كوابيس


سلام صادق
2017 / 6 / 27 - 05:05     

كلما آويتُ للفراش ، متدثراً بالوحشة وسكون الليل ، التعاليم تخترق طبلة اذني كما أزيز الحشرات ، وثلاثة كوابيس تقف لي بالمرصاد في انتظار اغفاءتي ، الاول يهزأ من ذعري اللامبرر ، والثاني يبكي دمي الشحيح ، فيما الثالث يعابثني قائلاً : نأسف لمجيئنا المبكر يا سيدي !
متعباً كنت من سفرٍ طويل وكلبٌ كان ينتظرني في غرفة الفندق ، يتصنعُ هيئة رجلٍ بربطة عنق ، القيت عليه التحية فلم يجب ، أزحتهُ عن الفراش قليلاً .. ونمتُ من تعبي، فراح ينبحني طوال الليل ، عاملة الفندق لم تنتبه لهذا الامر الا في الصباح ، أعطتهُ فطوري فسكت ، وتركتني اتقلبُ في الفراش جائعاً .
غادرتُ الفندق ، أبحثُ كما يفترضُ عن عملٍ في المدينة ، فكان ينتظرني في مكتب التوظيف ، سألني المدير عن مؤهلاتي ، فقمت بتعدادها ، فانبرى يقرعني قائلا لي لقد نسيت واحدة هي الاهم ، فلسنا بحاجةٍ لموظفٍ لاينبح ، لم أردّ بشيْ فقد اخرجت لهُ لساني هازئاً وغادرت .
في المطعم كان يجلس قبالتي ، طلبتُ وجبة سريعة ، شاركني اياها ، متمنيا لي طعاماً شهياً ، رغم ان طعامك يفتقر للبركة ولبعض العظام ، أضاف قبل ان يغادرني منتظرا خروجي عند الباب.
راح يتبعني باتجاه البار مسرعاً ، اتضح بانه يخاف الله ولا يشربُ ما اشرب ، طلبتُ لهُ ماءً فقد كان يلهث .
وفي المكتبة العامة سبقني واستعار كتاب المطاردة لمؤلف مجهول .عندها بدأت تساورني شكوك تقترب من اليقين بانهُ كان رجلاً اعرفهُ فيما مضى ، ولطول غيابه تغيرت طباعه وتغير لون جبينه الناصع فالتبس عليّ الامر .
عواء ، عواءٌ طويل يقودنا نحو ال....................و سلالات من الكلاب تتناسل دون معرفتنا ؟