميقة، ونمو موجات الغضب والنقمة تحت السطح التي ما تني تنفجر من وقت لآخر وبأشكال مختلفة. يخطأ من يظن ان التغييب والتهميش المقصود للقضية الفلسطينية عن جدول الاعمال الاقليمي يعني غياب فلسطين عن الضمير الشعبي العربي، وان مرارة الإهانة الجمعية قد زالت. بل على العكس ما تزال فلسطين هي القضية التي تجتمع على بوصلة عدالتها الشعوب العربية والاسلامية كما لا تجتمع على اية قضية اخرى. صحيح بالطبع ان كل ذلك لا يتجسد في فعل سياسي مؤثر وان الحكومات تدوسه إلى ما تحت السطح وهي تسير وفق بوصلات مختلفة تقودها المصلحة القومية او التنافس او الحفاظ على النظام هنا وهناك. لكن هذا لا يعني خفوت التضامن مع فلسطين والفلسطينين. يكفي للتدليل على ذلك فشل اسرائيل الذريع في تحقيق اي نجاح يُذكر على مستوى التطبيع الشعبي مع المصريين رغم مرور اربعة عقود على زيارة السادات للقدس وما تبعها من اتفاقيات كامب ديفيد. ويتوازى ذلك مع فشل آخر في تحقيق اي اختراق تطبيعي يُذكر في الاردن رغم مرور ما يقارب من ربع قرن على اتفاقية وادي عربة. معنى ذلك ان صوت وضمير ووجدان العرب ما زال رافضا لإسرائيل واحتلالاتها وعنصرياتها. ومعنى ذلك ايضا ان البرلمان الاردني ينطق في هذه القضية بضمير الشعب الاردني وضمير الشعوب العربية، وهذا ما يمنح الخطوة الاردنية شرعية لا يمكن منافستها، وهي الخطوة التي يجب ان تتحول إلى حملة برلمانية حقوقية عربية ضد عنصريات اسرائيل وقوانينها وسياستها.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتفاضة القدس: درس المقاومة الشعبية والتدين الوطني
- فرويد وميثولوجيا الحرب والتلذذ بالدمار (٢ من ٢)
- فرويد وميثولوجيا الحرب والتلذذ بالدمار (١ من ٢)
- الحريات العامة و-الحيز العام-، غربيا وعربيا (2 من ٢)
- الحريات العامة و-الحيز العام-، غربيا وعربيا (١ من  ...
- حماس بين لاحدود الديني وحدود الوطني
- جدل الاستشراق بين إدوارد سعيد وصادق جلال العظم
- إيران ونحن ... ما العمل؟
- خلط الدين والسياسة ... والجدل المُستمر
- الوعي الواعي والوعي الناقص
- صادق جلال العظم: السجالي الكبير وصانع النرد
- من هتلر والإنجيل إلى داعش والقرآن
- زيغموت باومان: اليهودي -الحالي- ما بعد الحداثي
- من القوميات -الُمدجنة- إلى القوميات الفاشية: حقبة جديدة؟
- عالم جديد: -صدام القوميات والشوفينيات-!
- الداعشيات الدينية والداعشيات الغربية وعالم جديد مخيف
- لاعبُ النرد ... مُستقبلاً صادق جلال العظم
- اعراس فاطمة المرنيسي، موريتانياً وفلسطينياً
- من يجلس على كرسي فاطمة المرنيسي الأكاديمي؟
- الإسلامويون و-فكرة الدولة-: توتر الواقع، قصور الخيال


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - البرلمان الاردني والعرب وقوانين اسرائيل العنصرية