من صولة -الفرسان- الى صولة الخصيان، الحشاشون الملثمون يحمون المزبلة الخضراء!


رزاق عبود
2017 / 2 / 12 - 18:44     

من صولة "الفرسان" الى صولة الخصيان، الحشاشون الملثمون يحمون المزبلة الخضراء!
لازال نوري المالكي بملابسه الامبراطوية يعيش بزهو الايام التي قضى فيها، بوحشية مفرطة، على قسم من ميليشيات حلفائه بدعم القوات الامريكية، وضباط الجيش العراقي السابق. ولا زال بطل مجزرة سبايكر، وتسليم الموصل، يهدد بين الحين والاخر بتصفية المتظاهرين، وسحق انتفاضة الشعب. ولازال رجاله، ومؤيديه، ومرتزفته، وجلاوزته ذوي نفوذ كبير في اجهزة الدولة عامة، خاصة القوات الامنية، ولا زالت بعض الدوائر، والقطعات ترفع صورته. تمسكا بما وهبهم من الدرجات الوظيفية، والرتب العسكرية، والاقطاعيات، والمنح، والمناصب، ووزع عليهم السلاح، والاموال. ولازال انصاره(بلطجيته) يطلقون النارعلى المتظاهرين، والمحتجين، مثلما فعلوا عندما كان سيدهم رئيسا رسميا للوزراء. ورئاسة الوزراء خدعة مزدوجة يستغلها العبادي ليدعي ان بعض الاجهزة لا تنفذ توجيهاته، وفي الوقت نفسه يبقي تلك الاجهزة، وقياداتها بسلام من العقوبات، والمحاسبة. فان "فاحت الريحة" يرميها على زعيم حزبه، وعصابته، والمغرضين، والمندسين(من هم المندسين؟). وفي نفس الوقت يستخدمها، عن قصد، وتصميم، عصا سرية لضرب المعارضين، والمتظاهرين، والمطالبين بالاصلاح، واعداء الفساد والمحاصصة. هناك اتفاق سري، صار مكشوفا، بين العابدي الذي يتحدث عن الديمقراطية، وحرية التظاهر، والاعتراف بالاخر، وزيارات طاووسية للكنائس، وبين عصابات المالكي و"التحالف الوطني" عامة التي تقوم بالاختطاف، والتعذيب، والترهيب، ومحاولات الاغراء، والقتل، والتغييب. وهو نفس الاتفاق الذي "دبره" التحالف الوطني، بتغيير الوجوه بعد اجتماع الكل ضد المالكي، فخافوا ان "تطير" رئاسة الوزراء من ايديهم فجاؤوا بامعة يسيروه حسب ما يريدون. والان بعد ان اتسعت حركة الاحتجاجات، وضمت حركات، وزعامات دينية من داخل "التحالف الوطني" وخارجه خافوا ان تطغى حركة الاحتجاج وتتسع اكثر، وتتصاعد فتغير الحكم سواء باكتساح الخضراء، او بالانتخابات القادمة. فطرحوا مؤامرة "التسوية التاريخية"، ودخلوا في بيت ابي سفيان من جديد. للاتفاق مع منافسيهم للتمسك بالسطة سوية(سلطة دينية سنية شيعية تحت "سقيفة" واحدة). ولما شاهدوا، ولمسوا ان من يريدوا التسوية معهم مرفوضين من كل الاطراف، صافحوا يزيد، وبرؤوه من دم الحسين. ولما اتسعت دائرة المعارضة الجماهيرية لمؤامرة تبييض وجه المجرمين، والالتفاف على مطالب المحتجين، والشعب عامة، ارسلوا عصاباتهم لقتل المتظاهرين المسالمين لتحقيق "المجزرة التاريخية" بدل "التسوية التاريخية" الخيانية. من اجل ارهاب الناس، وشق الصفوف، متناسين، ان هذا عراق الشهداء، والوثبات، والانتفاضات، والثورات، وان اوراقهم صارت مكشوفة حتى لابسط الناس، وتخلت عنهم حتى المرجعية التي يحتموت بظلالها، ويعملون ضد توجيهاتها.
لقد تعانوا مع البعث عام 1963 وذبحوا ثورة تموز وزعيمها، وباعوا اراضي العراق لحكام الكويت، وحاربوا مع ايران ضد العراق في الثماينيات، وسلموا مفاصل الحكم لعملاء ايران، وغيرها بعد اغتصاب الحكم بمساعدة "الشيطان الاكبر" امريكا. والان، ومن جديد يتعاونون، ويتحالفون مع كل الشياطين دفعة واحدة مع عصابات القتل التابعة لهم، وشخصيات مرتبطة بداعش. يسمحون لها بالتفجيرات في كل مكان يتجمع فيه البسطاء. محاربة الاجهزة الاعلامية التي لا تصفق لهم وتفضح فسادهم. غلق "فضائية المدي"، ومهاجمة فضائيات اخرى امثلة صارخة. رفض تشريع قانون انتخابات منصف يضمن عدم سرقة اصوات الناخبين. ويرفضون تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة نزيهة لانهم لا يريدون التنازل عن الحكم مطلقا حتى لو خسروا في الانتخابات. حصل ذلك في عام 2010 وسيحصل مرة اخرى.
هاهم اليوم يكشفون بوقاحة عن وجههم الفاشي الدموي بكل صلافة، معلنين بلغة الدم "ما ننطيهه"! يستأسدون على المتظاهرين العزل، على الفقراء، والبسطاء، الذي اوصلوهم الى سدة الحكم. يطلقون النار بكثافة على المتظاهرين السلميين، ويستخدمون القتلة الملثمين لذبح الشباب العراقي! هل هي صدفة ان يطلق الرصاص الحي على الجماهير المسالمة في شهر شباط، وبعد اربعة ايام من ذكرى انقلاب حلفائهم القدامى والجدد؟؟؟؟
من تسوية دموية الى تسوية دموية اخرى! فما هو رد الفعل؟؟؟
لم يبق امام قوى الثورة والتغيير، امام قوى التيار المدني الديمقراطي، امام كل المطالبين بالاصلاح، امام كل اعداء المحاصصة والفساد، امام انصار دولة المواطنة، والحرية والديمقراطية الحقيقية، امام كل العراقيين الشرفاء، الا التظاهر اليومي وفي كل العراق، واستمرار مقاومة حكم اللصوص، والانتفاضة الشعبية ضد سلطة الفساد، والعصيان المدني الشامل، ورفع شعار التغيير، وليس الاصلاح، فلا يمكن اصلاح الفساد، ولا يمكن اصلاح المحاصصة، ولا يمكن اصلاح الخونة، ولا يمكن التسامح مع القتلة. لابد من الثأر للشهداء. يجب رفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" بهبة شعبية عارمة، واقتحام المنطقة الخضراء، وتسليم السلطة لممثلي الجماهير الثائرة. لقد حدث ذلك في اوكرانيا، وجيورجيا، ومصر، فلماذا لا يحصل في العراق؟؟؟ ان منحهم اي فرصة اضافية يعني ضياع فرصة تاريخية، وحقيقية للتغيير!
التصعيد، التصعيد، التصعيد حتى يرحل حكم الفساد، والمحاصصة، والطائفية!
رزاق عبود
11/2/2017